من المقرر أن يستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم في أغادير (جنوب المغرب) مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي الذي بدأ أمس زيارة رسمية للمغرب تدوم أربعة أيام، وهي الأولى من نوعها يقوم بها للمغرب، ويقود خلالها وفدا ماليزيا كبيرا يضم زهاء 220 شخصية بين رسميين ورجال اعمال وإعلاميين.
وقالت مصادر في الرباط لـ«الشرق الأوسط» إن مباحثات العاهل المغربي مع رئيس الوزراء الماليزي ستتركز حول تقوية العلاقات الثنائية وإعطائها طابعا مؤسساتيا، كما تشمل مشاورات الملك محمد السادس بصفته رئيس لجنة القدس مع مهاتير الذي تعتبر بلاده عضوا في لجنة القدس، أوضاع الشرق الأوسط ودور العالم الإسلامي في التضامن مع الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام في المنطقة.
ويعقد عبد الرحمن اليوسفي الوزير الأول المغربي صباح اليوم مع مهاتير جولة اولى من المباحثات، قبل أن تنطلق الاجتماعات الثنائية على مستويات قطاعية متعددة يشارك فيها من الجانبين وزراء الخارجية والاقتصاد والاشغال والبنيات الأساسية والقضايا الاجتماعية وشؤون الأسرة والمرأة.
ويترأس اليوسفي ومهاتير اليوم مراسم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، ويعقدان في أعقاب ذلك مؤتمرا صحافيا ينتظر أن تسلط خلاله الأضواء على مسار العلاقات الثنائية التي شهدت تناميا ملحوظا في السنوات الأخيرة حيث كان اليوسفي أول رئيس حكومة مغربية يقوم بزيارة رسمية إلى ماليزيا، وذلك في منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ووصفت مصادر مغربية علاقات الرباط بكوالالمبور بأنها واعدة وتنتظرها أجندة تعاون واسعة وشاملة.
وسيخصص مهاتير حيزا مهما من زيارته الرسمية مساء اليوم لعقد لقاء حوار مع فعاليات مغربية سياسية وفكرية وإعلامية، ينتظر أن تتطرق لقضايا الساعة، وضمنها أوضاع الشرق الأوسط وموضوع الإرهاب. وسيوضح مهاتير خلال هذا اللقاء وجهة نظره إزاء التحديات التي تواجه العالم الإسلامي في زمن العولمة.
ويعقد مهاتير غدا في الدار البيضاء سلسلة اجتماعات مع هيئة رجال الأعمال المغاربة، كما يقوم بزيارة عدد من المؤسسات الاقتصادية والتكنولوجية.