نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي يدعو يهود فرنسا إلى «حزم حقائبهم»

TT

القدس المحتلة ـ ا.ف.ب: دعا نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي يشائي امس يهود فرنسا الى «حزم حقائبهم» والهجرة الى اسرائيل اثر الفوز الذي حققه زعيم الجبهة الوطنية اليميني المتطرف جان ماري لوبن في الدورة الاولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية اول من امس. وجاء في بيان لحزب شاس اليميني المتطرف (سفارديم) الذي يترأسه ان «نائب رئيس الوزراء وزير (الداخلية) ايلي يشائي تحادث مطولا هذا الصباح مع مسؤولي الطائفة اليهودية في فرنسا وناشدهم حزم حقائبهم والهجرة الى اسرائيل». وهذا اول رد فعل رسمي اسرائيلي على فوز لوبن في الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية.

وخلص البيان الى القول «ان الوزير عبر عن قلقه ازاء النتائج الذي احرزها لوبن واكد ان يهود اوروبا بوجه العموم ويهود فرنسا بوجه الخصوص لا يمكنهم البقاء غير مبالين امام تزايد الهجمات المعادية للسامية الى حد كبير ضد المؤسسات اليهودية، في حين تبدي السلطات الفرنسية تساهلا ازاء هذه الظواهر الخطرة». ويحظى حزب شاس المشارك في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة ارييل شارون بـ17 مقعدا في الكنيست الذي يعد 120 مقعدا في الاجمال.

كما اثار فوز لوبن ارتباكاً في الاوساط السياسية والاعلامية في اسرائيل. وقال مسؤول سياسي طلب عدم كشف هويته «انها مفاجأة لم نكن نتوقعها ابدا». واضاف لوكالة الصحافة الفرنسية «لكن اليسار المتطرف الذي حقق ايضا ارقاما مهمة في هذه الانتخابات يشكل خطرا اكبر على اسرائيل لان اكثر الانتقادات حدة لاسرائيل تأتي منه». واضاف ان «الشعور بعدم الامان والقلق لدى الجالية اليهودية في فرنسا لا يمكن الا ان يتعزز بعد الحملة الاخيرة المناهضة لليهود التي ضربت فرنسا في اطار الانتفاضة». واشار الى ان ذلك «سيثير لدى اليهود الفرنسيين رغبة اكبر في الاستقرار في اسرائيل».

وقال مسؤول آخر طلب عدم كشف هويته «ننظر بقلق الى تنامي الاحزاب التي تتسم بنزعة عنصرية او تميل الى كره الاجانب ونأمل في حالة فرنسا، ان يكون الامر مجرد حادث صغير».

من جهته قال سفير اسرائيل السابق لدى فرنسا عوفاديا سوفير ان «الصدمة كبيرة جدا والفرنسيين بتجمعهم في الدور الثاني حول جاك شيراك سيتمكنون من تجنب الاسوأ». واضاف سوفير انه «سيكون على السلطة الجديدة اولا العمل على تسوية قضايا فقدان الامان وخصوصا الحوادث المعادية لليهود التي ولدت جو الخوف الذي استفاد منه لوبن».

اما وسائل الاعلام الاسرائيلية فعبرت عن صدمتها ووصف بعضها لوبن بانه «عنصري ومعاد لليهود». فقد اعتبرت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان لوبن «فاشي جديد وعنصري ومعاد لليهود ويكره الاجانب». وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» المستقلة ان «واحدا من كل ستة فرنسيين صوت لزعيم اليمين المتطرف الذي وصف محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية بانها (حادث هامشي)». وفي تعليق، قالت «يديعوت احرونوت» ان «لوبن رجل لا تثير فيه غرف الغاز اي مشاعر»، في اشارة الى تصريح ادلى به زعيم اليمين المتطرف منذ سنوات وقال فيه ان غرف الغاز التي استخدمها النازيون ضد اليهود «تفصيل في تاريخ الحرب العالمية الثانية». من جانبها، كتبت «معاريف» في افتتاحيتها ان «الفاشية تطل برأسها مجددا»، متسائلة «الى اين سيقود هذا العار فرنسا؟».