قوات الاحتلال تعتقل الصبية الذين خرجوا من كنيسة المهد للتحقيق معهم وتمنع الصحافيين من تصويرهم

حنا ناصر لـ«الشرق الأوسط»: سنواصل التفاوض حتى نحل مشكلة كنيسة المهد

TT

«لن تتوقف المفاوضات بشأن المحاصرين في كنيسة المهد حتى نجد حلا لهذه المشكلة» هذا ما قاله لـ «الشرق الاوسط» امس رئيس اللجنة التفاوضية الفلسطينية الدكتور حنا ناصر. واضاف ناصر وهو ايضا رئيس بلدية بيت لحم «ان المفاوضات حققت بعض التقدم واحرزت بعض النتائج مثل السماح باخراج جثتي شهيدين وعدد من الجرحى اضافة الى بعض الصبية. ولكن تبقى المشكلة تتركز حول المقاتلين الذين تصر اسرائيل على تسليمهم اليها لتقديمهم الى المحاكمة».

ونفى ناصر ما تردده الدعاية الاسرائيلية حول ارغام المسلحين الفلسطينيين المدنيين على البقاء في الكنيسة ضد اراداتهم. وقال ان خروج 9 من الشباب او بالاحرى 7 شباب تتراوح اعمارهم ما بين 19 سنة و14 سنة واثنين في العاشرة، اضافة الى راهبين من الفرانسيسكان دليل واضح على كذب اداعاءات الاسرائيليين.

ويحاصر الجيش الاسرائيلي تعززه الدبابات منذ الثاني من ابريل (نيسان) الماضي، ما لا يقل 200 فلسطيني من بينهم فقط حوالي 40 من رجال الشرطة الفلسطينية، لجأوا الى كنيسة المهد وحوالي 32 راهبا وثلاث راهبات رفضوا مغادرة الكنيسة.

وتزعم سلطات الاحتلال بان عددا من المطلوبين امنيا (من الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية المختلفة من بين المسلحين المحاصرين) وتطالب بتسليم انفسهم اليهم لتقديمهم للمحاكمة امام محاكمها او يقبلون بالنفي الابدي. ويرفض المحاصرون الفلسطينيون وكذلك السلطة الفلسطينية وممثلوها في المفاوضات فكرة الترحيل رفضا قاطعا، كما انها ترفض تسليم اي فلسطيني للمثول امام المحاكم الاسرائيلية. لكن المفاوضين الفلسطينيين ابتدعوا فكرة ارسال المطلوب من المحاصرين الى قطاع غزة وهو ما ترفضه اسرائيل حتى الان، كما قال حنا ناصر، واضاف «لكن المفاوضات لا تزال جارية حول هذا الحل».

وكان المفاوضون من الجانبين قد عقدوا بعد ظهر امس جلسة جديدة من المفاوضات هي الرابعة في غضون 3 ايام في محاولة للتوصل الى حل لمشكلة المحاصرين او مرحليا لحل المشاكل الانسانية مثل السماح بادخال المواد الغذائية والماء والادوية واعادة الكهرباء.

وتعقد اللقاءات كما قال ناصر في مركز السلام وهو عمارة تابعة لبلدية بيت لحم في ساحة المهد المواجهة لكنيسة المهد ويضم وفد التفاوض الفلسطيني الى جانب حنا ناصر كلا من صلاح التعمري عضو المجلس التشريعي وديمتري ابو عيطة عضو المجلس التشريعي ووزير السياحة الذي حل محل الراحل الياس فريج، والمحامي الفرانسيسكاني طوني سلمان وهو احد المحاصرين في الكنيسة الى جانب محافظ بيت لحم، وعماد النتشة ممثل وزارة الشؤون المدنية في بيت لحم. ويمثل الجانب الاسرائيلي 3 ضباط كبار.

واكد استمرار المفاوضات الجنرال رون كيتري احد اعضاء التفاوض الاسرائيلي الذي قال لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان «المفاوضات ستتواصل. ان هناك حاليا رغبة اكبر من الجانب الفلسطيني بالتوصل الى حل». واضاف «ننوي من جهة اخرى السماح بخروج العديد من الاشخاص من الكنيسة وكذلك اخراج جثة او اثنتين لدفنها» بدون اعطاء توضيحات اخرى.

واعرب كيتري عن تفاؤله ازاء امكانيات التوصل الى حل للأزمة وقال «هناك تفاؤل حذر ازاء اقتراب الازمة من نهايتها».

لكن المشكلة الاساسية والاكثر صعوبة تكمن في هي قضية المسلحين الاربعين. فاسرائيل تقول انها تريد التحقيق معهم واعتقال من يثبت انه مطلوب لارتكابه اعمال قتل ضد الاسرائيليين. وتقول اسرائيل ان ثمة خيارين امام من يدانون بقتل اسرائيليين، فاما القبول بالنفي او القبول بالبقاء في السجون الاسرئيلية او النفي الى الخارج دون امل في العودة. وهذان مطلبان ترفضهما السلطة الفلسطينية وكذلك المحاصرون رفضا قاطعا. وتقدم الجانب الفلسطيني باقتراح حل وسط هو ان يخرج المطلوبون الى غزة.

وحول هذا الاقتراح قال ناصر «لم يقل المفاوضون الاسرائيليون لا لهذا الاقتراح حتى الان. وليس هناك شيء نهائي».

وكان اجتماع اول من امس قد انتهى بموافقة اسرائيلية على السماح باخراج جثتين موجودتين في داخل الكنيسة منذ اكثر من اسبوعين وقد تحللتا. وقام بحمل الجثتين بعض الصبية الذين سمح لهم بالخروج. ووضع الصبية، الذين غطوا انوفهم بكمامات بيضاء، الجثتين في وسط ساحة المهد حيث تقدمت سيارة اسعاف فلسطينية ونقلتهما. وحسب مصادر فلسطينية فان الجنود الاسرائيليين قاموا بالقاء القنابل الدخانية لمنع المصورين الصحافيين من التقاط الصور. وبعدها قام الجنود باعتقال الصبية لاخضاعهم للتحقيق.