عثرت السلطات البوسنية امس على مقبرة جماعية جديدة بها 161 رفاتا في منطقة «كوتر فرش» بمناطق الحكم الذاتي الصربي داخل البوسنة. وقالت مصادر اللجنة الوطنية للبحث عن المفقودين: «ان الضحايا كانوا من المدنيين الذين اعتقلهم الصرب سنة 1992، في مدرسة ابتدائية بمنطقة «جرابوفيتسا» التابعة لبلدية «كوتر فرش». وقال عمر ماشوفيتش رئيس اللجنة في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»: «هناك 400 بوشناقي مسلم وكرواتي كاثوليكي في عداد المفقودين في هذه المنطقة منذ سنة 1992».
وقال القاضي حلمي احمدوفيتش الذي اصدر الاذن بنبش المقبرة الجماعية واخراج رفات الضحايا لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد 3 اماكن اخرى وصلتنا معلومات عن وجود مقابر جديدة بها». وعما اذا كانت عملية البحث آمنة ولا توجد هناك تهديدات قال: «في هذه الحالة وكغيرها من العمليات التي تتم في مناطق الحكم الذاتي الصربي تكون هناك حماية من الشرطة المحلية والقوات الدولية».
من جهة اخرى شكا العائدون البوشناق الى مقار سكناهم بمنطقة «كوتر فرش» بعد 10 سنوات من التهجير، من ان بلدية المنطقة التي يسيطر عليها الصرب تطالبهم بدفع فواتير الماء والكهرباء عن السنوات التي لم يكونوا موجودين فيها بمنازلهم. وقال احدهم: يطالبوننا بمبلغ 20 الف يورو وجميع الذين عادوا 270 عائلة فقط، وليس لدينا هذا المبلغ ولا حتى عشره. وقال محمد سباهيتش احد العائدين: «نعيش هنا بدون ماء والمشاكل تتفاقم باستمرار ونحن ندعو المجتمع الدولي لحل هذه المشاكل مع الادارة الصربية».
وكان المسلمون في البوسنة والهرسك قد أعادوا اول امس دفن 111 رفاتا لضحايا وجدوا في مقبرة جماعية، وقد حضر اهالي الضحايا اعادة الدفن، والقوا النظرة الاخيرة على رفات الضحايا الذين كتبت اسماؤهم على الاكفان التي وضعوا فيها، وصليت عليهم صلاة الجنازة قبل ان يدفنوا في مقابر فردية.