مصر والأردن يحذران من المساس بعرفات ويطالبان بتوفير حماية دولية

TT

استبق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول لمصر اليوم، بارسال رئيس وزرائه علي أبو الرغب الى القاهرة حاملا رسالة منه الى الرئيس المصري حسني مبارك حول التنسيق بينهما في ما يتعلق بالأوضاع في الأرض الفلسطينية وسبل انقاذ المنطقة من مأزقها الراهن. وقال رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب للصحافيين، ان اللقاء كان فرصة لتقييم الأوضاع الحالية والجهود المصرية الأردنية التي بذلت في عدة اتجاهات وعلى رأسها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، وسبل تنفيذ قرارات مجلس الامن المتعلقة بالقضية الفلسطينية، خاصة القرار 1402 القاضي بالانسحاب الاسرائيلي.

وحذر الجانبان من المساس بحياة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، او التعرض لهيبته كرئيس منتخب وشرعي للشعب الفلسطيني، وطالبا المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لسحب قواتها من الاراضي الفلسطينية، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين بنشر قوات دولية تفصل بين الجانبين. وأضاف ابو الراغب الذي رافقه وفد يضم كلا من رئيس الديوان الملكي الاردني الدكتور فايز الطراونة ومستشار الملك عبد الله لشؤون الأمن مدير المخابرات العامة الفريق أول سعد خير، ان اللقاء تناول أيضا زيارة وزير الخارجية الاميركي المقبلة للمنطقة وما يمكن ان تسفر عنه. واشار ابو الراغب الى الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر والأردن وتوظيفهما لامكاناتهما الدبلوماسية في سبيل دعم الشعب الفلسطيني ودعم الرئيس عرفات كرئيس ورمز للقيادة الفلسطينية وضرورة ان يتم التعامل معه شخصيا. وأوضح ابو الراغب ان البلدين الآن يعملان على أن يتم بلورة خطاب الرئيس الاميركي جورج بوش من خلال زيارة كولن باول الى شيء ايجابي ينعكس على الأرض ويحقق الانسحاب الاسرائيلي، وفي نفس الوقت يتم التعامل مع عرفات كرئيس منتخب ورمز للسلطة الوطنية الفلسطينية. وأعرب ابو الراغب عن أمله في نجاح زيارة باول للمنطقة اذا استطاعت الولايات المتحدة الضغط على الحكومة الاسرائيلية ورئيس وزرائها ارييل شارون. واضاف «هناك أمور واضحة.. ولكن هناك ايضا ارادة سياسية»، مشيرا الى أن الأمة العربية تقدمت في قمة بيروت بمبادرة سلام كبيرة اعطت رسالة للعالم حول نية العرب في دعم السلام الشامل والعادل مع تطبيق قرارات الشرعية الدولية، معربا عن اسفه بأن الحكومة الاسرائيلية لا تمتلك رؤية أو خطة للسلام أو أي مفهوم يمكن ان يطرح على العالم.

وقال أبو الرغب ان الجانب الاميركي هو راعي عملية السلام في الشرق الأوسط وقد قامت بجهد كبير في هذا المجال ولا بد أن تتولى مسؤوليتها أمام هذه الاحداث بطريقة تحمي المصالح الاميركية والعربية معا بشكل جيد ويكون هناك استقرار وأمن في المستقبل. وحول المتوقع من زيارة باول الى المنطقة، قال المهندس علي أبو الراغب ان «التركيز الآن ينصب على هذه الزيارة ونأمل تحقيق شيء من خلالها وان تبدأ اسرائيل في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1402 وادراك ان الحملة العسكرية العدوانية تأتي بنتائج عكسية وانها لا تحقق الأمن الذي تتطلع اليه اسرائيل». واضاف انه في نهاية الأمر فإن هذه القضية قضية سياسية ويتعين الوصول الى حل من شأنه اقامة الدولة الفلسطينية وان تكون عاصمتها القدس الشريف.

وردا على سؤال عن تأثير قطع العراق لصادراته من النفط أمس، قال أبو الراغب «ان الأردن دولة مستهلكة وليست منتجة للنفط، ولذلك فستتضرر من ارتفاع أسعار النفط. وقال ان ذلك يعد قرارا سياديا بالنسبة للعراق واننا لم نناقش هذه المسألة».

ومن جانبه قال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ان رسالة الملك عبد الله لمصر كانت رسالة تعاون وتفاهم ومودة، واشار الى أن اللقاء جاء في اطار الجهود المستمرة التي تبذلها مصر والأردن وقيادات البلدين لتنسيق المواقف وتقييم الوضع الحالي ازاء الظروف الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية حاليا. واشار ماهر الى أن هناك لقاءات هامة ستتم بين مسؤولي البلدين في القاهرة وعمان قريبا. واضاف، «من الطبيعي ان يكون هناك تنسيق بين البلدين قبل زيارة كولن باول». وأشار الى ان لقاء مبارك ورئيس وزراء الأردن كان «مثمرا وجيدا تطابقت خلاله وجهات النظر والتأكيد على الموقف الواحد الذي تتخذه مصر والأردن».

من جهة ثانية شن وزير الخارجية المصري احمد ماهر هجوما شديدا على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اثر بيان الأخير الذي ألقاه أمس أمام الكنيست. ووصف ماهر الموقف الحالي بعد هذا البيان بأنه «أصبح غاية في السوء»، وقال «ان أي شخص آخر في العالم لو ارتكب عُشر هذه الجرائم لوقف العالم كله ضده»، مشيرا الى ان القوات الاسرائيلية تمنع نقل الجرحى الى المستشفيات وتمنع دفن الموتى وتعتدي على المساجد والكنائس.

وطالب ماهر العالم المتمدن والذي ينادي بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية بأن يسمع صوته قويا وان يقوم بفعل لوقف هذا العدوان. وقال ماهر ان «شارون يتحدى الولايات المتحدة ويرفض الانسحاب من الاراضي الفلسطينية قبل ان يكمل مهمته وتحقيق أهدافه». ووجه ماهر تساؤله الى الولايات المتحدة قائلا: أين هو ردكم على هذا؟

وردا على سؤال حول زيارة باول ومدى اهميتها في تخفيف التوتر قال ماهر: «لا اعتقد ان هذه هي نية الولايات المتحدة، ولكن اعتقد انهم يريدون اعطاء شارون فرصة لوقف عدوانه قبل وصول باول للمنطقة»، وأضاف ماهر «لو ان شارون لم يفهم ولم يستجب للقانون الدولي والمنطق، ولم يدرك مصلحة اسرائيل وشعوب المنطقة ومطالب أقرب اصدقائه، فانه سيضع نفسه في موضع السياسيين الذين يرتكبون جرائم الحرب وهو شيء لا اعتقد ان العالم يقبله». وتساءل «لماذا لا يحاسبون اسرائيل بالقوانين التي نسمع ونقرأ عنها حول حقوق الانسان والديمقراطية ومبادئ القانون ويحاسبون الشعوب على أساسها».