قدومي يلتقي المسؤولين اللبنانين ويتوقع أن لا تحقق جولة باول انجازا سياسيا

TT

استبعد رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق قدومي ان تحقق جولة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الحالية في المنطقة انجازاً سياسياً اذا لم يكن هناك ضغط رأي عام عالمي «لأن الولايات المتحدة الاميركية، التي فشلت في انقاذ المسيرة السلمية بناء على المبادرة الاميركية، لم تفعل ما يمكن ان ينقذ هذه المسيرة».

وجال قدومي، الذي يزور لبنان حالياً، على كل من رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري. وعرض معهم الوضع السائد في الاراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء الحرب التي تشنها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والتحرك العربي والدولي لوقفها.

وافادت مصادر رسمية لبنانية ان قدومي نقل الى لحود رسالة شفوية من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عرضت الموقف الفلسطيني من الاحداث المتسارعة. واضافت ان لحود اكد لقدومي انه يواصل اتصالاته مع قادة الدول العربية والدول الدائمة العضوية في مجلس الامن والامم المتحدة والدول الاوروبية والمراجع الدينية «لوضعهم في صورة ما يجري من عدوان اسرائيلي وحشي على الاراضي الفلسطينية التي ترتكب فيها المجازر بحق الابرياء والآمنين». واشار الى انه لن يترك اي وسيلة الا وسيستعملها لدعم الشعب الفلسطيني في مقاومته ونضاله لاسترجاع حقوقه المشروعة.

وبعد اللقاء قال قدومي انه احاط الرئيس لحود «بكل التطورات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. واطلعناه في نفس الوقت على تصوراتنا بالنسبة الى الايام المقبلة. وان المقاومة صامدة رغم الخسائر التي يمنى بها الشعب الفلسطيني ... وقلنا للرئيس ان الشعب الفلسطيني يحييه. ونقلنا اليه تحيات الاخ ابو عمار. واننا نأمل مزيداً من النشاط السياسي باسم القمة العربية». واضاف ان الرئيس لحود اكد انه سيقوم باتصالات مع اعضاء مجلس الامن ومع الامين العام للأمم المتحدة ومع الدول الاوروبية، وايضاً مع المراكز الدينية المسيحية ومع الفاتيكان من اجل وضعهم في هذه الصورة ومطالبتهم بالضغط على اسرائيل وعلى الولايات المتحدة . وعن موقف لبنان بصفته رئيساً للقمة العربية في مواجهة العدوان الاسرائيلي والتحرك الذي يقوم به الرئيس لحود منذ بداية العدوان على الشعب الفلسطيني قال قدومي: «اولاً، لقد حصلت مصالحة عربية في القمة التي عقدت في لبنان. وهذه علامة خير كبيرة. ثانياً، ان الجهود التي يقوم بها الرئيس لحود مع الدول الكبرى واعضاء مجلس الامن ومع الدول الاوروبية ومع المراكز الدينية المسيحية، ومع البابا او الكنائس الاخرى، وفي الوقت نفسه من اجل تنشيط لجنة المتابعة ولجنة الاتصال، ان مثل هذه الاعمال في هذه الفترة القصيرة من الزمن دليل واضح على ان النشاط مستمر في شكل متسارع خدمة للقضية العربية ودعماً للمقاومة الفلسطينية. وما يتعرض له لبنان دليل على ذلك، لأن هذه الاتصالات اغاظتهم (الاسرائيليون) الى حد كبير».

وتوقع القدومي ان تطول دوامة العنف في الاراضي المحتلة «لأنه ليس من السهل بعدما دمرت كل جسور الثقة بيننا وبين الاسرائيليين بعد اوسلو، وبعد هذه المذابح التي اوقعتها اسرائيل في الشعب الفلسطيني، ان ينسى هذا الشعب بكل بساطة خصوصاً انه فقد ابناءه بهذه السرعة. ولأن الوجود الاسرائيلي الاحتلالي ما زال مستمراً، فلا يمكن ان تقف الانتفاضة، فالاحتلال ووجود اسرائيل في الاراضي الفلسطينية هما السبب الاساسي في استمرار المقاومة».

وقال انه كان من المفروض ان يكون هناك قرار حاسم، بوقف اطلاق النار في جنين ولكن الولايات المتحدة اعطت الضوء الاخضر، مع الاسف الشديد، لشارون، مع ظنها ان قراراً كهذا يمكن أن يودي بالشعب الفلسطيني وينهي ارادته .

وبعد لقائه مع بري اكد قدومي ان الشعب الفلسطيني مستمر في طريق المقاومة وكرر عدم تعليقه آمالاً على جولة باول. وقال: « ليست لنا الثقة التامة ان جولة باول سوف تشيل الزير من البير».

وعن رأيه في اقدام بعض المجموعات الفلسطينية على اطلاق صواريخ على اسرائيل عبر الحدود الجنوبية للبنان، قال قدومي: «في الحقيقة ليست لدينا معلومات دقيقة عن هذا الموضوع، ولكن الفلسطيني يقاتل داخل الاراضي الفلسطينية، فلماذا يطلق الصواريخ من خارجها؟ المقاومة الفلسطينية ليست في حاجة الى الصواريخ الفلسطينية اذا كانت وجدت لتطلق من خارج فلسطين».

وسئل قدومي اذا كان فتح الجبهة الجنوبية في لبنان يخدم القضية الفلسطينية ام يبعد الانظار عما يجري داخل فلسطين المحتلة، فأجاب: «ان نيات اسرائيل سيئة، وكما تأكد لنا انها بدأت ايضاً بعمليات استفزاز للمقاومة اللبنانية في الجنوب، فردت المقاومة اللبنانية. وهي من حقها ان تستمر في مقاومتها في المناطق المحتلة من لبنان مثل مناطق مزارع شبعا، فهذا امر اقرته كل الشرائع الدولية ولذلك هذا في تصوري ما تقوم به المقاومة اللبنانية، ولكن اذا قامت اسرائيل بضرب الجنوب كله، فهنا تعطي المبرر للمقاومة ان تمتد في مقاومتها».

وبعد لقائه الحريري قال قدومي «انه عرض معه الاوضاع الخاصة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة وموقف لبنان بصفته الرئيس الدوري للقمة العربية، وشرح له ما تقوم به اسرائيل من عمليات ارهابية ضد الشعب الفلسطيني بعدما حاصرت المدن واجتاحتها وقصفت المنازل السكنية وسقط الكثير من الشهداء ومنعت سيارات الاسعاف من نجدة الجرحى وجرفت عدداً من المنازل من اجل ان تصل الى المناضلين الذين يعتصمون ويقاومون في الاماكن الضيقة من المدينة، في جنين او في مخيم جنين، او في نابلس او في مخيم بلاطة. ولا بد من ان يكون هناك موقف عربي موحد للضغط على الرأي العام العالمي وخصوصاً على الولايات المتحدة الاميركية ».