بلجيكا توقف بيع الأسلحة لإسرائيل رغم رفض برودي اقتراحها باتخاذ أوروبا إجراءات عقابية

TT

لندن ـ باريس ـ كوبنهاجن ـ أثينا: وكالات الأنباء: شهد يوم أمس تصاعدا في وتيرة الاستنكار العالمي للعدوان الاسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، حيث أصدرت أكثر من دولة نداء عاجلا لوقف هذا العدوان وانسحاب الجيش الاسرائيلي من مناطق السلطة الفلسطينية فورا. فيما سجلت بلجيكا كأول دولة أوروبية تتخذ اجراء عقابيا ضد اسرائيل بوقفها أمس مبيعات الأسلحة لتل أبيب، في حين رفض رئيس المفوضية الأوروبية رومانو برودي اقتراحا بلجيكيا باتخاذ الاتحاد الأوروبي اجراءات عقابية ضد اسرائيل. وقال برودي ان مثل هذا الاقتراح ينبغي بحثه في لقاء القادة الأوروبيين في ديسمبر (كانون الأول) المقبل. وعلل الناطق الرسمي باسم المفوضية الأوروبية في تصريح لـ«الشرق الأوسط» سبب رفض برودي للاجراءات العقابية ضد اسرائيل بالخوف من دفع أحزاب اليمين الاسرائيلية المتطرفة الى المزيد من التعنت في مواقفها. وأبلغ وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشال أمس وفدا من السفراء العرب في بلجيكا أن حكومته قررت وقف صادرات الأسلحة البلجيكية لاسرائيل وخاصة الخفيفة منها التي تستعمل في تقتيل الفلسطينيين. وبهذا القرار تكون بلجيكا الدولة الأوروبية الوحيدة التي تتخذ اجراء عقابيا ضد اسرائيل. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البلجيكية لـ«الشرق الأوسط» ان بلاده ستقدم الى شركائها الأوروبيين الأسبوع المقبل قائمة باجراءات عقابية مقترحة من جانب الاتحاد الأوروبي ضد اسرائيل. وفي لندن اعلن مساعد وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الاوسط بن برادشو ان اطلاق النار من قبل الجيش الاسرائيلي قرب كنيسة المهد في بيت لحم «غير مقبول اطلاقا، انه التطور الاخير في سلسلة طويلة من الاعمال غير المقبولة على الاطلاق التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي». واضاف «ان الاسرائيليين يلعبون لعبة بالغة الخطورة. وهم يستمرون في تحدي الولايات المتحدة وليس فقط الرئيس (جورج) بوش و(وزير الخارجية) كولن باول». وفي باريس استدعت الرئاسة الفرنسية السفير الاسرائيلي للاحتجاج على ما يبدو، وقال بيان رسمي فرنسي ان الرئيس جاك شيراك «سيلتقي سفير اسرائيل ايلي برنابي بعد ظهر اليوم» أي أمس. وجاءت صياغة البيان بمثابة استدعاء للسفير الاسرائيلي. واضاف البيان ان الرئيس شيراك «سيتصل فورا عقب اللقاء، هاتفيا بالمندوبة العامة لفلسطين ليلى شهيد الموجودة حاليا خارج فرنسا». وفي كوبنهاجن استدعت الدنمارك السفير الاسرائيلي كارمي جيلون الى وزارة الخارجية للرد على أسئلة متعلقة بأنباء تعرض سيارات تابعة للصليب الاحمر لنيران اسرائيلية في الضفة الغربية، بعد أن قدمت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في الاسبوع الماضي احتجاجا على قيام الدبابات الاسرائيلية في طولكرم وبيت لحم «بتدمير متعمد وغير مقبول» لست من سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر الفلسطيني وسيارة تابعة للصليب الاحمر الدولي. وقال وزير الخارجية الدنماركي بير شتيج مولر لقناة تلفزيونية محلية «لقد تجاوز هذا الحدود. انها حرب تتخطى كل قواعد الحرب التي تقضي بالسماح للصليب الاحمر بمباشرة عمله». وقال مولر «يقولون انهم يلاحقون الارهابيين، لكنهم يجعلون الشعب (الفلسطيني) كله يدفع الثمن». وفي روما قال البابا يوحنا بولس الثاني أمس ان العنف في الاراضي المقدسة وصل الى مستوى لا يمكن التغاضي عنه. واضاف البابا في كلمة امام اعضاء مؤسسة اميركية بعد ساعات من ورود انباء عن معارك في كنيسة المهد ببيت لحم «ان الارض التي شهدت مولد الرب.. وموته وبعثه هي ارض تقدسها ثلاث ديانات للتوحيد». ودعا الفاتيكان اسرائيل أمس الى احترام الوضع القائم في الاماكن المقدسة وطلب تفسيرات للوضع بعد اطلاق نيران في كنيسة المهد ببيت لحم، حيث تحاصر القوات الاسرائيلية كنيسة المهد وفق ما اعلن المتحدث باسم الكرسي الرسولي يواكيم نافارو فالس. وقال المتحدث «ان الكرسي الرسولي يتابع بقلق شديد الوضع في بيت لحم وهو يحاول حاليا التحقق من الاحداث الاخيرة». وفي اثينا دعا رئيس البرلمان اليوناني الاشتراكي ابوستولوس كاكلامانيس أمس الاتحاد الاوروبي الى الرد على «الاستفزاز الفاشي» الذي تقوم به اسرائيل ودان قيامها بطرد 14 نائبا قبرصيا من مطار تل ابيب مساء أول من امس. وادان كاكلامانيس «المعاملة الاستبدادية» التي لقيها هذا الوفد البرلماني وقال ان الحكومة الاسرائيلية تعطي بذلك «ردا وقحا على ادانة الرأي العام الاوروبي لجرائمها بحق الشعب الفلسطيني.. مكتفية بدعم الولايات المتحدة لمثل هذه الاعمال». وتساءل «الى متى سيتحمل الاتحاد الاوروبي هذا الاستفزاز الفاشي». من جهتها طلبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) بالحاح من اسرائيل «وضع حد للفظائع» في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وناشدتها السماح لسيارات الاسعاف باجلاء الجرحى، مشيرة الى ان «كارثة انسانية بدأت تظهر في مخيمات للاجئين بالضفة الغربية». وجاء في بيان للمفوض العام للاونروا بيتر هانسن ان «القوات المسلحة الاسرائيلية انشأت ساحة معركة جهنمية وسط المدنيين في مخيمي بلاطة وجنين للاجئين». واكد «لدينا معلومات تتحدث عن فظائع حقيقية». وانضم رئيس الوزراء الاسباني الاسبق فيليبي جونزاليس والسياسي الجنوب افريقي سيريل رامافوسا الى مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون في التحقيق في اتهامات بارتكاب القوات الاسرائيلية انتهاكات ضد الفلسطينيين. وقالت متحدثة باسم روبنسون في جنيف معلنة اسماء فريق مفوضة حقوق الانسان أمس ان البعثة ستغادر جنيف بمجرد سماح اسرائيل بالزيارة وان تكفل ان البعثة ستنجز عملها في امان. وفي موسكو كشف المتحدث الرسمي باسم الخارجية الروسية الكسندر باكتوفينكو عن الاستعدادات التي تجري في موسكو تمهيدا للمشاركة في اللقاء الرباعي المرتقب الذي سيجري في مدريد في الحادي عشر من هذا الشهر بين ممثلي روسيا والولايات المتحدة، بوصفهما راعيي عملية السلام، وكذلك ممثلي الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وقال باكوفينكو ان الخارجية الروسية اصدرت بيانا تعرب فيه ثانية عن قلقها تجاه ما يدور في الاراضي الفلسطينية المحتلة. واشار البيان الى ان هذا القلق يعود الى ما تتعرض له الكنائس الارثوذكسية والممتلكات الروسية في بيت لحم من اخطار من دون ان يشير صراحة الى مصدرها.