تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود المصرية ـ الإسرائيلية لمنع عمليات التسلل

TT

أصبحت عمليات التسلل التي يقوم بها مواطنون مصريون في محاولة لدخول الأراضي الفلسطينية عبر الحدود المصرية ـ الاسرائيلية مصدر ازعاج لسلطات الأمن المصرية التي كثفت في الآونة الأخيرة من اجراءاتها الأمنية للحيلولة دون تسلل مواطنين مصريين الى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة للانضمام الى المقاومة الفلسطينية.في غضون ذلك نشرت القوات الاسرائيلية عشرات القناصة على الحدود لمنع عمليات التسلل.

وعززت السلطات المصرية من وجودها في المناطق الحدودية مع اسرائيل وفلسطين المحتلة في محاولة لكبح جماح المصريين الراغبين في دخول الأراضي الفلسطينية لمؤازرة الشعب الفلسطيني.

وحتى الآن اعتقلت السلطات المصرية ستة أشخاص من بينهم امرأتان بينما لقي مواطن سابع مصرعه برصاص القوات الاسرائيلية الاسبوع الماضي لدى محاولته التسلل الى قطاع غزة عبر مدينة رفح على الحدود المصرية ـ الفلسطينية.وأجمع هؤلاء على أن مشاعرهم تعرضت للاستفزاز من جراء الممارسات القمعية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

وبعدما كان رد فعل الشارع المصري قاصرا على مدى الاسابيع القليلة الماضية على مظاهرات شعبية وطلابية للتنديد بالعدوان الاسراذيلي والمطالبة بفتح الحدود امام الالاف الراغبين في نصرة اشقائهم الفلسطينيين، فإن الظاهرة الجديدة هي ان رد الفعل الشعبي اتسم في اليومين الأخيرين بطابع عملي أقلق السلطات المصرية والاسرائيلية على حد سواء.

ويقول مسؤول مصري بارز لـ«الشرق الأوسط» ان هذه الظاهرة أمر طبيعي في ظل الوضع الراهن في فلسطين المحتلة واعادة تأكيد على عروبة وحيوية الشارع المصري. لكنه اعتبر ان واجب سلطات الأمن المصرية هو حماية الحدود ومنع أي شخص من التسلل الى الأراضي الفلسطينية. وأوضح المسؤول الذي طلب عدم تعريفه «ان سلوك الدولة ليس تابعا لسلوك الأفراد ومن ثم فالدولة معنية بأمن وسلامة مواطنيها وعدم تجاهل الاخطار التي تحيط بمثل هذه العمليات».

وقال أحد سكان رفح في اتصال تليفوني لـ«الشرق الأوسط»: أصبح أمرا معتادا هذه الايام ان يستوقفك أحد الشباب فجأة في الطريق ليسألك عن كيفية التسلل الى الأراضي الفلسطينية أو يطلب منك مساعدته لتحقيق هذه الرغبة.

ولجأت جميلة بشاري محمدين وهي أحدث امرأة تم اعتقالها الأسبوع الماضي الى مساومة تاجر من رفح «فايز علي» لمنحه مبلغا كبيرا من المال مقابل مساعدتها على دخول فلسطين المحتلة. لكن التاجر أبلغ السلطات المصرية التي اعتقلت المرأة واستجوبتها ثلاثة أيام قبل أن تسلمها الى والدها يوم السبت الماضي. وعلى الرغم من أن جميلة عادت برفقة والدها الى مسقط رأسها في منطقة الصالحية بمحافظة الاسماعيلية الا انها أكدت للمحققين معها قبل اطلاق سراحها انها ستحاول مجددا التسلل الى فلسطين لنصرة شعبها في مواجهة سلطات الاحتلال الاسرائيلي.

واعتبر دبلوماسي فلسطيني لـ«الشرق الأوسط» ان التطورات الراهنة أججت مشاعر المصريين على نحوغير مسبوق ودفعتهم الى محاولة التطوع لنصرة الشعب الفلسطيني. وقال «ثمة محاذير أمنية لا يمكن تجاهلها مع كل تقديرنا للشعور الجارف الذي يسود الشارع المصري حيال ما يجري في فلسطين المحتلة».

ويوم الجمة الماضي اوقفت الشرطة المصرية أربعة شباب مصريين كانوا في طريقهم للجهاد مع الشعب الفلسطيني على حد أقوالهم في التحقيقات الأمنية. وأطلقت السلطات المصرية سراح هؤلاء بعدما شددت عليهم بعدم تكرار هذه العملية.