الأمير عبد الله لباول: شارون يفشل جهود مكافحة الإرهاب

ولي العهد السعودي قال: إن أمة رفعت راية السلام ومبادرة الحل العادل الشامل غير عاجزة عن حمل مسؤوليتها أمام الله ثم شعوبها

TT

قال الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، إنه تحدث إلى كولن باول وزير الخارجية الاميركي بأن تبادر واشنطن بتنفيذ ما ورد في تصريح الرئيس جورج بوش، الداعي الى انسحاب اسرائيل الفوري من الاراضي الفلسطينية المحتلة، مراعاة لمصداقيتها في العالمين العربي والاسلامي، وحفاظا على مصالحها في المنطقة.

وأضاف الامير عبد الله بن عبد العزيز في تعليقه على فحوى المحادثات التي جرت بينه وبين باول الليلة قبل الماضية «إن الولايات المتحدة كدولة صديقة تعلم أننا أمة لا تساوم على مبادئها وقيمها وأخلاقياتها وقبل ذلك معتقداتها، كما أن المأمول منها أن تقوم بدورها كراعية لعملية السلام بشكل حازم وعادل ومنسجم مع مبادئ دستورها الذي يرتكز على العدالة والحرية».

ومضى يقول «اننا والعالم أجمع ندرك بأن ثقل الولايات المتحدة ودورها لا يتفقان اطلاقا مع حالة الجمود والتجاهل والتهميش الذي تقوم به الحكومة الاسرائيلية،ضاربة عرض الحائط بكل مسعى أخلاقي وانساني». وشدد في هذا الشأن، موضحا «إن أدوات الضغط في يد الادارة الاميركية تؤهلها بكل اقتدار لإيقاف نزيف الكرامة والدم والارض والنفس الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية على أشقائنا في فلسطين وعلى انسانية كل عربي ومسلم ومسيحي وشريف ينشد الحرية والعدالة ، فما يحدث في فلسطين مهانة للانسانية جمعاء وتغليب لمنطق الغاب».

واستدرك ولي العهد السعودي، بقوله «ففي الوقت الذي تقوم فيه الولايات المتحدة بمجهود دولي جاد وجبار لمكافحة الارهاب، نرى أن شارون الذي يدعي أنه حليف للولايات المتحدة يفعل كل ما بوسعه لافشال هذا المجهود، بل ويصور للعالم أن ما يقوم به من مذابح في فلسطين ما هو الا انسجام مع ما تقوم به الولايات المتحدة في سعيها لمحاربة الارهاب، متجاهلا الفرق الشاسع بين الارهابي الذي يريق الدماء ويزهق الارواح ويعيث في الارض فسادا وبين المناضل الذي يستبسل من أجل تحرير وطنه وترابه من قبضة الاحتلال ووحشيته».

وأكد الامير عبد الله قائلا «الكل يعرف أنني لا أقول الا ما أومن به مدافعا عن حقنا وحق كل عربي ومسلم ومسيحي في فلسطين بل والعالم أجمع، فأمة رفعت بالامس القريب راية السلام ومبادرة الحل العادل الشامل غير عاجزة أبدا عن حمل مسؤوليتها التاريخية أمام الله ثم شعوبها».

وكان الامير عبد الله قد عقد و باول اجتماعا في مقر اقامة ولي العهد في المغرب، حيث استقبله في وقت لاحق وأقام له مأدبة عشاء والوفد المرافق له.

وقالت وكالة الانباء السعودية إن الامير عبد الله وباول بحثا خلال الاجتماع الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط وفي مقدمتها، القضية الفلسطينية، والاراضي العربية المحتلة، والاجتياح الاسرائيلي لاراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، وما نتج عن ذلك من حصار وتقتيل للشعب الفلسطيني وقيادته وتدمير للمنشآت الفلسطينية وضرورة وقف اطلاق النار وسحب القوات الاسرائيلية المحتلة من أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأضاف بيان الوكالة أن ولي العهد السعودي ووزير الخارجية الاميركي تباحثا حول مبادرة السلام العربية وقيام الدولة الفلسطينية على ترابها الوطني وعاصمتها القدس وايجاد سلام دائم وعادل يحقق لكل دول المنطقة الامن والاستقرار. كما شملت المباحثات استعراض مجمل الاوضاع الدولية الراهنة وموقف البلدين منها، وبحث افاق التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، وكذلك سعي الدولتين للحفاظ على الامن والسلام الدوليين من خلال المحافل الدولية وجهودهما المشتركة.

وحضر المباحثات والاستقبال، من الجانب السعودي، الامير سعود الفيصل وزير الخارجية، والامير فيصل بن عبد الله بن محمد وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي، والامير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى واشنطن، والامير تركي بن عبد الله بن محمد، والامير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، والامير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود المستشارون في ديوان ولي العهد، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور عبدالعزيز خوجة، فيما حضره من الجانب الاميركي الوفد المرافق لباول. فيما حضر الاستقبال وحفل العشاء، الامير خالد بن فيصل بن تركي بن عبد العزيز، والنقيب طيار تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، والامير سعود بن عبد الله بن محمد، وناصر بن حمد الراجحي رئيس ديوان ولي العهد، وعبد المحسن بن عبد العزيز التويجري المستشار في ديوان ولي العهد، وابراهيم بن عبد الرحمن الطاسان رئيس الشؤون الخاصة لولي العهد، وخالد بن عبد العزيز التويجري نائب رئيس ديوان ولي العهد السكرتير الخاص، ومحمد بن عبد الرحمن الطبيشي وكيل المراسم الملكية.

الى ذلك اوضح عادر الجبير مستشار ولي العهد السعودي للشؤون الخارجية ان الامير عبد الله، قال لوزير الخارجية الاميركي ان استمرار العمليات العسكرية الاسرائيلية يؤثر بشكل خطير على مصالح الولايات المتحدة في العالم العربي.

واضاف ان صدقية وهيبة الولايات المتحدة ستنهاران سريعا مضيفا ان ولي العهد السعودي اعتبر ان «استمرار اعمال العنف قد يلحق جديا الضرر بالصدقية والمصالح الاميركية في العالم العربي».

واشار الجبير الى ان ولي العهد السعودي طلب من باول ان تمارس واشنطن ضغوطا على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون كي تضع اسرائيل حدا لهجومها العسكري على الفلسطينيين وتسحب قواتها من الضفة الغربية وغزة.

واوضح الجبير للصحافيين الذين يرافقون باول في جولته الشرق اوسطية انه يتوجب على الولايات المتحدة ان «تضبط شارون».