البرلمان الجزائري يقر الأمازيغية لغة وطنية جديدة

TT

صادق البرلمان الجزائري، أمس، بالأغلبية الساحقة على مشروع قانون يتضمن تعديل الدستور بإدراج مادة جديدة تنص على أن الأمازيغية هي أيضا لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية. وبادر بالتعديل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إطار ما اعتبر إجراءات تهدئة لغضب سكان منطقة القبائل المنتفضين منذ شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وهي المرّة الاولى التي يجتمع فيها البرلمان بغرفتيه منذ إنشاء مجلس الأمة (الغرفة الثانية) قبل خمس سنوات، وهو ما وصفه رئيس الحكومة علي بن فليس، المكلف من قبل رئيس الدولة بتقديم مشروع التعديل إلى البرلمان، حدثا هاما ومن شأنه أن يترك أثرا أكيدا في سير مؤسسات الدولة الجزائرية، إضافة إلى أنه مؤشر على أن «المؤسسات والقوانين التي تزودت بها بلادنا قادرة على الإتيان بالأجوبة المواتية على المسائل الجوهرية المطروحة كلما تم الاعتماد عليها وإشراكها». ووصف بن فليس، في كلمة ألقاها بمناسبة الاجتماع البرلماني المنعقد في قصر الأمم، جلسة البرلمان بانها «تاريخية جلية الطابع حال ما يتعلق الأمر باستعادة شخصية الشعب الجزائري بجميع مكوّناتها». وشدد رئيس الحكومة على أن الوقت حان لإعادة الاعتبار إلى الأمازيغية كواحد من المقومات الأساسية للشخصية الجزائرية وسحب البساط من تحت أرجل المساومين بها في سوق السياسة.

وبالمناسبة وجه رئيس الحكومة نداء إلى سكان منطقة القبائل من أجل استقبال قرار ترقية الأمازيغية إلى لغة وطنية بموقف إيجابي ووقف أعمال الشغب المتواصلة في جهات شتى بالمنطقة. وقد تميز اجتماع البرلمان بغياب أهم حزبين يمثلان منطقة القبائل، ويتعلق الأمر بجبهة القوى الاشتراكية التي يرأسها حسين آيت أحمد والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. وقدر الحزبان أن الحلول التي أعلنها الرئيس بوتفليقة لحل قضية منطقة القبائل ليست إلا هروبا إلى الأمام على أساس أن الشعب الجزائري لم يعد الآن يهمه أن تكون الأمازيغية لغة وطنية بقدر ما يهمه رحيل النظام الحاكم منذ الاستقلال والتأسيس لدولة تقوم على الديمقراطية والتعددية الحقيقية. وهو نفس ما ذهب إليه رئيس الحكومة الأسبق سيد أحمد غزالي عندما أوضح أن التعديل الدستوري الذي اقترحه الرئيس الجزائري لا مبرر له ما دامت ديباجة الدستور تنص على أن الأمازيغية هي واحد من مقومات الهوية الجزائرية إلى جانب الإسلام والعروبة، إضافة إلى استغرابه قيام الحكومة بإدراج لغة، في الدستور، لا وجود لها في الواقع، في إشارة إلى أن الأمازيغية ليست الآن سوى مجموعة لهجات يتحدث بها سكان مناطق مختلفة في الجزائر وفي معظم الأحيان لا يمكن لهؤلاء «الأمازيغ» التفاهم في ما بينهم بلهجاتهم فيلجأون إلى التخاطب بالعربية أو الفرنسية.