رامسفيلد: شريط الانتحاري الغامدي تريد به منظمة «القاعدة» إثبات وجودها وأن بن لادن ما يزال حيا

وزير الدفاع الأميركي: انطباعي أنه شريط ليس جديدا ولا نعرف من قام بدبلجته وإرساله إلى المحطة التلفزيونية

TT

جرى امس بث شريط فيديو لأحمد الغامدي الذي يعتقد انه كان واحدا من منفذي هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي في الولايات المتحدة، وظهر فيه كذلك زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن والرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري، الا ان وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد اشار، لاحقا، الى ان الشريط يتضمن «مقتطفات قديمة مركبة».

وقال رامسفيلد في مؤتمر صحافي في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون): «انه من غير المعروف متى أو أين تم تصوير الشريط، او من قام بعملية التصوير والدبلجة وارساله الى المحطة التلفزيونية».

وكرر الوزير الاميركي قوله انه شاهد اجزاء من شريط فيديو، وهو لا يعرف العربية، ولا يدري وغير متأكد ان كان نفس الشريط الذي بثته قناة «الجزيرة». واوضح ان ما شاهده كان بالعربية التي لا يعرفها.

وعما اذا كان الشريط الذي شاهده عثر عليه في افغانستان ام في مكان آخر، وعما اذا كان قديما او حديثا». قال رامسفيلد «ان الانطباع الذي خرجت به انه شريط ليس جديدا، ولكنه غير معروف تاريخه»، وعبر عن اعتقاده ان الشريط تم تصويره بعد 11 سبتمبر في وقت ما من العام الماضي.

وعما اذا كان الشريط قد قدم له معلومات توضح مصير بن لادن قال وزير الدفاع الاميركي انه لا يعرف مصيره حتى الآن، وربما هو في عداد الاموات وربما ما يزال حيا.

وقال رامسفيلد ايضا انه عندما ترجمت له محتويات الشريط خرج بانطباع ان الشخص الذي تحدث عن تفجيرات سبتمبر ليس من الذين شاركوا في تنفيذها. لكنه كرر القول انه لم ير الشريط كاملا. واضاف ان ما رآه يجعله يعتقد بعدم وجود ادلة على نشاط بن لادن في الآونة الاخيرة.

ونفى الوزير الاميركي علمه بأي ادلة تثبت بأن هناك تنسيقا بين بن لادن وزعيم حركة «طالبان» الملا محمد عمر، او اذا كانا قادرين على التواصل.

وعن الاسباب وراء تصوير الشريط وارساله للمحطة التلفزيونية، قال رامسفيلد انه ربما لاعطاء شيء من الزخم لتنظيم «القاعدة» والاظهار للعالم انه ما يزال قادرا على العمل. وربما للقول للعالم ان بن لادن وكبار المسؤولين في تنظيمه (القاعدة) ما يزالون احياء، وربما للاستفادة من حالة القلق الناجم في البلدان العربية من الوضع الفلسطيني واستغلاله لجمع التبرعات وتحقيق مكاسب. واوضح رامسفيلد ان كل هذا «تكهنات» و«لا نعرف على وجه الدقة» الدوافع الحقيقية.

ومن جهة اخرى يعكف الخبراء والمحللون في اجهزة الاستخبارات الاميركية على دراسة وتحليل الشريط وما جاء فيه في سعيهم لمعرفة الملابسات الحقيقية.

وقال الغامدي في كلمته التي وصفها بـ«الوصية للمسلمين والعالم» لقد «قتلناهم خارج ارضهم وسنقتلهم في عقر دارهم». وتابع الغامدي، الذي بدا امام صورة مبنى تلتهمه النيران «لقد انتهى وقت الذل والاستعباد وحان الوقت لنقتل الاميركيين في عقر دارهم وبجوار قواتهم واستخباراتهم». واضاف الانتحاري المفترض الذي كان يرتدي اللباس العسكري «حان الوقت ان نثبت للعالم كله ان الولايات المتحدة ارتدت ثوبا ليس مصنوعا لها اصلا لانها فكرت مجرد تفكير ان تقاوم المجاهدين». واختتم بالقول «اللهم احتسب نفسي ان تقبلني شهيدا».

وحسب قناة «الجزيرة» القطرية التي بثت الشريط، فان هذه الوصية سجلت في قندهار بجنوب افغانستان قبل «ستة اشهر» من وقوع الهجمات على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع (البنتاغون) في واشنطن. ومعروف ان مدينة قندهار كانت تمثل المعقل الرئيسي لحركة طالبان قبل سقوط نظامها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويقول المحققون الاميركيون ان الغامدي كان واحدا من الذين خطفوا طائرة «يونايتد ايرلاينز» في رحلتها 175، التي اقلعت من بوسطن واصطدمت بمركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر، ويعتقد ان تلك الطائرة قادها وليد الشهري، الاماراتي الجنسية. ويعتقد ان الغامدي، السعودي الجنسية، درس في جامعة ام القرى بكلية الهندسة وتركها العام الماضي للقتال في الشيشان حسبما اخبر والده ابراهيم الغامدي. وحسب ما ذكره المحققون الاميركيون في اعقاب وقوع الهجمات، فان الغامدي كان معه في الطائرة المخطوفة كذلك مروان الشحي، وفايز راشد احمد حسان، وحمزة الغامدي، ومحمد الشهري.

ويعتبر هذا الشريط دليلا قويا على وقوف تنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن في هجمات 11 سبتمبر، اذ تطابق صورة الغامدي في الشريط مع صورته التي كان مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (إف. بي. آي) قد نشرها، باعتباره (الغامدي) واحدا من الانتحاريين الـ19 الذين فجروا الطائرات الاربع يوم 11 سبتمبر الماضي.

وقالت الجزيرة انها ستذيع الشريط كاملاً يوم الخميس المقبل. كما قال مسؤول في المحطة، شاهد الشريط بالكامل، ان الغامدي لم يذكر «القاعدة» بالاسم كما لم يشر الى عمليات خطف الطائرات. وذكرت الجزيرة كذلك ان وصية الغامدي تجيء ضمن افلام وثائقية لوصايا «شهداء معركة نيويورك وواشنطن».