بلير يتوقع تأييدا من البرلمان البريطاني لضرب العراق و150 نائبا يطلقون حركة معارضة

TT

قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني، أمس، إن أعضاء البرلمان سيساندونه على موقفه الحازم تجاه العراق. جاء تصريح بلير هذا بعد عودته من تكساس إلى لندن، أثر لقاء القمة الذي جمعه بالرئيس الأميركي جورج بوش في عطلة نهاية الاسبوع. وعلى الرغم من مخاطر تصاعد النقمة داخليا ضد سياسته، أبدى بلير في ذلك الاجتماع دعمه للخطط الأميركية الرامية لتصعيد المواجهة مع الرئيس العراقي صدام حسين. وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أنه لن يقف متفرجا أمام سياسة العراق الرامية إلى تطوير أسلحة الدمار الشامل.

وأمام موقف بلير الداعم للسياسة الأميركية تجاه العراق وقّع ما يقرب من 150 برلمانيا بريطانيا، على اقتراح يعبر عن «القلق العميق» تجاه التورط المتوقع لبريطانيا في مخططات الولايات المتحدة العسكرية ضد العراق. وشارك في التوقيع على هذه الوثيقة بعض الوزراء الحاليين. ويبدو أن الموقف من العراق سيؤدي إلى وقوع انشقاق في الحكومة البريطانية. وعبر بعض النواب العماليين، أمس، عن نقدهم الشديد للخطاب الحاد الذي القاه بلير في تكساس، فقالت البرلمانية جليندا جاكسون «اعتقد أنه موقف غير مسؤول تصعيد اللهجة الخطابية ضمن التهيئة للهجوم على العراق، بدون وجود ادلة حاسمة، تثبت تورط صدام حسين في صنع أسلحة الدمار الشامل وان لديه القدرة على امتلاكها». من جانبه، قال بيتر كلفويل، وزير الدفاع العمالي السابق، إنه من الخطأ التعامل مع صدام حسين «من خلال عمل عسكري لبلد واحد او لبلدين»، بل من خلال الأمم المتحدة.

الى ذلك، ذكرت صحيفة «التايمز» امس ان بلير وبوش اتفقا على توجيه ضربة عسكرية الى العراق لكنها رأت انها لن تقع «قبل عام على الارجح». ونقلت الصحيفة عن مقربين من بوش وبلير قولهم ان الزعيمين بحثا في «خطة من ثلاث مراحل» لاطاحة صدام تقضي «اولا باعادة تشكيل تحالف عبر اقناع الدول المجاورة للعراق بامكان اطاحة صدام ثم القيام بعمل عسكري ضده واخيرا ضمان اقامة نظام قادر على ادارة البلاد». ونقلت الصحيفة عن مسؤول اميركي كبير قوله ان الرئيس بوش «تسلم مهامه مصمما على انهاء العمل الذي بدأه والده (خلال حرب الخليج ضد العراق عام 1991) وبالتاكيد قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2004». واضاف المسؤول «ان بلير عليه ان يصغي بشكل خاص للاصوات التي تعارض (عملا عسكريا ضد العراق) في اوروبا وداخل حزب العمال».

ورأت الصحيفة ان «هذا ما يفسر الفارق في اللهجة بين الخطاب الحربي للرئيس بوش وخطاب بلير الحذر». فمن جهة وجه بلير الاحد تحذيرا شديد اللهجة «للنظام الوحشي» لصدام حسين متطرقا الى استخدام القوة «لاطاحة» اي نظام يهدد الامن الدولي واعلن من جهة اخرى انه يستبعد اي «عمل متسرع» ضد العراق. وقال «سنتحرك مثلما فعلنا بعد اعتداءات 11 سبتمبر ( ايلول) بشكل هادئ ومدروس ولكن بحزم». واعلن احد كبار المسؤولين في حزب العمال في مجلس العموم، للصحيفة ان النواب سيطلبون تصويتا بشأن احتمال توجيه ضربة عسكرية ضد العراق التي اصبحت تواجه انتقادات كثيرة في صفوف العماليين.

وقال تام داليال ان لم يتمكن بلير اليوم من اقناع «غالبية» النواب المستائين من خطابه في تكساس، فانه (دالبال) سيقدم اقتراحا للتصويت في مجلس العموم حول هذه المسألة. واضاف ان احد الاسئلة التي سيتعين على بلير الرد عليها هو «لماذا اي من البلدان المجاورة للعراق لا يريد ان يتم قصف» هذا البلد.