وسط ترقب أمني مصري لتسلم اصوليين هاربين في الخارج شاركوا في أعمال عنف داخل مصر، كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» ان القاهرة تسلمت من باكستان قبل اسابيع اصوليا يعتقد انه أحد قيادات تنظيم الجهاد ومسؤول تجميع الاخبار والمعلومات وبثها للتنظيم الذي يتزعمه أيمن الظواهري المطلوب الثاني أمنيا من قبل اميركا بعد حليفه اسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة».
وقالت المصادر ان الاصولي يدعى محمد ناجح وشهرته «أبو مصعب رويترز» ويعتقد انه ترك مصر في أواخر الثمانينات، وان كنيته بأبي مصعب رويترز جاءت على هذا النحو لأنه مسؤول متابعة النشرات والأخبار في العالم وتوزيعها على اعضاء التنظيم والمجاهدين في افغانستان.
وأضافت المصادر ان أبي مصعب رويترز كان أحد المشاركين في الجهاد الافغاني ضد الروس في الثمانينات وانه نتيجة لهذا فقد احدى ساقيه واحدى عينيه ولذا التزم بالعمل في تجميع المعلومات والأخبار مشيرة الى أن أبو مصعب معتقل في سجن استقبال طرة بالقاهرة.
في غضون ذلك تنتظر القاهرة تسلم الاصولي أبو أنس المصري من الخرطوم وفقا لتصريحات وزير الخارجية السوداني التي اعلنها أواخر الشهر الماضي على خلفية طلب رسمي قدمته القاهرة لتسلم الاصولي المحكوم عليه بالسجن سبع سنوات في قضية العائدون من البانيا.
وكانت «الشرق الأوسط» قد كشفت عن شخصية أبو أنس المصري الذي احدث جدلا واسعا بعد الاعلان عن اعتقاله لدى السلطات السودانية بعد الربط بينه وبين أبو أنس الليبي الذي يعد أحد القيادات البارزة في تنظيم «القاعدة» وأحد المطلوبين الهامين لدى اميركا، وأبو أنس المصري هو أحد قيادات تنظيم الجهاد وأسمه السيد عبد الحميد عطية.
ويتزامن انتظار القاهرة لتسلم أبو أنس المصري مع انتظار تسلم اصولي آخر من النمسا هو محمد عبد الرحمن بلاش عشري المتهم في قضايا الاستحلال في مصر عام 1994، وذلك بناء على قرار المحكمة العليا بفيينا الصادر في 7 مارس (آذار) الجاري بتسليمه لمصر في وقت كان يقيم فيه بلاش في النمسا منذ عام 95 وقدم طلبا للحكومة النمساوية لحصول على حق اللجوء السياسي لم يبت فيه حتى الآن.
وتسلمت مصر في اعقاب احداث انفجارات 11سبتمبر (ايلول) الماضي عددا من الاصوليين الهاربين المنتمين للجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد كان بينهم 3 من البوسنة و5 من اذربيجان و7 من الأردن و2 من السويد بينهما زعيم تنظيم طلائع الفتح القيادي أحمد حسين عجيزة المحكوم عليه بالمؤبد في قضية العائدون من البانيا.
وتنتظر القاهرة في ظل مساعيها المكثفة لاستعادة الاصوليين الهاربين تسلم عدد آخر من اليمن على خلفية الزيارة التي قام بها وزير الداخلية المصري لليمن الشهر الماضي خاصة ان اليمن كانت تعد احدى المحطات الهامة لعمل تنظيم الجهاد المصري واطلاقهم بعد ذلك الى دول أخرى سواء عربية أو اجنبية، اضافة الى تقديم مصر طلبات رسمية لنحو 30 دولة لتسلم هاربين لديها ابرزهم في المانيا وكندا ولندن والبوسنة.