يهود أميركيون يحددون مطلع مايو يوم محاربة الصحف المؤيدة للفلسطينيين

TT

بادرت مجموعة من النشطاء السياسيين اليهود في مدينة بوسطن بولاية ماساشوستش بحملة شعبية واسعة، للتأثير على الصحف والصحافيين لمنعهم من اتخاذ مواقف حيادية من الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني تحت عنوان «مكافحة التحيز لصالح الفلسطينيين».

واعلنت هذه المجموعة مطلع مايو (ايار) المقبل (الأربعاء المقبل) يوما أميركيا فيدراليا لمحاربة هولاء الصحافيين، وسيتم فيه التركيز على مقاطعة صحيفة «نيويورك تايمز» بالذات لكونها تشهد «تحولا خطيرا لصالح الفلسطينيين». وينوون دفع المشتركين في الصحيفة الى الاتصال بادارتها في هذا اليوم والاعلان عن قطع الاشتراك فيها الى الابد او لمدة شهر واحد على الاقل. ويقولون انهم يطمحون للوصول الى 100 الف اتصال كهذا، «حتى ترتدع الصحيفة وتدرك خطورة افعالها».

ويأتي نشاط هؤلاء اليهود ضمن حملة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة للترويج للموقف الاسرائيلي الرسمي. وهو ليس بعيدا عن التنسيق مع ممثلين رسميين لحكومة ارييل شارون وحزبه. وفي اطاره يرصدون وسائل الاعلام الأميركية كلها، ويسجلون كل جملة تقال ضد اسرائيل وممارساتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وقيادته، ويقومون بجمعها في موقع خاص في الانترنت ويرسلونها الى ملايين المواقع تحت عنوان: «اقوال تخدم الارهاب». ويدعون قراءهم الى «عمل شيء سلمي ضد اصحاب تلك الاقوال ووسائل الاعلام التي تنشرها». ويطلبون «ولو رسالة احتجاج واحدة». وينشرون نصا موحدا لهذا الاحتجاج لكي لا يشعر القارئ انه يحتاج الى بذل جهد كبير حتى يعبر عن احتجاجه ـ «فما عليك الا ان تضغط هنا، حتى تصل رسالتك الى عنوانها».

واكدوا ان نشاطهم هذا يحظى بدعم واسع من منظمات يهودية وغير يهودية، ومن شخصيات سياسية بارزة في اسرائيل والولايات المتحدة ومن مدارس ورجال دين.

وفي شيكاغو قال دون ويسكليف الصحافي بجريدة «شيكاغو تريبيون» «انهم ينتقدون كل ما نفعله حتى ما يتعلق بأدق التفاصيل». واكد ان اغلب الاحتجاجات التي ترد الى الصحف تعبر عن وجهة نظر مؤيدة لاسرائيل وتصل الى ما يقرب من عشرين رسالة بريد الكتروني يوميا ينتقد اصحابها على سبيل المثال طول بعض المقالات او مقالا معينا نظرا لانه برأيهم قدر عدد المشاركين في مظاهرة مؤيدة لاسرائىل بصورة اقل من الحقيقة. وامتدت في شيكاغو تلك الحملة الى المعابد اليهودية حيث دعا الحاخامات اليهود الى الاستغناء عن صحيفة «شيكاغو تريبيون».

وقرر الف قارئ في مدينة لوس انجليس، وقف اشتراكهم في جريدة «لوس انجليس تايمز» للاحتجاج على ما اعتبروه موقف الجريدة المنحاز للفلسطينيين،وصرح للصحيفة ذاتها الاسبوع الماضي طبيب يهودي يدعى جو انغلانوف ويعمل بمستشفى في لوس انجليس ان هذا الموقف الغاضب على وسائل الاعلام ناجم عن حملة نظمت عبر البريد الالكتروني ونجحت في تعبئة آلاف الاشخاص.

اما في مينيابوليس بولاية مينيسوتا الشمالية فقد انتقد انصار لاسرائيل جريدة «ستار تريبيون» على صفحات الجريدة نفسها لعدم وصفها مطلع الشهر الجاري مرتكبي العمليات الانتحارية بالارهابيين. وقالت مجموعة تدعى «اهالي مينيسوتا المناهضين للارهاب» في بيان ان «الارهابيين هم الارهابيون سواء كان ضحاياهم يهودا في اسرائيل او أميركيين في مبنى برج التجارة العالمي».

وتمكنت هذه المجموعة من الحصول على دعم شخصيات سياسية ذات ثقل من بينها ثلاثة من نواب الكونغرس بالاضافة الى حاكم الولاية جيسي فنتورا حيث وقعوا على البيان. غير ان صحافيي جريدة «ستار تريبيون» اوضحوا انهم يفضلون ان يتركوا القراء يعبرون عن وجهات نظرهم من دون اللجوء الى تعبيرات تحمل احكاما مسبقة مثل «رجل مسلح» او «انفصالي» او «متمرد».

وقال في المقابل المتحدث باسم الجريدة بن تايلور انه «ليس من عمل الصحافي الجالس في مينيابوليس ان يقوم بتغيير ما جاء في برقيات وتقارير وكالات الانباء الواردة من رام الله او من القدس».

واعتادت من جهتها محطة الاذاعة المحلية «ان. بي.آر» على تلقي الانتقادات ازاء تغطيتها للاحداث في الشرق الأوسط خصوصا من مجموعة يهودية تدعى «كاميرا» او «لجنة تحري الدقة في تغطية الاحداث الجارية في الشرق الأوسط».

غير ان مسؤول هذه المجموعة جيفري دفوركين اكد انه و60 عضوا آخرين بالمنظمة منتشرين عبر البلاد «لم يروا ابدا وضعا مماثلا لما يشاهدونه الآن» في اشارة الى ما يعتبرونه من جانبهم انحيازا كبيرا في التغطية الصحافية لصالح الفلسطينيين.

واقر في الوقت نفسه بأن «هناك ضغوطا مكثفة من الجانبين للتأكد من ان آراءهم مسموعة ايضا وبقوة». واشار دفوركين الى انه تلقى شخصيا ما يقرب من 10 آلاف رسالة الكترونية خلال ثلاثة اسابيع غالبيتها من المتعاطفين مع الفلسطينيين.

ورأى جيمس زغبي رئيس المعهد العربي ـ الأميركي في واشنطن ان اللوبي اليهودي الأميركي «انتقل الى مرحلة الهجوم» على وسائل الاعلام وهو ما لا يقره ابراهام فوكسمان مدير الرابطة المعادية للتشهير، وهي مجموعة يهودية مناهضة لمظاهر العداء ضد السامية في نيويورك، واعتبر فوكسمان ان الاحتجاجات على وسائل الاعلام الأميركية «تلقائية لا سيما ان الطرفين غاضبان وساخطان لانه ليس بامكانهما عمل شيء لتغيير الوضع على الارض».