واشنطن: سنبقى في أفغانستان حتى يتمكن الجيش الأفغاني من ضمان الأمن

TT

واشنطن ـ وكالات الانباء: اكدت وزارة الدفاع الاميركية (البتناغون) الليلة قبل الماضية ان القوات الاميركية ستبقى في افغانستان طالما ان الجيش الافغاني غير قادر على ضمان الامن فيها. وردا على سؤال بهذا الشأن قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد «علينا على الارجح الانتظار حتى تصبح الحكومة قادرة بقواتها من حرس الحدود والشرطة المحلية والعسكريين، على اقامة وسط آمن». ورأى ان قوات الامن الافغانية عليها ان تفرض الامن بطريقة «لا تسمح بعودة طالبان و«القاعدة» للقيام بتأهيل ارهابيين واعادة بناء ما منعناهما من تحقيقه».

وقلل رامسفيلد من خطورة الحوادث التي شهدتها افغانستان في الآونة الاخيرة مثل محاولة اغتيال وزير الدفاع الافغاني محمد قاسم فهيم وتوقيف 300 شخص متهمين بمحاولة التآمر مع المعارض قلب الدين حكمتيار.

وقال وزير الدفاع الاميركي ان استقرار البلاد «ليس في طريقه للانهيار»، مشيرا الى ان «العاملين في المجال الانساني يتنقلون فيها والمستشفيات والمدارس تعمل والمواد الغذائية يجري توزيعها كما يجري تدريب العسكريين». واعترف ان الوضع ليس مثاليا في افغانستان، مشيرا الى انه لا يمكن القضاء على اللصوصية والجريمة بشكل كامل، كما هو الحال في الولايات المتحدة ولا يمكن تحقيق استقرار سياسي كما في اوروبا الغربية.

من جهة اخرى، رأى رامسفيلد ان غياب اي اشارة او تصريح لاسامة بن لادن يشكل «مؤشر تقدم». وقال «يبدو ان اسامة بن لادن لم يعد يقدم اشرطة فيديو في الفترة الاخيرة»، معتبرا ان ذلك يشكل مؤشرا على ان «القادة الارهابيين مشغولون جدا بمحاولة بقائهم على قيد الحياة».

وكان الوزير الاميركي يرد على سؤال عن عجز الولايات المتحدة على اعتقال عناصر حركة طالبان وتنظيم «القاعدة». واضاف رامسفيلد «لقد قتلنا بعض قادة طالبان و«القاعدة» واسرنا آخرين وما زال آخرون فارين». وحول ابو زبيدة الذي اعتقل في باكستان الشهر الماضي، قال رامسفيلد انه «ما زال حيا وتجري معالجته» بعد ان جرح بعدة رصاصات في اطلاق نار خلال اعتقاله. لكن رامسفيلد لم يتمكن من تحديد موعد لاستجوابه.

واكد وزير الدفاع الاميركي ان الولايات المتحدة «تمكنت مع حلفائها خلال ستة اشهر من طرد طالبان من الحكم وازعاج قدرة القاعدة على استخدام افغانستان ملاذا ومعسكرا لتدريب الارهابيين في العالم». ورأى ان الافغان «تم تحريرهم من نظام وحشي وتم تجنب ازمة انسانية لا سابق لها».

من جانبه، حث السناتور الاميركي البارز جوزيف بيدن ادارة الرئيس بوش على احلال السلام في افغانستان واعادة اعمار هذه البلد الذي مزقته الحرب، محذراً من ان «التأرجح» الذي ظهر في الاونة الاخيرة في الادارة الاميركية قد يضر بالحرب الاميركية ضد الارهاب. وقال السناتور الديمقراطي اول من امس في كلمة عن السياسة الخارجية القاها بجامعة نورثوسترن في شيكاغو «اذا خرجنا قبل الموعد الصحيح فستعود القوات الاميركية ثانية الى افغانستان ولكننا سنحارب في ذلك الوقت بمفردنا».

ومضى بيدن، وهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس، يقول «دون قوة دولية قوية ستقع افغانستان فريسة لقادة الحرب والجهات الراعية لهم»، مشيرا الى ايران وباكستان.

واستطرد مستشهدا بعدم رغبة الادارة الاميركية في المشاركة في قوة حفظ السلام الدولية «ايساف» او عدم الزام واشنطن نفسها باعادة اعمار افغانستان «بالرغم من كل ما حققناه في الحرب، فاننا لم نقم باجراءات كافية لضمان احلال السلام. ان التأرجح الذي تبدو عليه الادارة الاميركية كان له اثره الحقيقي»، مضيفا ان بريطانيا وتركيا تراجعتا عن التزاماتهما تجاه القوة الدولية لحفظ السلام، بسبب رفض بوش المشاركة.