وزير الداخلية الألماني: متأكدون أن انفجار جربة التونسية كان هجوما إرهابيا

TT

كشف وزير الداخلية الألماني اوتو شيلي النقاب عن ان الانفجار الذي حدث بالقرب من معبد «الغريبة» اليهودي بجزيرة جربة التونسية وأدى الى قتل 16 شخصاً بينهم 11 سائحاً ألمانيا هو «عمل ارهابي مائة في المائة».

وذكر وزير الداخلية الألماني في لقاء صحافي بمطار تونس في ختام زيارته، انه حصل على معلومات بالغة الأهمية تتعلق بسير التحقيق في حادث انفجار جربة وان تونس وألمانيا تتعاونان لتوضيح أسباب هذا الحادث.

وشدد شيلي الذي أجرى محادثات مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي صباح امس على انه على يقين من ان حادث معبد الغريبة هو عمل ارهابي استناداً الى معلومات واثباتات تقنية حصل عليها خلال زيارته لتونس وبشكل خاص حول طبيعة الصهريج الذي وضع على الشاحنة التي انفجرت وكذلك حول المواد التي يحتويها.

ورفض شيلي تقديم المزيد من التفاصيل حول ملابسات هذا الحادث، في اشارة منه الى ان ذلك قد يسيء الى سير التحقيقات.

وأشاد وزير الداخلية الألماني بالتعاون الذي تبديه السلطات التونسية مع المانيا من اجل كشف جميع ملابسات هذا الحادث.. وقال ان الجانبين يتحدثان بصراحة وبذهن متفتح ومن دون اخفاء أي شيء وان ذلك يعزز الثقة بين الجانبين. وأضاف ان الجانبين اتفقا على تشكيل لجنة تحقيق.

وكان وزير الداخلية الألماني قد قام فور وصوله الى تونس اول من امس بزيارة موقع الانفجار الذي وقع أمام معبد الغريبة اليهودي، حيث وضع اكليلاً من الزهور ووقف دقيقة صمت حداداً على ارواح الضحايا الألمان في هذ الانفجار.

وقد أجرى وزير الداخلية الألماني خلال زيارته لتونس محادثات مع نظيره التونسي عبد الله الكعبي تناولت بالخصوص سير التحقيقات في حادث جربة وما وصل اليه فريق المحققين التونسي ـ الألماني الذي يعمل من اجل كشف ملابسات هذا الحادث. يذكر ان معبد الغريبة اليهودي في جزيرة جربة كان قد تعرض سوره الخارجي الى انفجار ناتج عن اصطدام شاحنة محملة بالغاز في ابريل (نيسان) الحالي أدى الى مقتل 16، هم اضافة الى الألمان الـ11، ثلاثة تونسيين وفرنسيان احدهما من أصل تونسي.

الى ذلك ، نقل عن الماني نجا من الانفجار قوله امس، ان الانفجار قذفه في الهواء واحرق ملابس من كانوا بجواره. وكان مايكل اسبر (35 عاما) يتحدث الى صحيفة «بيلد» واسعة الانتشار، في ما وصفته الصحيفة بأنه اول شاهد عيان يسرد وقائع ما حدث حين انفجرت الشاحنة في 11 ابريل. وقال اسبر ان الاسعاف تأخر في المجيء لانقاذ المصابين وان السكان سخروا من الالمان المصابين عندما اضطروا للركوب في حافلة عامة للذهاب الى المستشفى لعدم وجود سوى سيارة اسعاف واحدة في موقع الانفجار. وقال «أخيرا جاءت سيارة اسعاف الا انها لم تستوعب كل المصابين... الذين كانوا قادرين على السير مشوا بالكاد الى الحافلة. وحين نزلنا كان هؤلاء الاغبياء يسخرون منا». وتابع اسبر: «كانت قوة الانفجار هائلة حتى انني لم اتمكن من التشبث بيد ابني واطيح بي على الارض. «شاهدت كرة من اللهب... احاطت بوجه ابني واحرقت ذراعيه وظهره». وذكر ان ابنه يرقد في حالة غيبوبة. وقال «كان الناس منبطحين على ظهورهم وقد التوت اذرعهم وارجلهم.. وكان هناك رجل اصيب بحروق بالغة ولم يبق شيء من ملابسه سوى حزام جلدي. وامرأة احترقت ملابسها ولم تتبق الا ملابسها الداخلية وكانت تبحث عن حقيبتها.. وتوفيت في ما بعد». واصيب اسبر الذي كان يقضي عطلة مع زوجته وابنه بحروق وتلقى العلاج في المستشفى. ولم تذكر صحيفة «بيلد» شيئا عن زوجته. ويزور نحو مليون سائح الماني تونس كل عام. وتجتذب جزيرة جربة نحو ثلث السياح الذين يزورون تونس كل عام ويبلغ عددهم خمسة ملايين سائح. كما ان تونس هي ثاني اكبر دولة تجتذب السياح في القارة الافريقية بعد جنوب افريقيا.