وزير الرئاسة الصومالي: الرئيس صلاد لن يستقيل من منصبه والمعارضة خلف الدعاية «الرخيصة»

عبد الرحمن عبد حسين لـ«الشرق الأوسط»: واشنطن مستعدة للاعتراف بالحكومة الانتقالية إذا نجحت في استيعاب معارضيها

TT

نفى اللواء عبد الرحمن عبد حسين وزير الدولة الصومالي لشؤون الرئاسة ما رددته بعض فصائل المعارضة الصومالية في الآونة الأخيرة حول اعتزام الرئيس الصومالي الانتقالي عبد القاسم صلاد حسن تقديم استقالته والتخلي عن منصبه بعد فشله في تحقيق الأهداف، التي تم انتخابه من أجلها في مؤتمر المصالحة الوطنية في مدينة عرتا الجيبوتية عام 2000.

وقال اللواء عبد الرحمن في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته الحالية للقاهرة ان الرئيس صلاد «باق في موقعه ولن يتخلى عن الشعب الصومالي وانه لا ينوي الاستقالة كما زعمت بعض الدوائر المعادية لأمن واستقرار الصومال في دعاية رخيصة».

وكشف النقاب عن تسلم الوفد الاميركي الذي زار الصومال أخيرا للعلم الاميركي واللافتة الخاصين بمقر السفارة الاميركية، معتبرا ان «هذه الهدية هي اثبات لحسن النيات وتأكيد على ان الشعب الصومالي لا يضمر الشر للولايات المتحدة».

وأوضح المسؤول ان القائمين على جامعة مقديشيو، الذين تتهمهم اثيوبيا والمعارضة الصومالية بأنهم متطرفون واعضاء في تنظيم «الاتحاد الاسلامي»، قد أرادوا عبر تسليم العلم الاميركي «تبرئة أنفسهم من مثل هذه الاتهامات المغلوطة».

واستبعد إقدام واشنطن على توجيه ضربة عسكرية ضد بلاده، مشيرا الى ان الوفد الاميركي أبلغ الحكومة الصومالية ان واشنطن ستعترف بها، «اذا ما نجحت في استيعاب معارضيها خلال مفاوضات السلام التي ستستضيفها العاصمة الكينية نيروبي قبل نهاية الشهر الجاري». واعتبر ان كل المؤشرات تفيد بحدوث تغيير ايجابي في المواقف التي تتخذها الادارة الاميركية ضد الصومال.

وذكر وزير الرئاسة الصومالي لـ«الشرق الأوسط» ان واشنطن باتت «مقتنعة الآن بعدم صحة الاتهامات الكاذبة التي روجتها اثيوبيا والمعارضة الصومالية المتحالفة معها لتشويه سمعة الشعب الصومالي ودمغه بالإرهاب». واعلن استمرار الاتصالات بين بلاده والولايات المتحدة من أجل مكافحة الإرهاب واستئصال شأفته ومنع تسلل أي عناصر إرهابية ومتطرفة الى اراضيه.

وابلغ المسؤول الصومالي «الشرق الأوسط» انه اجتمع اخيرا في القاهرة مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية بحضور مندوب الصومال، لدى الجامعة وسفيرها لدى القاهرة عبد الله حسن لمتابعة القرارات التي اتخذتها القمة العربية في بيروت لصالح الصومال.

وأوضح انه اطلع الامين العام على تفاصيل الوضع الراهن في بلاده ومنطقة القرن الافريقي، مشيرا الى ان موسى يعتزم اجراء اتصالات عربية مكثفة في الفترة القادمة لتأمين حصول الصومال على مبلغ 56 مليون دولار قررت قمة بيروت تقديمها كمساعدات فورية لدعم الحكومة الانتقالية في الصومال.

واعلن عبد حسين اعتزامه القيام قريبا بجولة عربية تشمل بعض دول الخليج لتسليم قادة هذه الدول رسائل خطية من الرئيس صلاد يتناول فيها العلاقات العربية ـ العربية والخطوات الرامية لدعم تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.

وتعليقا على قيام خمسة مسلحين مجهولين باختطاف العقيد علي مؤمن اسماعيل قائد المحاكم العسكرية الصومالية بعد هجوم مباغت على منزله في العاصمة مقديشيو، استبعد عبد حسين ان تكون دوافع عملية الاختطاف هي المطالبة بفدية مالية لاطلاق سراح العقيد المختطف. وقال انه «لا توجد أي دواع لهذه العملية خاصة ان المحاكم العسكرية لم تبدأ عملها حتى الآن بسبب التغييرات التي تشهدها وزارة الدفاع الصومالية في الوقت الراهن».

واتهم المسؤول الصومالي معارضي الحكومة الانتقالية بتدبير هذه العملية للإيحاء بعدم استقرار الأوضاع داخل مقديشيو. كما اتهم ايطاليا بترويج معلومات كاذبة حول الحكومة الصومالية ودمغها بالفساد المالي والاداري. وقال ان «ايطاليا تقف خلف اثيوبيا التي تتدخل في الشؤون الداخلية للصومال».