مفوض الأونروا يبحث في أبوظبي خطط إعادة بناء مخيم جنين

هانسن: لا نعرف ماذا حدث للآلاف من سكان المخيم

TT

يصل الى أبوظبي اليوم بيتر هانسن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في زيارة لدولة الامارات يبحث خلالها سبل إعادة بناء وإصلاح المخيمات الفلسطينية التي دمرت أثناء الاجتياحات الاسرائيلية لهذه المخيمات خلال الانتفاضة الفلسطينية، وكانت دولة الامارات قد تعهدت باعادة بناء مخيم جنين.

وقال هانسن في حديث لوكالة أنباء الامارات قبل وصوله لأبوظبي انه سيجتمع خلال زيارته بالشيخ حمدان بن زايد آل نهيان وزير الدولة للشؤون الخارجية ورئيس جمعية الهلال الاحمر الاماراتي التي سيتولى تمويل بناء مخيم جنين، وأضاف أن دولة الامارات كانت دائما في طليعة الذين يقدمون العون للاجئين الفلسطينيين، مشيراً الى أنها كانت السباقة في الاعلان عن رغبتها في بناء المخيمات الفلسطينية والتعاون مع الاونروا.

وحول الوضع في مخيم جنين قال هانسن ان ما حدث في جنين كان كارثة إنسانية، حيث شرد الالاف من سكان المخيم ودمر تماما اكثر من ثمانمائة منزل وأصيب المئات من المنازل الاخرى بأضرار جسيمة، بالاضافة الى تدمير البنية التحتية للمخيم تدميرا كاملا.

وأكد هانسن أن الاونروا، حتى اللحظة، لا تعرف ماذا حصل للالاف من سكان المخيم والى أين توجهوا ولا تعرف بالضبط إذا ما كانت جثث بعض سكان المخيم الذين قتلوا في الهجوم الاسرائيلي لا تزال تحت الانقاض، أم أنها نقلت الى أماكن أخرى، مشيرا الى أن جميع هذه القضايا يجب ان تجيب عليها لجنة التحقيق التي شكلها الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان بأسرع وقت ممكن.

وأضاف أن الاونروا بذلت وما زالت تبذل جميع المساعي لتقديم المساعدات لسكان المخيم، منوها أن الايام الاولى التي تلت اقتحام المخيم لم تسمح فيها القوات الاسرائيلية لاطقم الاونروا وقوافلها بدخول المخيم، مما ساهم الى حد كبير بتدهور الحالة الانسانية للمدنيين الفلسطينيين.

وأكد هانسن أن ميثاق جنيف والقانون الدولي يوفر حماية كاملة للمدنيين خلال الحرب، وأن الامر ينطبق على المدنيين الفلسطينيين في المخيمات والذين كانوا الفئة الاكثر تضررا من الاقتحام الاسرائيلي للمخيمات الفلسطينية خلال الانتفاضة الحالية.

وحول الانباء التي تناولتها الصحف العبرية حول نية الحكومة الاسرائيلية تجميد التعاون مع الاونروا أو عدم التعامل معه ومقاطعته، قال هانسن يحرص شخصيا ومثله الاونروا دائما على بناء علاقة تعاون مع الجميع لتسهيل عمل الامم المتحدة والمنظمات الدولية وعلى رأسها الاونروا لخدمة اللاجئين الفلسطينيين والذين يشكلون الفئة الاكثر معاناة بين الفلسطينيين، مؤكدا أن أحدا لا يجب أن يتوقع منه أن يظل هادئا وصامتا عندما تتعرض المخيمات الفلسطينية وطواقم الاونروا ومنشآتها الى الاذى والتدمير.

وحول الوضع المالي للمؤسسة الدولية قال هانسن ان الاونروا في وضع حرج للغاية، فقد وجهت خلال العام الحالي في يناير (كانون الثاني) وقبل الاجتياح الاخير للمخيمات الفلسطينية نداء عاجلا الى المجتمع الدولي للتبرع بمبلغ 117 مليون دولار لاصلاح الاضرار التي تعرضت لها المخيمات الفلسطينية والتمكن من توزيع المواد التموينية والمساعدات لاكثر من 220 الف عائلة لاجئة تعتمد بصورة أساسية في طعامها وشرابها على المنظمة الدولية، اضافة الى الالاف من المصابين والمعاقين نفسيا وجسديا، ولم يكن في الحسبان ما تعرضت له المخيمات الفلسطينية من اجتياح في الايام الاخيرة.

وأضاف أن الاجتياح الاخير زاد الاعباء المالية صعوبة بالنسبة الى الاونروا والتي ستضطر الى تقديم مساعدات الى الالاف من المشردين في الوقت الذي لا تملك فيه القدرة على توفير ذلك.

وقال هانسن ان النداء الاخير لم يلق استجابة حقيقية من المجتمع الدولي، حيث أن الاونروا حصلت فقط على أربعين في المائة من قيمة النداء، مما توجب عليها بذل جهد اكبر للحصول على مصادر تمويل أخرى للقيام بواجبها تجاه اللاجئين الفلسطينيين.