شعث لـ«الشرق الأوسط»: عرفات سيقاتل حتى آخر رصاصة

TT

أكد وزير التعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث انه ظل لمدة يومين يجري اتصالات مع وزراء الخارجية العرب حتى حصل على موافقتهم للمشاركة اليوم في اجتماع طارئ بالقاهرة، وأشار الى ان الرئيس الفلسطيني يتمتع بروح معنوية عالية ولا يزعجه الحصار وسيدافع عن نفسه حتى آخر رصاصة من مدفعه الرشاش.

وفي ما يلي نص الحوار:

* انت على اتصال هاتفي مستمر مع الرئيس ياسر عرفات، كيف يبدو وضعه الآن؟

ـ معنويات الاخ أبو عمار عالية جدا ونبرات صوته تدل على قوته بنفسه وبشعبه وصحته جيدة وهو دائما في حالة معنوية جيدة مهما كانت الظروف، لكن المشكلة في ان الماء والغذاء على وشك النفاد، وأيضا دواؤه غير متوفر، لكن الرئيس أكثر قلقا على ما يحدث في بيت لحم، فهناك جرائم نازية ترتكب في كل مكان، وشمل الهجوم الكنائس حيث تم تدمير كنيستين واحراقهما، وقتل أهم شخصية مسيحية في رام الله وهو جاك الأسعد، وتم الاعتداء على مساجد والهجوم يتم في كل مكان في بيت لحم وهناك قصف جوي، والجرحى يتركون بلا علاج، كما يحدث ذلك في رام الله وخاصة في مقر الأمن الوقائي الذي تعرض لهجمة شرسة.

* ما صحة ما تردد حول عرض اسرائيلي بأن يتم اخراج الرئيس عرفات من أراضي السلطة الفلسطينية على ألا يعود إليها؟

ـ الرئيس عرفات لن يستسلم ولن يخرج وهو قال لن اخرج من هنا إلا شهيدا وأعلنها انه لا لجوء بعد العودة وسيقاوم بمدفعه الرشاش الذي يحمله طيلة الوقت أية محاولة يقوم بها جنود اسرائيليون لاقتحام مكتبه، وبصفة عامة نحن لا نكترث بطلبات الاستسلام فهذه طلبات مجرمي الحرب، نحن ندافع عن وطننا ضد غزو اجرامي، ولا نبحث الآن في اي اجراءات استسلامية لمطالب الاسرائيليين.

* من هو الرجل الثاني في حال غياب عرفات، وهل وزع مهامه؟

ـ ليس هناك قيادة إلا الرئيس عرفات، وليس هناك حديث عن أي بديل سوى الرئيس عرفات، وكل المحاولات الاجرامية الاسرائيلية الرخيصة والقذرة لن تفت في عضد أي انسان، ولن تفوت علينا، وهذا كلام مجرمي الحرب دائما فهم فقط من يتحدث عن وضع قادة هم يختارونهم من بين الشعوب التي ينتهكونها.

* هل تعول كثيرا على اجتماع وزراء الخارجية العرب؟

ـ لقد أخذ مني أنا شخصيا ترتيب هذا الاجتماع ليلتين الى ان تحصلت على موافقة كافة وزراء الخارجية العرب، ونرجو ان تكون الجلسة مخصصة فقط لتصعيد المواجهة للعدوان الاسرائيلي ولقد تحولنا لعقد اجتماع على مستوى وزراء الخارجية، لاننا لم نتمكن من تحقيق موافقة على عقد قمة عربية، ولقد تحدثت مع وزراء الخارجية العرب فردا فردا وجميعهم أكدوا على الحضور للمشاركة في اجتماع اليوم والذي سيبحث تصعيد المواجهة ضد العدوان الاسرائيلي، وقطع الاتصالات الدبلوماسية مع اسرائيل.

* ما جدوى وجود زيني في المنطقة، ولماذا رفضتم أفكاره؟

ـ زيني لا قيمة له ولا يقوم بأي دور إلا لو كان موجودا فقط لمساعدة الاسرائيليين، ولقد رفضنا افكاره لانها تختلف عن افكار «تينيت» التي اضطررنا لقبولها حقنا للدماء ولحماية شعبنا ولكن زيني جعل منها وثيقة استسلام لن نقبلها.

* يتردد ان الفلسطينيين الذين قتلوا وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي مختبئين في مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله ما مدى صحة ذلك؟

ـ شارون يختبىء أيضا في مقر رئاسة الحكومة الاسرائيلية وهو قاتل وسفاح وهناك ضباط عديدون يختبئ في المقرات الاسرائيلية وهم قتلة وما زالوا يقتلون فلسطينيين أبرياء بدم بارد، ونحن في أي ظرف دولي يتحدث عن تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة والقتلة ا والارهابيون الاسرائيليون المختبئون في مقرات القيادة الاسرائيلية وفي دبابات الغزو الاسرائيلية هم الأولى بالاعتقال والقبض عليهم.

* هل هناك مطالبة اسرائيلية بتسليم افراد بعينهم كي يخف الحصار عن الرئيس عرفات؟

ـ الاستسلام هو مطلب الاسرائيليين والاميركيين ونحن لن نستسلم والذي يقاتل عدوانا لا يطلب منه أن يسلم مناضليه للاعداء.

* لماذا يتعرض شارون هكذا للرئيس الفلسطيني رغم انه شخصية فلسطينية معتدلة، نريد ان نفهم هل هناك ثأر شخصي بينهما منذ أيام بيروت كما يرى البعض؟

ـ ليس هناك صعوبة في الفهم، هذا قائد اسرائيلي يتحرك بضوء أخضر اميركي لينفذ عمليته الاجرامية واعادة احتلال الاراضي الفلسطينية وترحيل الشعب الفلسطيني عندما أخذ هذه الموافقة الاميركية صعد جريمته الى الحد الذي نراه، شارون رجل أبعد عن الحكم 18 سنة بعد ادانته بالتواطؤ في الجريمة البربرية الإرهابية في قتل 4 آلاف فلسطيني في صبرا وشاتيلا، ولا استبعد حكاية الثأر الشخصي من الرئيس عرفات.

* هل هناك تصور فلسطيني لما بعد الغزو الاسرائيلي لتنفيذه على أرض الواقع؟

ـ المشروع السعودي نحن موافقون عليه ولم نتراجع عنه.

* لماذا تتصاعد العمليات الاستشهادية الآن في صفوف الفلسطينيين رغم ان المجتمع الدولي يستنكرها؟

ـ كل غزو اسرائيلي جديد يخلق استشهاديين جدداً. في بداية الانتفاضة لم تكن هناك أي عملية استشهادية لكن مع تصاعد الغزو الاسرائيلي وكلما تعمق فهناك من لديه الاستعداد للموت لانه فقد الأمل في الحياة نتيجة الممارسات الاسرائيلية من قتل للمدنيين وحصار كامل.

* ما هي مطالبك من الوزراء العرب؟

ـ الآن مطلوب اجتماعات جديدة من نوع مختلف عن قمة بيروت للتصدي للهجمة الاسرائيلية، وأنا موجود هنا بناء على طلب من الرئيس عرفات ولقد منعتني السلطات الاسرائيلية من الذهاب الى رام الله ولكن سمحوا لي فقط بالذهاب الى غزة ولكن الرئيس عرفات طلب مني البقاء في الخارج لاجراء الاتصالات لفك الحصار وللسعي لوجود قوات دولية لحماية الفلسطينيين.

* هل يمكن ان يهزم الفلسطينيون في ظل انعدام التحرك السياسي والدبلوماسي على المستوى العربي والدولي؟

ـ الفلسطينيون لا يمكن ان يهزموا لانهم لم يعودوا يخافوا الموت، ولكن هذا لا يريح الدول العربية، والمطلوب عمل عربي، والمستقبل سيشهد نصر الفلسطينيين ولا نشك في ذلك مهما كان السواد حالكا ومهما كانت التضحيات، لا نشك في ان المستقبل لنا.

.