الوفود العربية تقاطع كلمة الوفد الإسرائيلي في المؤتمر الأوروبي ـ المتوسطي في فالنسيا

TT

وقع امس الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع رئيس الوزراء الاسباني خوزيه ماريا اثنار اتفاق الشراكة بين بلاده والاتحاد الاوروبي، وذلك في حفل رسمي اقيم في مدينة فالنسيا الاسبانية، حيث بدأ مؤتمر وزراء خارجية الدول الاوروبية والمتوسطية الخامس أعماله امس. ودخول الجزائر الاسرة الاوروبية ـ المتوسطية منفردة تم في وقت كانت اسبانيا، رئيسة الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية، تأمل في ان يخطو لبنان الخطوة ذاتها في فالنسيا خصوصاً ان بيروت وقعت الاتفاق بأحرفه الاولى في يناير (كانون الثاني) الماضي. بيد ان لبنان قاطع المؤتمر، الامر الذي سيبقي تعاطيه وليبيا وسورية مع الاتحاد الاوروبي على اساس اتفاقيات التعاون القديمة، خلافاً للدول العربية المتوسطية الاخرى.

والجدير بالذكر ان الجزائر انهت مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي حول اتفاقية الشراكة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، بعد جولات عدة طويلة. والاتفاقية الجديدة تُلزم الطرفين باتخاذ الاجراءات اللازمة لتحرير التجارة الثنائية. ويقول الاتحاد الاوروبي ان تحول الجزائر شريكة له سينعكس بصورة ايجابية على اقتصادها، كما سيفيد من المناخ الجديد المستثمر والمستهلك معاً. ويشار الى ان اتفاق الشراكة ينص على الغاء تدريجي للرسوم الجمركية المفروضة على البضائع الاوروبية المستوردة، على امتداد 12 عاماً. ومن جهتها، قررت دول الاتحاد الاوروبي ان تحرر معظم المنتجات الجزائرية على الفور من الرسوم الجمركية.

وأوضحت الخارجية الاسبانية ان المناقشات التي شهدها اليوم الاول اتسمت بالصراحة، كما اشتملت على تبادل آراء بناءة حول الانجازات التي تحققت والتقصير الذي حصل حتى الآن. وفيما لا يزال الوقت مبكراً للحديث عن موقف المؤتمرين حيال قضية الشرق الاوسط التي تحتل موقع الصدارة بين الموضوعات المطروحة سواء في الجلسات او في الاجتماعات الثنائية، فان مدريد رجحت ان الشركاء سيجددون «تأييدهم لحل يتم التفاوض عليه بين الفلسطينيين والاسرائيليين» لانهاء النزاع الحالي.

الى ذلك، اكدت مصادر عربية حضرت اجتماعا تنسيقيا لوزراء خارجية الدول العربية المشاركين في المؤتمر لـ«الشرق الأوسط» ان الوزراء العرب اتفقوا على مقاطعة كلمة الوفد الاسرائيلي في المؤتمر والتي كان مقررا ان يلقيها وزير الخارجية الاسرائيلي. من جهته اعلن شيمعون بيريس انه سيتأخر عن حضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، لأسباب وصفها بـ«التقنية» وكلف رئاسة الوفد الاسرائيلي في جلسة الافتتاح الى حين التحاقه به في وقت متأخر من الليلة الماضية، كما اضطر بيريس لالغاء مؤتمر صحافي كان مقررا ان يعقده اليوم.

واتفق وزراء خارجية الدول العربية على موقف المقاطعة خلال اجتماع تنسيقي عقد امس قبيل افتتاح المؤتمر الاوروبي ـ المتوسطي ترأسه الحبيب بن يحيى وزير الخارجية التونسي، كما اتفقوا على تركيز جهودهم واتصالاتهم خلال المؤتمر على تدعيم الدور والموقف الاوروبي في الشرق الاوسط.

وقال احمد ماهر وزير الخارجية المصري في تصريحات للصحافيين «ان الوفود العربية المشاركة في المؤتمر جاءت الى اسبانيا لدعم الحوار العربي ـ الاوروبي وليس للجلوس مع الاسرائيليين الذين يواصلون عدوانهم على الشعب الفلسطيني وقيادته».

ويخصص المؤتمر حيزا مهما من اعماله لأوضاع الشرق الاوسط. وقالت مصادر اوروبية ان الجانب الاوروبي وبعد ان تعذر عليه جمع العرب والاسرائيليين على طاولة واحدة توخى ان يعقد صباح اليوم لقاءين منفصلين بين الترويكا الاوروبية والجانب العربي من جهة، وبينها وبين الجانب الاسرائيلي من جهة ثانية.

وفي هذا الاطار، نُسب الى وزير الخارجية الاسباني جوزيب بيكيه قوله قبيل بدء الجلسة الاولى «من المحتم ان الوضع في الشرق الاوسط سيلقي بظلاله على الاجتماع». واضاف «بيد اننا سنبذل الجهد (اللازم) لاعادة اطلاق عملية برشلونة (التي تمخض عنها الاعلان التاريخي) برمتها، بجوانبها السياسية والأمنية، والمالية والاقتصادية اضافة الى النواحي الثقافية».