الحريري يعيد تطبيع علاقته والبطريرك صفير ويشدد على التلاحم الداخلي في مواجهة التطورات

TT

اكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ان الكل في لبنان «مجمعون على ان هذا الوقت هو وقت التلاحم الداخلي وضرورة ان يكون الجميع يداً واحدة لمواجهة التحديات التي تعيشها البلاد في هذا الوقت».

زار الحريري امس بطريرك الطائفة المارونية في لبنان نصر الله صفير يرافقه مستشاره داود الصايغ. وجاءت هذه الزيارة بعد ايام على استقباله المعاون البطريركي العام المطران رولان ابو جودة ورئيس اساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر اللذين نقلا اليه كتاب شكر من صفير رداً على رسالة التهنئة التي كان بعث بها اليه لمناسبة عيد الفصح عند الطوائف الكاثوليكية الذي صادف الاحد ما قبل الماضي.

وكان الحريري استعاض عن زيارته التقليدية السنوية لصفير لمناسبة الفصح برسالة بعث بها اليه وذلك في ضوء ما شاب العلاقة بينهما اثر حديثه التلفزيوني الشهير قبل اسابيع الذي اشار فيه الى ان غالبية الذين يتحدثون عن حصول انهيار اقتصادي محتمل في لبنان هم من المسيحيين. ورد عليه مجلس المطارنة الموارنة لاحقاً منتقداً هذا الموقف.

وبعد خلوة بينه وبين صفير اكتفى الحريري بالقول انه تباحث مع البطريرك بكافة الشؤون العامة «وخصوصاً الاوضاع التي تواجهها المنطقة وحساسية الامور في المنطقة ايضاً بالدرجة الاولى، والكل مجمعون على ان هذا الوقت هو وقت التلاحم الداخلي وضرورة ان يكون الجميع يداً واحدة لمواجهة التحديات التي تعيشها البلاد في هذا الوقت بالذات».

من جهته، اكتفى البطريرك صفير بالقول ان الخلوة «كانت جيدة».

واذ اشارت مصادر اطلعت على اجواء اللقاء الى ان العلاقة بين الحريري وصفير عادت الى طبيعتها في ضوء النتائج التي انتهى اليها، قالت مصادر البطريركية المارونية ان الخلوة بينهما تناولت كل المواضيع المطروحة محلياً واقليمياً ومدى تأثر لبنان بها خصوصاً ما حصل في اليومين الماضيين وسبل تطور الامور والاتصالات التي اجراها مع المعنيين والرسالة التي بعث بها الى الولايات المتحدة عبر سفيرها في بيروت فنسنت باتل. وتطرق البحث الى المواضيع الداخلية ونتائج القمة العربية الاخيرة التي انعقدت في بيروت. واكد رئيس الحكومة «ان الظروف الحالية تستدعي من الجميع اليقظة والحذر وان يكونوا موحدين لمواجهة التطورات.

واكد البطريرك صفير ان هذا ما ينادي به منذ زمن بعيد واشار الى «ضرورة ان يكون هناك حوار مستمر بين جميع شرائح المجتمع لتكون المقررات معبرة على رؤية الجميع». وذكرت المصادر نفسها ان الحريري تطرق الى موضوع اعادة انتشار القوات السورية شارحاً الظروف المتعلقة بها. ورحب البطريرك بهذه الخطوة مؤكداً ان كل خطوة تؤدي الى الهدف الذي ننشده جميعاً هي موضع ترحيب، مؤكداً على ضرورة اقامة علاقة ممتازة مع سورية كونها الجار الاقرب ولافتاً الى ما يجمع بين البلدين من روابط ومشدداً على «ان الجميع يتطلع الى علاقة متوازنة مع سورية ضمن اطار استقلال وسيادة كل بلد».

واشارت المصادر الى ان الموضوع الاقتصادي اخذ حيزاً كبيراً من البحث حيث شرح الحريري الخطوات التي تقوم بها الحكومة على كل المستويات من اجل تحسين هذه الاوضاع. واكد البطريرك صفير ضرورة الاسراع في هذا الموضوع لأن الوضع لم يعد يحتمل حيث الشكوى تتصاعد من الجميع. وهذا ما يدفع بالشباب اللبناني المتعلم الى الهجرة.

وختمت المصادر قائلة «ان اللقاء كان ايجابياً جداً ولم يتناول المواضيع التي كانت في الفترة الاخيرة مادة تجاذب، لأن الظروف تفرض على الجميع نبذ كل خلاف جانبي لمواجهة التطورات».