شارون يحاول الحصول على «مهلة» من واشنطن والفلسطينيون يتفقون على سلسلة لقاءات مع زيني

إسرائيل تتمسك باحتلال رام الله وبيت لحم ونابلس وجنين

TT

على الرغم من تشديد اللهجة الاميركية تجاه اسرائيل ومطالبتها بالانسحاب «من دون تأخير» (حسب كلمات الرئيس جورج بوش) و«الآن» (حسب وزير الخارجية، كولين باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس)، فان رئيس الوزراء الاسرائيلي، ارييل شارون، يفهم الموقف الاميركي على انه يمنحه مهلة اضافية حتى نهاية الاسبوع على الاقل ليواصل حربه العدوانية على الشعب الفلسطيني وقيادته. وفي الوقت الذي سحب فيه قواته من قلقيلية وطولكرم، فرض حصارا خارجيا حول المدينتين وواصل عملياته في نابلس وجنين وادخل قواته الى عدة بلدات اخرى مثل دورا في منطقة الخليل.

وخلال اجتماعين منفردين عقدهما كل من شارون ووزير دفاعه بنيامين بن اليعزر، امس واول من امس، مع الجنرال انتوني زيني، مبعوث الرئيس بوش الى الشرق الاوسط، حاولا اقناعه بمنحهما فرصة اخرى لمواصلة العمليات مؤكدين ان «المسألة مصيرية»، و«كل يوم اضافي يتيح لنا التخلص الى الابد من عش ارهابي خطير». واكدا ان الجيش مستعد لتخفيف الحصار عن الرئيس ياسر عرفات في رام الله، بحيث يسمح له بلقاء مساعديه، ولكنه بحاجة الى استمرار السيطرة على هذه المدينة وكذلك على نابلس وجنين وبيت لحم حتى يسلم المسلحون الفلسطينيون المطلوبون انفسهم.

وزعجت مصادر اميركية مقربة من زيني اثر انتشار انباء عن مضمون محادثات الزعماء الاسرائيليين معه، اذ يستدل منها ان الحديث يجري بين شريكين على المكشوف في هذه الحرب العدوانية. فراح زيني، امس، يتحدث بلهجة حادة مع بن اليعزر. ويقول له ان الرئيس بوش يريد وقف العمليات والانسحاب فورا. وانه بدأ يشعر بالغضب من التصرفات الاسرائيلية المستهترة.

ولكن غضب زيني وبوش لم يؤثر على القرار الاسرائيلي حتى الآن، الا بذلك الانسحاب المحدود من قلقيلية وطولكرم وبعض قرى رام الله التي احتلت قبل ثلاثة أو اربعة ايام فقط.

وكان الاميركيون قد اوضحوا ان وزير الخارجية، كولين باول، سيلتقى الرئيس الفلسطيني، ياسر عرفات، حسبما يرغب في مقره المحاصر في رام الله. وبذلك وضع حدا لتردده في الموضوع، خصوصا بعد ان قرر الفلسطينيون عدم لقاء باول الا اذا قابل عرفات. وفي سبيل انعقاد لقاء كهذا، من المفروض ان يسحب الجيش الاسرائيلي قواته بعيدا عن مقر الرئاسة.

واتفق الفلسطينيون، اول من امس، مع الجنرال زيني على عقد سلسلة لقاءات تمهيدا للقاء مع باول. وسيكون بينها ايضا لقاء مع عرفات نفسه.

وحسب الاتفاق، لا تستطيع اسرائيل ان تحدد لعرفات مع من يلتقي للتشاور. علما بان اسرائيل كانت قد اعلنت انها قررت السماح لاربعة من مساعدي عرفات بمقابلته، هم ابو مازن (محمود عباس)، امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ود. صائب عريقات، كبير المفاوضين، واحمد قريع (ابو العلاء) رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني ومحمد دحلان، رئيس جهاز الامن الوقائي. ورد عريقات على هذا الاعلان باشمئزاز. وقال: اسرائيل تخدع شعبها وتكذب حتى تظهر انها ما زالت تقرر كل شيء في الساحة. ونحن نرد عليها بالقول ان عرفات سيقرر مع من يلتقي. وسترون تركيبة اخرى للقاءاته، تضم مثلا كل اعضاء لجنة المفاوضات وكذلك مستشارين ومساعدين آخرين.

الجدير ذكره ان تطورات الامور السياسية باتت تتقدم باتجاه معاكس للتصورات الاسرائيلية. فالرئيس عرفات وجميع الزعماء العرب الذين يقيمون اتصالات مع الولايات المتحدة واوروبا، مصرون على ان هذه الحرب يجب الا تنتهي بحل مرحلي آخر. وانها لن تتوقف بشكل فعلي الا اذا جاء وقف النار في اتفاق سياسي شامل. ويطرحون المبادرة السعودية أساسا لهذا الحل. وينسجم مع موقفهم هذا الاوروبيون، حيث اعلن عن خطة المانية يطرحها وزير الخارجية، يوشكا فيشر، وخطة اخرى يجلبها معه كولن باول نفسه.

ويتضح من الطروحات الاميركية والاوروبية ان هناك قبولا للمطلب الفلسطيني بجلب قوات مراقبة اميركية تحت غطاء دولي. وان هناك قناعة بضرورة اقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967 وازالة المستوطنات اليهودية الاستعمارية في المناطق المحتلة.