10 آلاف صومالي يعبرون إلى كينيا هربا من المعارك

TT

يتوافد زعماء الفصائل الصومالية المعارضون للحكومة في مقديشو على العاصمة الاثيوبية أديس أبابا للتشاور حول مؤتمر المصالحة المزمع عقده في الاراضي الكينية اواخر الشهر الحالي، في الوقت الذي عبر فيه الحدود الى كينيا نحو 10 آلاف صومالي هربا من المعارك القبلية. وتواجه المعارضة الصومالية مشكلة في التوفيق بين مطالبها وايفاد فريق مفاوض واحد الى نيروبي في الوقت الذي انقسمت فيه ايضا على الموقف حول اعلان ولاية «جنوب غربي الصومال» المعلنة من جانب العقيد «شاتي جدود» زعيم «جيش رحنوين للمقاومة» والذي رفضه معظم زعماء المعارضة بشدة، ووصل الخلاف الى حد مطالبة بعض زعماء المعارضة بتمثيل خاص بهم في المؤتمر خارج اطار مجلس المصالحة الذي يضم اكبر كتلة للمعارضة.

ودب الانقسام حول الموقف من هذا المؤتمر داخل البرلمان والحكومة المؤقتة ايضا، اذ خرجت اصوات قبلية داخل المؤسستين تطالب بالمشاركة في المؤتمر بصفة مستقلة عن الحكومة في الوقت الذي يرى فيه قسم آخر من هذه الكتلة ان تشارك الحكومة ككتلة واحدة. ولا تزال المشاورات في هذا الصدد جارية لتفادي تصدع يأتي على الائتلاف الحكومي وتصر الحكومة على اعترافها كجهة شرعية في الصومال واعتبار الاطراف الاخرى معارضة.

وافادت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» بانه من المقرر ان يرسل المعارضون المؤتمرون في أديس أبابا لجنة تتكون من 15 عضوا الى نيروبي لتقديم تصور المعارضة النهائي الى منظمي المؤتمر الذين يتقدمهم الرئيس الكيني دانيال أرب موي. وسبق ان قدمت الحكومة طروحاتها حول المؤتمر في وقت سابق من هذا الشهر الى اللجنة الفنية التابعة لمنظمة «ايقاد». وكشف وزير الخارجية الكيني مارسدين ماطوكا امس عن تباين واضح في الرؤى التي تلقوها حتى الآن من كثير من الاطراف الصومالية التي ابدت رغبتها في المشاركة في مؤتمر نيروبي.

من جهة اخرى، تشهد منطقة جدو في جنوب غرب الصومال على الحدود مع كينيا حالة من الغليان العسكري إثر اندلاع معركة قبلية بين فصيلين صوماليين ادى الى مقتل حوالي عشرة اشخاص من الجانبين. وعمت المعارك مساحات واسعة في المنطقة ادت الى تشريد اكثر من 10 آلاف صومالي من سكان المنطقة عبروا الحدود الى كينيا المجاورة. والطرفان المتقاتلان هناك احدهما يؤيد الحكومة المؤقتة والثاني يؤيد «مجلس المصالحة» المعارض. واتهم عبد الله شيخ اسماعيل الرئيس الحالي لمجلس المعارضة ما وصفه بـ«جماعة عرتا» (الحكومة الانتقالية) بانها تريد اشعال حرب اهلية، هدفها توسيع نفوذها في المنطقة وهو «امر لا نقبله» على حد قول رئيس مجلس المعارضة.