الكونغرس الأميركي يعقد اليوم جلسة خاصة عن اتهام أب سعودي بـ«خطف» ابنتيه

باتريشا راوش تدعو للسماح للابنتين البالغتين بالسفر إلى أميركا لسؤالهما: أين تريدان العيش؟

TT

يعقد الكونغرس الأميركي جلسة خاصة اليوم، يستمع فيها لأول مرة في تاريخه الى قضية مواطنة أميركية، كانت متزوجة سابقا من سعودي، وتتهمه بأنه «خطف» ابنتيه منها قبل 16 سنة من سان فرانسيسكو الى الرياض.

ونفت باتريشا معلومات أوردتها عائلة زوجها السابق، خالد الغشيان، في تحقيق سابق نشرته «الشرق الأوسط» قبل شهر عن قضيتها، قائلة انها لم تعتنق الاسلام كما ذكروا، وذكرت انها مسيحية كاثوليكية ملتزمة، وأن الادعاء بأن ابنتيها أصبحتا بالغتين بعد مرور 16 سنة على الحادثة، يحملها على أن تقترح بأن يتم تسفيرهما الى الولايات المتحدة «لنسألهما فيها عن المكان الذي ترغبان العيش فيه، حيث يمكنهما الرجوع بسهولة اذا ما قررتا العودة الى السعودية» وفق تعبيرها. وكانت «الشرق الأوسط» نشرت موضوعا عن خالد الغشيان، والد عالية وعائشة، البالغتين 23 و19 سنة الآن، فاتصلت باتريشا بـ«الشرق الأوسط» لتصحح في رأىها ما قالته العائلة، من أن الغشيان أحضر ابنتيه قبل نهاية 1985 للعيش معه في الرياض بعد خلاف مع الزوجة، التي سبق ان قالت لـ«الشرق الأوسط» بالهاتف من بيتها بسان فرانسيسكو، ان بعض أعضاء الكونغرس، وعلى رأسهم دايان فينشتاين وبربارة بوكسر، ساعدوها في اقناع معظم شيوخ المجلس بالموافقة على عقد جلسة استماع اليوم لقضية ابنتيها «فهما أميركيتان مخطوفتان» وفق تعبير الأم، التي قالت انها تزوجت الغشيان 7 سنوات ثم حدث خلاف بينهما «الا أنه طار بالابنتين سرا ليلة الميلاد من العام 1986 الى السعودية، حيث لم أستطع رؤيتهما هناك الا مرة واحدة، ولبضع دقائق، حين سمحوا لي بزيارتهما قبل 7 أعوام».

وذكرت باتريشا أنها تحدثت آخر مرة الى ابنتها عائشة منذ 7 أشهر «وكان ذلك بالهاتف، ومنها علمت بأن شقيقتها عالية تزوجت من نسيب لها. وأنا لم أعد أطيق، خصوصا حين أتذكر كلماتها لي بأنها تحبني وتذكرني دائما، لذلك أريد عودتهما اليّ، ولا أهتم بشيء آخر». وفي رواية العائلة ان خالد بن محمد الغشيان أقام بالولايات المتحدة 15 سنة لفترات متقطعة، بعضها للدراسة بسان فرانسيسكو، حيث تعرف بعد سنة من وصوله اليها في 1974 الى زميلته في «سيتي كوليدج» باتريشا راوش، فترعرع بينهما حب، شهد قبل زواجهما 3 حالات اجهاض، تبعها الحاح منها بأن يتزوجها، ففعل ذلك وفق القانون الأميركي وليس على الطريقة المسيحية أو أي ديانة أخرى، وبوثيقة تثبت القران. لكن الغشيان، الذي قطع دراسته، عاد الى الرياض من دون اصطحاب زوجته، التي ذكرت عائلته انها أعلنت في غيابه لعامين اسلامها بالمركز الاسلامي، واتصلت لتخبره وتطلب منه العودة ليتزوجا ثانية وفق الشريعة الاسلامية، فعاد الى حيث تقيم وعقدا بأحد المراكز الاسلامية زواجا، أثمر في 1979 عن ولادة الابنة الأولى عالية، الحامل الآن بعد زواجها في الرياض، وتبعتها بعد 3 سنوات عائشة، المقيمة حاليا مع والدها، فسارع الوالد وقتها باضافة ابنتيه فور ولادة كل منهما لسجله المدني لتكونا سعوديتين بوثائق رسمية وجوازي سفر سعوديين.

لكن علاقته توترت مع زوجته، فراح يفكر جدياً في نقلها وابنتيه للاقامة معه في السعودية لعل البيئة والمحيط يساعدان في تخفيف التناقضات واضفاء استقرار في علاقة الأبوين، فراقت الفكرة لباتريشا، وسافر الغشيان بمفرده أولا الى السعودية، حيث حصل هناك في 1983 على موافقة لزواجه بأجنبية، وبعدها لحقت به العائلة. الا أن الأم عادت بعد 4 أشهر الى الولايات المتحدة وفق رغبتها، ثم عادت وهي مريضة بعد سنة الى الرياض، بنية الاقامة الدائمة فيها، وهناك غيّرت رأيها ثانية وطلبت العودة برفقة ابنتيها الى شيكاغو (موطنها الأصلي) فسمح لهن الغشيان، الذي بدأ بعد 8 أشهر يحوّل لزوجته مصروفاً شهرياً في حدود ألف دولار. بعدها سافر الغشيان لزيارتهن هناك وهو لا يعرف موقع المنزل لاستبدال الاقامة في شيكاغو بسان فرانسيسكو، على حد ما قال مقربون من عائلته لـ «الشرق الأوسط» في التحقيق السابق، متابعين أنه اكتشف أن باتريشا تزوجت برجل آخر بعد حصولها على الطلاق منه غيابياً، فلجأ الى محام أميركي تبنى قضيته وتمكن من تطليقها من زوجها الثاني واعادة تزويجها بالغشيان بقرار من محكمة بشيكاغو.

ولرفض باتريشا السكن مع الغشيان، أو اقامته هو معها ومع ابنتيه، فقد سمح له بزيارة ابنتيه مرة بالأسبوع. لكنه في غفلة من زوجته، اصطحب ابنتيه وطار بهما الى السعودية، حيث بدأ هناك يتلقى اتصالات هاتفية من باتريشا مطالبة بعودة الابنتين. وقام الانتربول السعودي باستدعاء الغشيان واستمع اليه. كذلك سمح للزوجة قبل 5 سنوات، وبتدخل السلطات السعودية وحضور ممثلين عن السفارة الأميركية في الرياض، بزيارة ابنتيها والجلوس معهما 120 دقيقة في غرفة فندقية استأجرتها سفارة بلادها.

وتقول عائلة الغشيان ان عالية وعائشة تريدان البقاء مع والدهما وفق ما كررتاه في حضور الام والقنصل الأميركي بالرياض، اضافة الى أن الكبرى تزوجت واستقرت وهي على وشك انجاب مولودها البكر، فيما الصغرى لا تتحدث الانجليزية مطلقاً. أما عن اعتناق باتريشا للاسلام فتقول عائلة الغشيان انها اعتنقته في بلادها برغبتها «وتزوجت بآخر سراً من دون علمنا، والوثائق بحوزتنا تثبت ذلك»، مؤكدة أن ادراج اسم خالد الغشيان على اللائحة السوداء الأميركية للمطلوبين أمر يثير الاستغراب.

أما عن السبب في ادراج اسم خالد الغشيان في القائمة السوداء، فتقول راوش: «انه يعود الى أنه مجرم دولي مطلوب عالميا، بسبب اختطافه مواطنتين أميركيتين، لأن ارغام مواطن أميركي على العيش بطريقة لا يرضاها يعتبر جريمة خطيرة».

وترد على الزوج السابق فتقول: «يقول الغشيان انهما مواطنتان سعوديتان. انهما ربما تحملان جنسية مزدوجة بموجب جنسية الأب، ولكن الغشيان يرفض الاعتراف بالجنسية الأميركية التي تحملها الابنتان بموجب حق المولد (قانون الأرض). انهما مولودتان من أم أميركية بولاية كاليفورنيا، ولكن طبقا للتحقيق (ما ذكرته عائلة الغشيان في تحقيق «الشرق الأوسط» السابق) فان هذا الجانب لا يعتبر مهما، لكنه بعكس ذلك غاية في الأهمية» على حد تعبيرها.

وتضيف: «أخذت مني ابنتاي سرا، وجردتا من حب الأم طوال حياتهما حتى الآن. ابنتي عالية بيعت لأحد أقارب الغشيان في اطار زواج مرتب سلفا.. أريد لابنتي ما هو أفضل من ذلك. أريد أن تعيشا كانسانتين حرتين، تقرران بنفسيهما مكان عيشهما فيه، والطريقة التي تمارسان فيها عبادتهما مع التمتع بحرية اختيار من يرغبن في الزواج منه. أريد ابنتيّ أن تصبحا قادرتين على العيش بحرية من دون أن يكون هناك شخص سعودي يعمل كحارس لهما».

وتقول باتريشا ان مطلقها «خطف» الابنتين «فسرقتا مني وأجبرتا على العيش مع الغشيان، وهو لم يكن ملتزما بالقانون الأميركي، فقد خالف الكثير من القوانين في الولايات المتحدة، بالاضافة الى أنه خرق القوانين باختطافه ابنتيّ» كما زعمت.

وتنهي باتريشا راوش ردها، فتقول: «أما عن ادعاء الغشيان بأن عالية وعائشة تريدان العيش مع والدهما في الرياض، وأنهما رفضتا العيش معي، فهو حديث لا أساس له من الصحة، فابنتي تحباني كثيرا وتريدان العيش معي».

=