سولانا: وقف إطلاق النار لا يكفي ويجب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

TT

في ما يمكن اعتباره أقوى تنديد بالسياسة الاسرائيلية وبرفض تل أبيب الانصياع لقرارين من مجلس الأمن لوقف العمليات العسكرية والانسحاب من المدن والمناطق الفلسطينية التي اعادت القوات الاسرائيلية احتلالها مؤخراً، أعلن خافيير سولانا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية ان على اسرائيل ان «توقف عملياتها العسكرية ليس على مراحل وليس مدينة بعد مدينة، بل عليها ان توقف كل العمليات وحالاً».

وجاءت كلمة سولانا عصر أمس امام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. وأكد سولانا ان قرارات الأمم المتحدة «واضحة كالبلور ويجب ان تنفذ حالاً». وانتقد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية السياسة الاسرائيلية بعنف لا سابق له، واعتبر ان «حرمان المدنيين من الماء والكهرباء لا يمكن تبريره بدواع امنية». وأضاف سولانا: «ان انتهاك القوانين الانسانية والعسكرية لم يعد من الممكن السكوت عليه».

وتساءل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية: «هل هذه العمليات تضمن امن اسرائيل؟ هل ستلغي الخطر الارهابي؟» وأجاب سولانا: «نحن نعلم جميعنا ان الجواب هو لا».

واعتبر سولانا الذي زار اسرائيل الأسبوع الماضي برفقة وزير خارجية اسبانيا جوزيب بيكيه بتكليف من الاتحاد الأوروبي ولكن من غير ان يتمكن من لقاء الرئيس ياسر عرفات، ان خطة تينيت ومقترحات الجنرال زيني (لوقف النار) «قد تخطاها الزمن» بسبب تدمير اسرائيل للسلطة الفلسطينية وعزلها الرئيس عرفات.

وتساءل سولانا: «ما الذي سيحصل بعد انتهاء العمليات العسكرية؟ ان ايجاد «مناطق امنية» او «مناطق عازلة» هو ضم فعلي لاجزاء من الضفة الغربية (لاسرائيل). انه ضم احادي ولن يفضي أبداً الى سلام أحادي إذ ان هذا النوع من السلام غير موجود».

ودعا سولانا الى اعادة تأكيد شرعية الرئيس عرفات «لأنه الزعيم الشرعي وطالما لم يتم اختيار غيره ديمقراطياً من قبل الفلسطينيين». ووصف تعامل اسرائيل مع الوفد الأوروبي بأنه «غير مسؤول ويعكس رؤية ضيقة».

وشدد سولانا على ضرورة التحرك السريع ليس الى وقف النار والى فترة انتظار طويلة الأمد، بل الى «وضع حد للاحتلال (الاسرائيلي) والى اقامة دولتين مع حدود آمنة»، ومع ضمانات خارجية. واعتبر سولانا ان خطة شارون من اجل الوصول الى «اتفاق مرحلي طويل الأجل لن يجد من يقبله ولا يمثل شيئاً». ورأى سولانا ان حضوراً دولياً «امر لا بد منه» في الأراضي الفلسطينية وان هذا الحضور الآن «بعد انهيار السلطة الفلسطينية وعدم وجود قنوات اتصال بين الطرفين اكثر الحاحاً من اي وقت مضى».

وأكد سولانا ضرورة الاسراع في النظر في اعادة بناء الادارة الفلسطينية والدولة الفلسطينية بعد الأضرار الشاملة التي أصابتها، مشدداً على أهمية وجود دعم مالي من مختلف المصادر.

ويلتقي سولانا اليوم، الى جانب وزير خارجية روسيا ايغور ايفانوف، الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، ووزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية كولن باول. وأعلن سولانا انه سينقل اليهم ثلاث نقاط: الأولى ضرورة الذهاب ابعد في وقف النار «لأن الكثير من الخطوط الحمراء تم تجاوزها». والثانية ضرورة ان تحترم الارادة الدولية الآن (في اشارة الى تطبيق اسرائيل قراري مجلس الأمن) والثالثة عدم الاكتفاء بالعودة الى الوضع السابق مقابل الوصول الى حل للنزاع.

وكشف سولانا ان الاتحاد الأوروبي يدرس مسألة العقوبات الممكنة على اسرائيل. وأعرب عن تقديره للتدابير التي اتخذتها المانيا وبلجيكا والقاضية بوقف بعض برامج التعاون العسكري مع اسرائيل.