لندن ـ وكالات الأنباء: كشفت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية امس ان وثائق من وزارة الدفاع البريطانية رفعت عنها السرية وباتت بالتالي متاحة للجميع، تشرح كيفية صنع قنبلة ذرية. واوضحت الصحيفة ان هذه الوثائق التي رفعت عنها السرية خلال السنوات الخمس الاخيرة، وصار في وسع اي كان الاطلاع عليها في مكتب السجلات، تشرح بالتفصيل كيف تم بناء اول قنبلة ذرية بريطانية اطلق عليها اسم «الدانوب الازرق» في نهاية الاربعينات ومطلع الخمسينات.
وتعدد الوثائق لائحة المركبات الضرورية للتوصل الى هذه القنبلة، ولا سيما تركيبة البلوتونيوم وسبل اثارة تسلسل ردود الفعل. واعتبر مهندس سابق عمل على البرنامج النووي العسكري البريطاني ان هذه التوجيهات يمكن ان تسمح لأي ارهابي بصنع قنبلة ذرية بدائية.
وجاء في الصحيفة ان الصعوبة الرئيسية تكمن في الحصول على البلوتونيوم، غير ان هذه المادة يمكن ان تتوافر لدى العديد من الدول «الخارجة عن القانون» مثل العراق، وقد حاولت تنظيمات مثل «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن الحصول على كميات منها.
وقال المهندس براين بورنيل ان «هذه الوثائق ما كان ينبغي وضعها في متناول الجميع ابدا، وسيكون من المبرر بعد احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي سحبها من المجال العام». وطلب المسؤول عن شؤون الدفاع في حزب المحافظين المعارض برنارد جينكن على الفور توضيحات من الحكومة، معتبرا ان هذه الوثائق تمثل «هدية فظيعة الى الارهابيين»، بحسب ما جاء في الصحيفة اليمينية.
وكان باحثون في جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة قد ذكروا الشهر الماضي انهم انشأوا قاعدة معلومات للمواد النووية المفقودة والمسروقة والموجودة في اماكن «خاطئة». واثبت الباحثون انه على مدى السنوات العشر الماضية سرقت 40 كيلوغراما من مادتي البلوتونيوم واليورانيوم اللتين يمكن استخدامها في صنع اسلحة من منشآت غير محمية بشكل كاف في الدول السوفياتية السابقة. وتمت استعادة معظم هذه المواد. وفي مارس (آذار) الماضي اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن خطط لتطوير الحماية العالمية ضد الارهاب النووي.