باول يؤكد بعد اجتماعه مع مبارك أنه سيلتقي عرفات في رام الله ويعلن إرسال مراقبين أميركيين حال وقف إطلاق النار

ماهر: مصر ترى أن المقاومة شرعية وما تقوم به القوات الإسرائيلية هو العدوان الحقيقي

TT

اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول انه سيلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله عقب عودته الى المنطقة قادما من مدريد التي توجه إليها أمس بعد زيارته للقاهرة. وأكد عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك ان الادارة الاميركية تعترف بأن الرئيس عرفات هو الممثل الرسمي للسلطة الفلسطينية والرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني. وقال في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع نظيره المصري احمد ماهر انه سيتم السماح بوجود قوات اميركية عقب التوصل الى قرار بوقف اطلاق النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

وشدد باول مجددا على ضرورة وقف اطلاق النار والانسحاب الاسرائيلي الفوري من الاراضي التي احتلتها القوات الاسرائيلية خلال الايام الماضية وضرورة وقف العمليات الاستشهادية من الجانب الفلسطيني. وكان الرئيس مبارك قد استقبل بعد ظهر أمس باول الذي زار القاهرة لعدة ساعات في اطار جولة على عدد من دول المنطقة في اطار الجهود الحالية لوقف الوضع المتردي الذي تشهده الاراضي المحتلة. وجاءت مباحثات وزير الخارجية الاميركي مع الرئيس مبارك في اطار الاتصالات المكثفة التي تجريها مصر على المستويات الدولية المختلفة لوضع حد لأعمال القتل والتدمير التي ترتكبها القوات الاسرائيلية في المدن الفلسطينية التي اعادت اسرائيل احتلالها وانهاء الحصار المفروض على الرئيس عرفات وافراد السلطة الفلسطينية بمقر الرئاسة في رام الله.

ويحضر وزير الخارجية الاميركي خلال زيارته لمدريد اجتماعا رباعيا حول الوضع في الشرق الاوسط يضم ايضا كلا من جوزيب بيكيه وزير خارجية اسبانيا الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الاوروبي وكوفي انان السكرتير العام للامم المتحدة وخافيير سولانا المنسق العام للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي وايجور ايفانوف وزير الخارجية الروسي.

وقال باول في المؤتمر الصحافي «اننا تبادلنا الكثير من وجهات النظر مع الرئيس مبارك وكنا دائما نتحدث بشكل مباشر وبصراحة مع بعضنا البعض، ولقد جئت في وقت صعب حيث نرى الكثير من الأمور الصعبة في الشرق الاوسط ونرى الشباب والنساء والاطفال يموتون من الجانبين». واضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون اكد له في محادثة معه امس انه ملتزم بانهاء هذا الوضع في اسرع وقت ممكن والتحرك قدما ليس فقط في ما يتعلق بالمناقشات الامنية ولكن ايضا بالنسبة للمحادثات السياسية. وقال باول «ان رحلتي في منطقة الشرق الاوسط هذا الاسبوع تهدف الى استشارة اصدقائنا في المنطقة وقد اراد الرئيس بوش ان اتحدث مع القادة في المنطقة مثل الاصدقاء المصريين وفي المغرب وايضا اجراء حوار مع السعوديين ومع الروس والامين العام للامم المتحدة وسوف التقى بالملك عبدالله عاهل الاردن ثم اعود الى اسرائيل حيث اجرى بعض المباحثات والتقى بالرئيس عرفات».

وقال باول «ان هذا وقت صعب ولكن لدينا جميعا وجهة نظر مشتركة بشان هذا الموقف ورغبتنا في انهاء هذا الوضع الصعب، فقد ادركنا اننا يجب ان نربط بين المحادثات الامنية والمحادثات السياسية. ان هذا امر سوف يحقق نتائج فيجب ان نهتم باكثر من وقف اطلاق النار وان نتجه في الاتجاه الصحيح بشان وجود دولة فلسطينية تكون لها حدود محددة ويتم التوصل الى هذه الحدود عن طريق المفاوضات، وبشأن وجهة النظر هذه نحن نتمنى ان يدرك الشعب الفلسطيني انه من اجل مصلحته عليه ان يبذل قصاري جهده للسيطرة على العنف والمشاعر المتضاربة حتى نتمكن من التقدم في المجال السياسي». وقال باول ان الرئيس بوش اوضح الخميس الماضي انه مطلوب من القوات الاسرائيلية الانسحاب الان وقد قال ان ذلك يجب ان يتم الآن» وقد تم ارسال هذه الرسالة الى شارون: ويجب ان يتفهموا في القدس هذه الرسالة ويمكن ان أؤكد لكم ان ما اقوم به في هذا الاسبوع واللقاءات التي سوف اقوم بها يهدف الى تحقيق اجماع دولي بين جميع الاعضاء في المجتمع الدولي حتى يمكن ان أذهب الى القدس برسالة واضحة. وأوضح باول ان الرئيس مبارك «قدم لنا اليوم المساندة الكاملة لهذه المهمة التي اقوم بها الآن ووعد بتقديم كل المساعدات للحديث مع القادة الفلسطينيين والرئيس عرفات ومساعديه، وكما تعرفون فان الكثيرين من مساعدي عرفات سوف ينضمون من اجل اجراء المحادثات وذلك سوف يمكنهم من الحديث مع الجنرال زيني والحديث معي».

وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك فكرة لاستبدال الرئيس عرفات كما تقول اسرائيل قال باول «ان الشعب الفلسطيني يرى عرفات كرئيس له وقد قام بانتخابه والرأي للشعب الفلسطيني بأن يختار الرئيس فقد تم انتخابه من قبل الشعب الفلسطيني كرئيس له وكقائد للشعب الفلسطيني وانه لدى الرئيس عرفات الكثير من الالتزامات واتمنى أن أجد فرصة للتحدث معه ومع مساعديه بشأن ما نتوقع ان نراه في المستقبل للتغلب على الموقف الحالي والعودة الى المناقشات والمفاوضات التي سوف تؤدي الى وقف اطلاق النار وتحقيق وضع امني جيد». وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد ان الرئيس عرفات قد قام بما يكفي لانهاء الوضع وهل يمكن ان يقوم بشيء قبل نهاية الانسحاب، قال باول «لقد حان الوقت لأن ندرك جميعا ان هذا النوع من العمليات الانتحارية وقتل المدنيين والرد على ذلك الذي يأتي في المقابل.. كل ذلك يجب ان ينتهي وليس من الجيد ان يستمر هذا الوضع حتى نصل الى نتائج لان النتائج ستكون سيئة. واضاف انني اطلب من جميع الاطراف الآن ان يرفضوا هذا العمل وأطلب من جميع القادة في الدول العربية والمسؤولين الفلسطينيين ان يعلنوا ان الوقت قد حان لوقف مثل هذه الاعمال لان هناك فرصة تنتظرنا حتى نحقق ما نريد وهو وجود دولة فلسطينية وتحقيق السلام، ولكن اذا كان هناك بعض الافراد الذين لا يريدون السلام ولا يريدون وجود اسرائيل فانه يجب ان نوضح لهم ان ذلك امر خاطىء وانه يجب التغلب على هذا الشعور فيجب ان يكون لاسرائيل فرصة لتتمتع بالامن والسلام وايضا للفلسطينيين ان يتمتعوا بالامن والسلام في بلادهم».

من جهته قال ماهر ان مصر كانت دائما ضد العنف وضد قتل المدنيين الأبرياء من كلا الجانبين، وان العمليات التي تتم الان من قبل القوات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية تعد اعمال عنف. وأضاف «اننا نرى الكثير من المدنيين الابرياء يقتلون فضلا عن هدم العديد من المباني كما ان المدنيين لا يحصلون على الرعاية الصحية التي يحتاجون اليها وايضا لم يتم دفن الكثير من الجثث». واكد ان هذا العنف يجب أن يتوقف، وقال «اننا نؤمن أنه من المهم للاسرائيليين كما قال كولن باول ان يقدروا وجهة النظر هذه بشأن الانسحاب من الاراضي الفلسطينية». وتابع ماهر قائلا «يجب أن يكون هناك أساس حتى نضمن ألا يتكرر ما حدث مرة آخرى، وهذه نقطة هامة قد أوضحتها لوزير الخارجية كولن باول، فيجب أن يكون هناك مراقبون لنتأكد من عدم حدوث ذلك». وقال باول تعليقا على ذلك «عندما نصل الى وقف اطلاق النار ويتم اعتماد خطة تينيت وتقرير ميتشيل، فان الولايات المتحدة مستعدة ـ كما أوضح الرئيس بوش ـ لتقديم مراقبين أميركيين في فلسطين حتى نتمكن من استعادة الثقة بين الجانبين ونحن مستعدون للقيام بذلك، وقد ناقشنا هذا الأمر مع الرئيس مبارك».