القوات الإسرائيلية على أبواب نابلس وجنين والخليل وتعتدي على مساجد وكنائس وتقتل راهبا إيطاليا

TT

طال العدوان الاسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني ومؤسساته وقيادته، المساجد والكنائس والرهبان والراهبات في بيت لحم وطولكرم، بينما تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلي زحفها نحو مدن نابلس وجنين والجليل بعد اعادة احتلال 5 مدن هي رام الله وبيت لحم وطولكرم وقلقيلية وبيت جالا. كذلك تواصلت اعمال القتل وعمليات الاعتقالات، اذ قتل ما لا يقل عن 7 فلسطينيين في انحاء متفرقة من الضفة الغربية.

في ذات الوقت ارتفع عدد قتلى عملية نتانيا التي نفذتها كتائب القسام. الجناح العسكري لحركة حماس من 22 الى 25 قتيلا وتوفي الشرطي الذي أصيب في عملية كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح في القدس المحتلة متأثرا بجروحه.

في غضون ذلك جرى دفن 28 جثة كانت موجودة في ثلاجات مستشفى رام الله في الحديقة المواجهة للمستشفى، وذلك بعد ان رفعت قوات الاحتلال الحظر لفترة قصيرة في المدينة. وقال عزام الاحمد وزير الاشغال الفلسطيني لـ«الشرق الأوسط» ان دفن الجثث التي يكتظ بها مستشفى رام الله «جاء بناء على اوامر من الرئيس ياسر عرفات والى ان تزول هذه المحنة». وتابع القول «ان هذا القرار جاء بسبب عدم امكانية تسليم هذه الجثث لاهاليها خاصة ان اصحابها من خارج رام الله واصبحت الثلاجات تكتظ بها».

ويعاني مستشفى رام الله المحاصر بالدبابات لأكثر من 3 أيام من انقطاع التيار الكهربائي والماء ونقص الادوية والاغذية. واعلن احد الجراحين ان المستشفى وهو الافضل تجهيزا في الاراضي الفلسطينية «استنفد احتياطات الادوية والدم والمواد الغذائية. ولن يعود في وسعنا قريبا تزويد مولد الكهرباء بالوقود».

واضاف ان «الفريق الطبي محتجز في المستشفى منذ مساء الخميس» بسبب العملية العسكرية الاسرائيلية في رام الله حيث يحاصر الجيش مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. واوضح ان الاطباء «يلجأون الى وسائل مرتجلة من اجل تسيير الامور» في المستشفى.

وفي هذا السياق قالت مصادر فلسطينية ان الجيش الإسرائيلي اعتقل يونس الخطيب، مدير عام الهلال الأحمر الفلسطيني برفقة سبعة آخرين من طواقم الإسعاف الفلسطينية. الى ذلك تضاربت الانباء حول مقتل راهب ايطالي وجرح 6 رهبات في كنيسة في بيت لحم التي اكملت اسرائيل احتلالها، فقد ذكرت وكالة انباء «ميسنا» للمبشرين الكاثوليك ان الراهب القتيل في بيت لحم هو الاب الايطالي جاك اماتييس (65 سنة) من الاباء الساليزيين. وقالت انه كان شخصية بارزة في الطائفة الكاثوليكية وحصلت على تأكيد لمقتل الراهب من الاب بيتر دو برول مدير قسم الدراسات الدينية في جامعة بيت لحم.

وأكد مسؤولون طبيون فلسطينيون مقتل الراهب من الطائفة اللاتينية وجرح ست راهبات بالرصاص امس في كنيسة القديسة مريم في بيت لحم.

لكن مسؤولا كنسيا آخر قال ان الراهب اماتييس لا يزال على قيد الحياة. وقال مصدر كاثوليكي لوكالة «رويترز» ان اماتييس اتصل في وقت لاحق بسفارة الفاتيكان ليقول انه بخير. واضاف المسؤول الذي طلب عدم الافصاح عن اسمه «كان هناك قتال ولكن لم يكن هناك ضحايا بين الكاثوليك.. يمكننا التأكيد على ان اماتييس على قيد الحياة».

وندد بطريرك موسكو وعموم روسيا الكسي الثاني باحتلال الجيش الاسرائيلي مبنى تابعا للكنيسة الارثوذكسية الروسية في بيت لحم واعتبره «امرا غير مقبول». ودعا اسرائيل الى «سحب فوري» لقواتها.

وفي طولكرم قال مصدر فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» ان قوات الاحتلال قصفت بمدفعية الدبابات مسجد طولكرم الجديد ومنعت الاذان فى المسجد القديم في المدينة.

وفي بيت لحم شب حريق غير معروف المصدر مساء امس في مسجد عمر. ويقع مسجد عمر وهو احد مسجدي البلدة القديمة في بيت لحم، في ساحة المهد التي توجد فيها ايضا كنيسة المهد، حيث المغارة التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام.

وقتل عبود العامري (65 سنة) وهو حارس احدى العمارات في المدينة عندما اصيب برصاص الاحتلال. وذكرت مصادر طبية عن عدد من الاصابات قد وقعت ايضا. واعدم ثلاثة فلسطينيين متهمين بالتعاون مع اسرائيل الليلة قبل الماضية في مركز للشرطة في بيت لحم. وبذلك يصل عدد الذين اعدموا ببيت لحم في يوم واحد الى اربع وعدد الذين اعدموا في الضفة في نفس اليوم الى 14 وهو رقم غير مسبوق.

وواصلت قوات الاحتلال احكام سيطرتها على المدن التي احتلتها حتى الآن وتشكك الحصار وتحشد القوات حول المدن التي لم تدخلها بعد وهي نابلس وجنين والخليل.

ففي طولكرم احكمت قوات الاحتلال سيطرتها على المدينة واحتلت عدة بلدات محيطة بها وهي عنبتا وبلعا واكتابا وشويكة وذنابة وخور العابد ورامين وكفر اللبد. وقتلت قوات الاحتلال في بلعا شرق شمال طولكرم الشاب غالب خليل (35 سنة) لدى احتلال هذه القرية. واصيب اثنان من عناصر الامن الوطني الفلسطيني عندما اطلق جنود الاحتلال النار عليهما في كفر اللبد. وذكر عز الدين الشريف محافظ طولكرم ان قوات الاحتلال احتلت منزل خليل واجبرت اسرته على مغادرته تحت تهديد السلاح. وشنت قوات الاحتلال حملة تفتيش من منزل لمنزل في المدينة واعتقلت العشرات بحجة صلاتهم بالمسلحين الفلسطينيين. كذلك اعتقلت العميد محمود عوض الله مدير الامن الفلسطيني في المدينة. ويعتبر العميد عوض الله اكبر رتبة عسكرية فى قوات الامن الفلسطينية يتم اعتقالها. واعتقلت قوات الاحتلال الدكتور فهد السيد مدير عام في وزارة الصحة أثناء وجوده في منزله في طولكرم، في حين اجبرت الدكتور أحمد أبو بكر مدير مستشفى المدينة على البقاء في منزله، وعدم مزاولة عمله.

وفي مؤشر على اتجاهها لتوسيع عملياتها في محيط رام الله قامت قوات الاحتلال بمحاصرة مخيم الجلزون شمال رام الله، وتواصل دبابات الاحتلال قصف المخيم. وعثر على ثلاث جثث لمواطنين فلسطينيين في احياء مختلفة في رام الله، من بينهم المواطنة وداد عبد الحميد (56 سنة) التي كما يبدو انها قتلت وهي تهم بمغادرة مستشفى رام الله وهي في طريقها الى منزلها بعدما ضمدت جراح ساقها.

وفي مدينة قلقيلية شمال غرب الضفة الغربية التي اعيد احتلالها فجر اول امس، داهمت قوات الاحتلال مقر الاغاثة الطبية في المدينة ودمرت الاجهزة الموجودة في المقر.

وفي منطقة نابلس تواصل قوات الاحتلال حشوداتها حول المدينة من الجنوب والشرق والشمال الغربي تمهيدا لاقتحامها وكذلك معسكراتها الثلاثة وهي بلاطة وعسكر والعين. وقال مواطنون اتصلت بهم «الشرق الأوسط» في المدينة ان عشرات الدبابات شوهدت وهي تنقل الى مداخل المدينة من الشرق والجنوب الى جانب العشرات من حاملات الجنود المجنزرة. وحسب المصادر فان الناس اقبلوا على شراء المواد الغذائية والاساسية كالوقود تحسبا لهذا الهجوم الوشيك.

وينطبق الشيء ذاته على مدينة جنين حيث واصلت القوات الاسرائيلية تعزيزاتها. وكانت منظمة ارهابية صهيونية متطرفة قد اعلنت مسؤوليتها عن اعدام فلسطيني وجرح آخر كانا يستقلان سيارة بالقرب من مستوطنة كوشاف هاشهار بين نابلس وجنين بينما وجد زميله في حالة خطرة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية أن منظمة يهودية تطلق على نفسها «دموع الأرامل والأيتام»، تبنت مسؤولية الجريمة.

وقتل فلسطيني امس في اهرية جنوب الخليل في تبادل لاطلاق النار مع القوات الاسرائيلية. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان القتيل هو شادي البطاط (21 سنة) العضو في جهاز الامن الوقائي الفلسطيني. وزعمت مصادر عسكرية اسرائيلية انه قتل بعد ان اطلق فلسطينيون النار على سيارة اسرائيلية.

وقتل الجيش الاسرائيلي في خان يونس فتى فلسطينيا من دون وقوع أي مواجهات.