أسمرة: بادمي التي تسببت في الحرب عادت إلى السيادة الإريترية

مناطق غامضة ستوضح أكثر مع وضع العلامات على الأرض

TT

اعلنت اريتريا امس عن بسط كامل سيادتها على منطقة بادمي في المنطقة الغربية ومنطقة بوري الشرقية المواجهة لميناء عصب، من خلال قرار بعثة التحكيم الدولية الذي اصدر يوم السبت الماضي، بينما اعطيت اثيوبيا منطقة زلامبيسا وجزءاً من ايروب وبعض القرى في منطقة يلسا وبعض الاراضي في منطقة ريغالي «عدى مروق».

واعتبرت اسمرة القرار الدولي بأنه يشكل انتصاراً ساحقاً لها. وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الاريترية الدكتور احمد حسن دحلي «ان القرار ثبت المعاهدات الاستعمارية الثلاث الى حد كبير والتي بموجبها رسمت الحدود بين البلدين وانه يشكل انتصارا ساحقا لاريتريا لأنه اكد ان منطقة باومي التي اشعلت اثيوبيا بسببها الحرب المدمرة لمدة ثلاث سنوات قد اكدت المحكمة بأنها جزء لا يتجزأ من السيادة الاريترية، مما يشكل صفعة سياسية وقانونية في وجه ادعاءات النظام الاثيوبي الذي حاول ان يجري تعديلات في الحدود الاستعمارية بقوة الحديد والنار وبما يتماشى مع طموحاته التوسعية».

واعلنت وزارة الخارجية الاريترية رسمياً امس تفاصيل عملية ترسيم الحدود. وقالت في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان خط الحدود في المنطقة الغربية يبدأ من نقطة التقاء الحدود الاريترية ـ الاثيوبية ـ السودانية ويواصل بمحاذاة نهر سيتيت حتى التقائه بخور تومسا ويتجه الى الشمال الشرقي في خط مستقيم حتى التقائه بنهري مرب وماي ابسا.

وكان خط الحدود الذي طالبت به اثيوبيا يختلف كثيرا عن ذلك، ويطالب بادخال عشرات القرى الى داخل اثيوبيا، ولكن لجنة التحكيم الدولية قررت انطلاق الخط المستقيم من تومسا، وبموجب هذا القرار فان بادمي وكافة المنطقة الواقعة في ضواحيها والتي جعلها النظام الاثيوبي ذريعة لاعلان الحرب على اريتريا قد اصبحت داخل الحدود الاريترية.

اما في المنطقة الوسطى، فان خط الحدود ينطلق من نقطة التقاء نهري مرب وماي اميسا ويسير بمحاذاة مرب حتى خوربلسا تاركا طرونا داخل اريتريا ويستمر حتى مونا وعندلي ورافالي تاركا فورتوكودرنا وأنبستي داخل الحدود الاريترية.

ورغم ان اللجنة الدولية رفضت مطالب اثيوبيا بكثير من الاراضي في الجهة الوسطى، فانها اعطت اثيوبيا زالميسا بادخال جيب الى الاراضي الاريترية بالاضافة الى جزء من ايروب وبعض القرى في منطقة بلسا وبعض الاراضي في منطقة ريغالي.

وفي الجهة الشرقية، فان الحدود وبموجب الاتفاقية الاستعمارية لعام 1908 تبتعد عن البحر مسافة 60 كيلومترا جواً وفي خط متواز. ورفضت اللجنة المطلب الاثيوبي القائل بأن خط الحدود في خط عصب بوري يبدأ من 57 كيلومترا. وقضت بتبعية جبل موسى الذي تلتقي فيه الحدود الاريترية ـ الاثيوبية ـ الجيبوتية لاريتريا. واكدت اللجنة المطالب الاريترية في هذه المنطقة.

وأشار البيان الى ان لجنة التحكيم اوضحت بأنه توجد اماكن ستوضح اكثر اثناء وضع العلامات على الارض.

وحول مدى التزام بلاده بقرار التحكيم، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الاريترية دحلي: ان بلاده اكدت قبولها لقرار مفوضية ترسيم الحدود عندما ابرمت اتفاقية السلام في الجزائر باعتباره قرارا ملزما للطرفين. وعليه فان اريتريا ملتزمة بالقرار الصادر من لجنة الترسيم، مشيراً الى ان القرار سيؤدي الى استباب واستقرار المنطقة.

ودعا دحلي اثيوبيا الى اخذ العبرة من هذا القرار والكف عن تدخلاتها في الشؤون الصومالية ورداً على ادعاءات ومطالب بعض المثقفين الاثيوبيين والخاصة بالحصول على منفذ بحري، قال دحلي «ان القرار ثبت معاهدة 1908 الموقعة بين ايطاليا ومؤسس الدولة الاثيوبية الحديثة مليليك الثاني والتي بموجبها تبتعد الحدود الاثيوبية عن البحر مسافة 60 ميلومتر جواً.