الأصداء الدولية: اتساع نطاق الانتقادات للسياسة الإسرائيلية

الاتحاد الأوروبي يستدعي سفير إسرائيل والفاتيكان يعلن عن مبادرات دبلوماسية

TT

مدريد ـ باريس ـ كوبنهاغن: وكالات الأنباء : جدد الاتحاد الاوروبي امس ضغوطه على اسرائيل لسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية ودعا لوقف فوري للقتال واعمال العنف المتصاعدة في الشرق الاوسط، حيث استدعت اسبانيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي سفير اسرائيل في مدريد وطالبت بانسحاب اسرائيل من المدن الفلسطينية ورفع الحصار عن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ومع تنامي الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل بعد تصاعد الصراع في الشرق الاوسط، طالب الاتحاد الاوروبي اسرائيل بالسماح للدبلوماسيين الاجانب، خاصة الاوروبيين بالوصول الى عرفات المحاصر داخل مكتبه في رام الله بالضفة الغربية.

واعلن وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكي انه استدعى السفير الاسرائيلي بعد اجتماع في مدريد مع وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف وخافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي وأبلغه ضرورة «سحب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية بما فيها رام الله كما ينص عليه القرار 1402 لمجلس الامن الدولي الذي ينبغي تطبيقه فورا».

واعلن سولانا ان الاتحاد طالب اسرائيل «بالالتزام بأسرع وقت ممكن بالقرار الذي وافق عليه مجلس الامن التابع للامم المتحدة يوم السبت ويدعو اسرائيل للانسحاب من الاراضي المحتلة». وقال سولانا بعد مؤتمر صحافي «لا يسعنا الخلط بين محاربة الارهاب وتدمير السلطة الفلسطينية. حل الصراع لن يكون حلا عسكريا».

واعلن ايفانوف ان موقف روسيا بشأن الشرق الاوسط «يتطابق بالكامل تقريبا «مع موقف الاتحاد الاوروبي».

وفي برلين حث وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر أمس اطراف النزاع في الشرق الاوسط على التطبيق «الفوري» لقرار مجلس الامن رقم 1402 الذي يدعو الى وقف اطلاق النار وانسحاب القوات الاسرائيلية من المدن الفلسطينية، وخاصة رام الله.

وقال الوزير في بيان «بالاتفاق مع مجمل المقاطعات، تدعو الحكومة جميع اطراف النزاع بالحاح الى التطبيق الفوري للقرار الدولي رقم 1402 وبدء بمفاوضات حول وقف اطلاق النار برعاية انتوني زيني».

وفي باريس، قال رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان ان السياسة الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين يجب ان تتغير وحث الولايات المتحدة على بذل المزيد لحل الصراع في الشرق الاوسط.

وقال جوسبان لمحطة اذاعة «ار.تي.ال» الفرنسية ان السياسة الاسرائيلية «التي تدفع الفلسطينيين الى اليأس، اذ لم يعد امامهم اي امل واصبحت ظروف حياتهم في الاراضي مستحيلة تماما.. يجب ان تتغير». وحث رئيس الوزراء الفرنسي الولايات المتحدة على فعل المزيد لحل الصراع، وقال: «من الواضح ان الاميركيين يجب ان يتدخلوا بشكل اكبر».

من جهته، دعا هوبير فيدرين وزير الخارجية الفرنسي مجددا الى ارسال مراقبين دوليين الى الاراضي الفلسطينية بعد الخروج من «الجحيم الحالي» وذلك لمصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء. واعرب فيدرين في تصريح لاذاعة «فرانس انتير» عن ذهوله للتناقض الصارخ بين قرار مجلس الامن الدولي رقم 1402 الذي يدعو الى انسحاب اسرائيل من المدن الفلسطينية والى وقف اطلاق النار وبين الواقع على الارض.

وفي الفاتيكان، اعلن أمس جواكين نافارو فال المتحدث باسم البابا يوحنا بولس الثاني عن مبادرات دبلوماسية حول الشرق الاوسط بطلب من الحبر الاعظم. وقال نافارو ان ممثلي الكرسي الرسولي في الشرق الاوسط وواشنطن وبروكسل كلفوا جميعا التحرك، بدون ان يذكر اي ايضاحات عن العمل الدبلوماسي الذي اطلقه البابا.

واضاف ان يوحنا بولس الثاني «يتابع باستمرار تطور الوضع المأساوي في الشرق الاوسط. والى جانب تدخلاته الاخيرة، اعطي للسفير البابوي في اسرائيل والقاصد الرسولي في القدس توجيهات باتخاذ مبادرات دبلوماسية مناسبة».

وفي كوبنهاغن، دعا أمس رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن (ليبرالي) رئيس السلطة الفلسطينية الى «بذل المزيد من الجهود لوقف الاعمال الارهابية في اسرائيل»، معتبرا ان العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل حاليا يمكن «تفهمها وتفسيرها».

واحجم رئيس الوزراء الدنماركي ايضا عن انتقاد الهجوم الذي يشنه الجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية، معتبرا ان «من حق المجتمع الاسرائيلي الدفاع عن نفسه من العمليات الانتحارية» واضاف انه «يمكن تفهم ردة فعله وتفسيرها».

ودعا المسؤول الدنماركي الذي ستتولى بلاده رئاسة الاتحاد الاوروبي اعتبارا من الاول من يوليو (تموز)، الطرفين الى «وقف دوامة العنف»، معتبرا ان ذلك «سيشكل الخطوة الاولى نحو اقامة دولة فلسطينية مستقلة الى جانب الدولة الاسرائيلية». وكرر «هناك شيء واحد يمكن ان يوفر السلام والامن في منطقة الشرق الاوسط، هو ايجاد حل مبني على اساس اقامة دولة فلسطينية».

وفي بيروت، اعلن سفير الصين لدى لبنان ليو زانتانغ ان بلاده «تبذل الجهود لوقف الاعتداءات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني». وقال عقب لقائه امس مدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية اللبنانية السفير ناجي ابي عاصي ان الصين «تجري اتصالات كثيفة لوضع حد لتدهور الوضع في المنطقة». واعتبر ان قتل الرئيس الفلسطيني سيشكل كارثة كبيرة على مصير السلام في الشرق الاوسط.

واضاف السفير الصيني: «نحن ندعو اسرائيل الى الانسحاب فورا من اراضي السلطة الفلسطينية. ونبهنا الى ان الرئيس عرفات هو الزعيم الشرعي للسلطة الفلسطينية وان قتله سيشكل كارثة كبيرة على مصير السلام في هذه المنطقة، وهو مضر للجميع».

وافاد: «نحن على اتصال مع الحكومة الاميركية ونطالبها بالضغط على اسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الامن 1402 فوراً. والصين بصفتها عضوا دائماً في مجلس الامن تقوم باتصالات داخل الامم المتحدة. ونأمل في ان تتوصل جهودنا الى انقاذ الوضع في هذه المنطقة».

وطالب عدد من الاحزاب السياسية في بلجيكا بقيام الحكومة باستدعاء السفير البلجيكي لدى اسرائيل وذلك بهدف التعبير عن الاحتجاج البلجيكي على سياسة الحكومة الاسرائىلية ضد الشعب الفلسطيني والزعيم عرفات وما يقوم به الجيش الاسرائيلي من عمليات عكسرية داخل اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الحكومة البلجيكية قامت باستدعاء السفير الاسرائيلي في بروكسل للاحتجاج على رفض السلطات الاسرائيلية السماح للقنصل البلجيكي لدى اسرائيل بزيارة خمسة بلجيكيين ضمن عدد من الاوروبيين اعتقلتهم السلطات الاسرائيلية عقب خروجهم من مقر عرفات في رام الله بعدما اصروا على لقاء الرئيس عرفات لاعلان تضامنهم معه، واعلن بعضهم عن رغبته في البقاء مع عرفات كدروع بشرية لحماية الرئيس الفلسطيني من اي محاولة للاعتداء عليه من جانب جنود الاحتلال الاسرائيلي.

وفي لندن، وجهت الجمعيات البريطانية ـ العربية امس رسالة الى رئيس الوزراء توني بلير تحثه فيها على «التدخل الفوري لوضع حد للاجتياح الاسرائيلي والاعتداءات التي ترتكب في اطاره ضد مدنيين عزل، وناشدته الرسالة التي وقعتها لجنة تنسيق عمل هذه الجمعيات باتخاذ الاجراءات اللازمة لحمل الجيش الاسرائيلي على الانسحاب من مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية.