لندن: النظر في الأدلة الجنائية لترحيل أصولي جزائري إلى فرنسا

TT

نظرت محكمة بيل مارش البريطانية على مدار يوم كامل امس في الادلة الجنائية الموجهة الى الجزائري مصطفى عبسي لترحيله الى فرنسا. ويستند طلب الادعاء الفرنسي لتسلم الجزائري عبسي، وهو في بداية الثلاثينات من العمر، الى ان له علاقات بتفجيرات ارهابية في فرنسا وتركيا عام 1996. غير ان مصادر الاسلاميين في لندن تشير الى ان عبسي كان موجودا في كندا خلال عام 1996، وليست له علاقة بالتفجيرات المزعومة.

ويحتجز عبسي مع جزائري اخر اسمه حيدر أبو ضحى وكنيته «الدكتور» في سجن بيل مارش. ويطالب الادعاء الاميركي بتسلم أبو ضحى باعتباره العقل المدبر والمخطط وراء مؤامرة تفجير مطار لوس انجليس عام 2000 التي عرفت باسم مؤامرة «الالفية». ومن المقرر مثول الدكتور ابو ضحى امام نفس المحكمة يوم 19 ابريل (نيسان) الجاري. وتعتبر المصادر البريطانية ابو ضحى بمثابة العقل المفكر بالنسبة للاصوليين المحتجزين في سجن بيل مارش بجنوب شرقي لندن. وتقول مصادر مقربة من الادعاء البريطاني ان احتجاز عبسي جاء بناء على التنصت على اتصالات هاتفية اجراها مع بعض قيادات الخلايا الارهابية في فرنسا. من جهتها، قالت مصادر قانونية في لندن في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» ان طلب ترحيل الجزائري عبسي الى فرنسا قد يستغرق النظر فيه عدة سنوات، بالقياس على طلب اميركي مماثل بحق كل من خالد الفواز (سعودي) وعادل عبد المجيد عبد الباري وابراهيم عيدروس (مصريان) يعتقد انهما من تنظيم الجهاد، وثلاثتهم محتجزون في سجن بريكستون منذ سبتمبر (ايلول)، بتهمة التآمر مع اسامة بن لادن وآخرين في تفجير السفارتين الاميركيتين بافريقيا.

وكان ابو ضحى قد اعتقل في لندن يوم 3 يوليو (تموز) الماضي، بعد مداهمة شقته، طبقا لقوانين مكافحة الارهاب، ولكن بعد الافراج عنه بكفالة يوم 4 يوليو الماضي، اعادت الشرطة اعتقاله على باب المحكمة اللندنية بناء على طلب الادعاء الاميركي، بعد الافراج عنه بكفالة. والمتهم الجزائري ابو ضحى اسمه بالكامل عمار مخلوف، وكنيته بين الاسلاميين «الدكتور»، وارتبط بهذه الكنية لانه درس الطب في الجزائر قبل ان يأتي الى العاصمة البريطانية، وهو في بداية الاربعينات من العمر ومتوسط الحجم، ويرتدي نظارة طبية، واستغرق مثوله امام القاضي البريطاني عدة دقائق، ولكنه دخل الى قاعة المحكمة وسط حراسة مشددة. وتدعي مصادر المباحث الفيدرالية «اف بي آي» ان ابو ضحى كان حلقة الوصل بين معسكرات التدريب التي يشرف عليها بن لادن في افغانستان والخلايا الارهابية حول العالم.

وتقول مصادر الاسلاميين في لندن ان المتهم الجزائري ابو ضحى هو طالب للجوء السياسي في بريطانيا منذ عام 1994، وقال انه كان خلال وجوده في بريطانيا يعمل لخدمة الاسلام والمسلمين بجمع التبرعات المالية للاجئين الشيشان وحسب شهادة احمد رسام المتهم الجزائري الاول في قضية «الالفية»، الذي تم اعتقاله عند عبور الحدود من كندا الى الاراضي الاميركية، فان ابو ضحى هو احد قادة خلايا بن لادن في اوروبا. واشار الادعاء الاميركي الى ان ابو ضحى ساعد رسام على التخطيط لتفجيرات الالفية عشية 31 ديسمبر (كانون الأول) عام 1999، ورسم خطة الهروب بعد التنفيذ الى اوروبا ومدن شمال افريقيا.

=