ألمانيا تبدأ اليوم محاكمة 5 جزائريين بتهمة الانتماء لـ«القاعدة»

رصد مكالمات هاتفية من إيطاليا قادت أجهزة الأمن لاعتقال الخمسة

TT

اعلنت شرطة مكافحة الاجرام الالمانية عن اجراءات امنية مشددة لحماية قاعة محكمة فرانكفورت الثانية من اي هجوم محتمل قد تتعرض له اثناء محاكمة خمسة جزائريين بتهمة الانتماء الى منظمة «القاعدة» التي يقودها اسامة بن لادن. وذكر مصدر في شرطة المدينة ان قوات الامن تحسبت لاحتمال تعرض مبنى المحكمة في هاميلسجاسة الى عملية انتحارية جوية كما اخضعت محطات المترو القريبة منذ ايام الى رقابة وتفتيش دقيقين خشية ان يقوم مجهولون بزرع المتفجرات.

وأكد المصدر ان قاضي محكمة فرانكفورت تقدم بطلب نقل وقائع المحكمة الى قاعة محصنة في شتوتجارت خشية تعرض المحكمة الى عمل عدواني، الا ان المحكمة الجزائية الالمانية العليا رفضت الطلب. كما عبرت بيترا روث عمدة مدينة فرانكفورت عن خشيتها من تعرض دار المحكمة الى عمل ارهابي يضر بسمعتها كعاصمة لرأس المال الاوروبي.

ويفترض ان يمثل اليوم امام قاضي محكمة فرانكفورت العليا كارل هاينز زيهر الجزائريون الخمسة الذين يحمل احدهم الجنسية الفرنسية بتهمة الانتماء لمنظمة «القاعدة» والتخطيط لتفجير سوق اعياد الميلاد في مدينة ستراسبورغ الفرنسية في ديسمبر (كانون الاول) 2000.

والمتهمون هم: الامين ماروني (31 عاما) ، العروبي بن علي (23 عاما)، سالم بخاري (30 عاما)، سمير كريمو (33 عاما) وفؤاد صبور (37 عاما) الذي يحمل ايضا الجنسية الفرنسية. ويدين محضر التهمة الذي اعدته النيابة العامة المتهمين بالعمل «في اطار منظمة ارهابية والتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية في فرنسا والمانيا». ويفترض حسب التهمة ان يكون الخمسة قد تلقوا تدريبات عسكرية خاصة في معسكرات منظمة «القاعدة» في افغانستان عام 1998 ثم انتقلوا الى مدينة فرانكفورت حيث نظموا انفسهم في خلية سرية تمارس النشاطات الارهابية.

وكان رجال التحقيق الالمان القوا القبض على الجزائريين الاربعة الاوائل في 26 ديسمبر 2000 اثر معلومات وردتهم من الاستخبارات الايطالية تحذر من مخطط اعدته الخلية السرية لتفجير سوق اعياد الميلاد في مدينة ستراسبورغ الحدودية.

ويفترض ان تكون الاستخبارات الايطالية قد ربطت علاقة خلية فرانكفورت بمنظمة «القاعدة» اثر تسجيلها لمكالمات هاتفية اجراها سامي بن خميس، الذي تعتقد شرطة روما انه مسؤول اوروبا في منظمة «القاعدة» السرية، وعلق خلالها على اعتقال اعضاء خلية فرانكفورت بالقول «ان نصف التنظيم وقع في قبضة الشرطة».

والمعتقد ايضا ان ماروني والعروبي وبخاري عاشوا في لندن قبل انتقالهم الى فرانكفورت وكانوا على صلة وثيقة مع احد المتهمين بقيادة فروع القاعدة في اوروبا وهو حيدر ابو ضحى المعتقل حاليا في لندن. اما صبور فقد سبق ان نال حكما بالسجن لمدة 3 سنوات من محكمة باريسية عام 1999 بعد ان دانه القاضي بتهمة العمل في منظمة ارهابية. واصدر القاضي الباريسي حكمه حينذاك بعد ان توفرت ادلة كافية على اشتراك صبور في سلسلة هجمات بالقنابل نفذتها الجماعة الاسلامية الجزائرية عام 1995 ضد محطات مترو باريس.

وحسب مصادر النيابة العامة فإن رجال التحقيق صادروا اثناء اعتقال اعضاء المجموعة عام 2000 العديد من الادلة التي تكشف تدريبهم العسكري اضافة الى 20 كيلوغراما من المواد التي تستخدم في صناعة المتفجرات. وكشفت حملة تفتيش شققهم في فرانكفورت عن امتلاك اعضاء المجموعة العديد من الجوازات والهويات المزورة بينها بطاقات مصرفية مزيفة استخدموها لشراء مواد كيماوية تدخل في صناعة المتفجرات من الصيدليات الالمانية. كما عثر رجال الشرطة على فيلم فيدو يصور حالة سوق عيد الميلاد في ستراسبورغ ويسجل صوت احدهم وهو يقول «الى الجحيم بسوق ستراسبورغ».