إقبال كبير في الأردن على شراء الكوفية الفلسطينية

TT

عمان ـ أ.ف.ب: منذ بدء الحرب الاسرائيلية الاخيرة على الشعب الفلسطيني ومؤسساته نهاية مارس (اذار) الماضي، يتهافت الاردنيون مثلما هو الحال في باقي الدول العربية على اعتمار الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الابيض والاسود، التي صارت رمزا للكفاح الفلسطيني، تعبيرا عن تضامنهم مع الفلسطينيين، وهو ما ادى الى زيادة مبيعاتها في الاردن بنسبة كبيرة.

وخلال المظاهرات المتوالية التي شهدها الاردن على مدى الاسابيع القليلة الماضية، حرص الكثير من المتظاهرين على وضع الكوفية سواء باعتمارها او بالتلويح بها او باخفاء وجوههم بواسطتها على غرار ما يفعل الناشطون في مختلف الفصائل الفلسطينية، كما ان العديد من الاردنيين يحرصون كذلك على وضعها في غير اوقات التظاهر.

وظهرت الكوفية الفلسطينية بقوة ايضا خلال المظاهرات التي عمت معظم انحاء العالم خصوصا في اوروبا او في اسيا او في الولايات المتحدة حيث حرص ايضا الكثيرون من غير العرب على وضعها.

وفي عمان وضعت الملكة الاردنية رانيا الكوفية ايضا وهي تشارك في احدى المظاهرات المؤيدة للشعب الفلسطيني.

ويقول خالد قاسم، طالب اردني بالجامعة الاردنية، «عندما اضع الكوفية اشعر كانني فلسطيني وانني اعبر للعالم كله عن مساندتي للشعب الفلسطيني».

وادت هذه الظاهرة الى زيادة مبيعات مصانع النسيج القليلة التي تنتج الكوفية في الاردن بشكل كبير قد يصل الى عشرة اضعاف. ويؤكد لوكالة الصحافة الفرنسية عمر البلبل، مدير احد هذه المصانع التابع لشركة «بيت دجن ـ يافا للنسيج»، انه «قبل بدء العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني في 29 مارس الجاري، كان المصنع يبيع في المتوسط 2400 كوفية شهريا سواء لتجار تجزئة او مباشرة لعملاء. اما اليوم كما يضيف البلبل، وهو اردني من اصل فلسطيني هاجرت عائلته من منطقة يافا الى الضفة الغربية ثم الى الاردن بعد حرب 1948، «صرنا نبيع ما يقرب من 900 كوفية يوميا اي ما يعادل نحو 27 الف كوفية شهريا من دون ان ندخل اي زيادة على سعر بيع القطعة الذي يناهر دينارين اردنيين (8،2 دولار)».

ويشير عمر البلبل، الى ان «انتاجنا لا يقتصر فقط على السوق المحلية حيث اغلب زبائننا من الشباب، وانما نلبي ايضا طلبات لتصدير الكوفية الى العديد من الدول العربية خاصة دول الخليج ومصر» حيث يتهافت الكثيرون على اعتمارها ايضا.

ويمكن بناء على طلب العملاء طباعة شعارات مؤيدة للفلسطينيين مثل «عائدون الى القدس» و«كلنا فلسطينيون» كما يمكن طباعة صور مثل صورة المسجد الاقصى او الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ويبلغ عرض الكوفية التي تلف حول العنق وهي تختلف عن الكوفية التي توضع على الرأس، اذ انها مربعة الشكل، عادة 30 سنتيمترا وطولها 133 سم وتتكون من اللونين الابيض والاسود اضافة الى انه يذيلها العلم الفلسطيني بالوانه الاخضر والابيض والاسود والاحمر.

ويطلق احيانا على الكوفية الفلسطينية في الاردن وفي الاراضي الفلسطينية «كوفية عرفات» نظرا لان الرئيس الفلسطيني يحرص على وضعها كما يحرص على ابرازها في اوقات الازمات مثلما هو الحال الان في ظل ظروف الحصار الذي تفرضه القوات الاسرائيلية على مقره في رام الله بالضفة الغربية.

من جهة اخرى، تنتشر في الاسواق الاردنية والعربية كوفية فلسطينية مصنوعة في تايوان وفي الصين وتلقى اقبالا ايضا نظرا لرخص ثمنها الذي يقدر بدينار واحد فقط (4،1 دولار)، بحسب عدد من التجار.

الا ان عمر البلبل يؤكد ان رخص ثمنها يرجع لانها «ليست مصنوعة من خامات جيدة». ويضيف «ايا كان المنتج، فان الكوفية تظل رمزاً للتراث وللهوية الفلسطينية وتؤكد للعالم ان هناك شعبا يكافح من اجل استعادة حقوقه ويحظى بدعم العالم اجمع».

وترتبط الكوفية مع بدايات اعمال المقاومة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني على فلسطين في العشرينات من القرن الماضي، حيث دأب المقاومون على استخدامها لاخفاء ملامحهم خلال قيامهم باعمال المقاومة المسلحة ضد الجنود البريطانيين.