أجهزة الأمن الروسية تعلن مقتل خطاب قائد «المقاتلين العرب» في الشيشان وباساييف ينفي ويعتبرها إشاعة

TT

اكدت اجهزة الامن الروسية امس ان خطاب قائد «المقاتلين العرب» في الشيشان، قتل في مارس (آذار) الماضي كما اوردت وكالة «انترفاكس». وقتل القائد خطاب اثناء عملية للقوات الروسية الفيدرالية في منطقة لم تحدد، كما قالت اجهزة الامن الروسية (اف. اس. بي)، (كي جي بي) سابقا، التي ستنشر «قريبا ادلة» عن مقتله. واذا تأكدت صحة المعلومات التي اوردتها «انترفاكس» نقلا عن اجهزة الامن الروسية، فسيكون خطاب ثاني زعيم حرب بارز يقتل على ايدي الروس في الشيشان بعد عربي باراييف، منذ دخول القوات الروسية الى جمهورية الشيشان في اكتوبر (تشرين الاول) .1999 وخاض القائد خطاب الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاما، العديد من العمليات العسكرية وحرب العصابات ضد الروس منذ خمس عشرة سنة. وقاتل خصوصا ضد الجيش السوفياتي في افغانستان (1979 ـ 1989). ويرتبط خطاب بعلاقات واسعة مع تنظيم «الافغان العرب» الذين حاربوا تحت امرته في القوقاز والشيشان. ثم قاتل بعد ذلك الى جانب المعارضة الاسلامية اثناء الحرب الاهلية في تاجيكستان (1992 ـ 1997) وساند المسلمين الاذربيجانيين اثناء النزاع في ناغورني قره باخ (1988 ـ 1994) بحسب الصحافة الروسية. ووصل خطاب الى الشيشان ابان النزاع الاول (1994 ـ 1996) وقاد في اغسطس (آب) 1999 مع زعيم الحرب شامل باساييف عمليات توغل مسلحة في جمهورية داغستان الروسية المجاورة للشيشان بهدف اقامة دولة اسلامية فيها. واستبعدت مصادر الاصوليين في لندن مقتل القائد خطاب، وقالت اذا كان قائد «الافغان العرب» في القوقاز قتل، فلماذا تكتموا على موته لاكثر من شهر؟ واضافت المصادر ان المسألة هى محاولة مستميتة لرفع معنويات الجنود الروس، الذين تلقوا هزائم بالغة في الشيشان خلال الاسابيع الماضية. والى ذلك نفى شامل بساييف قائد «مجلس الشورى العسكري بالشيشان» ما تناقلته وسائل الإعلام الروسية من نبأ مقتل خطاب، وقال في بيان بثه موقع «واسلاماه نت» على الانترنت امس: «لقد تناقلت وسائل الإعلام الروسية خلال اليومين الماضيين نبأ مقتل القائد خطّاب ونحن نؤكد لإخواننا المسلمين في كل مكان أن المسؤول العسكري خطّاب بخير وعافية ولم يصب بأي أذى». واضاف «ان هذه الإشاعة تدل على مدى الفشل الذي وصلت إليه القوات الروسية في الشيشان، فمعلوم أن مصدر الأخبار التي ينشرها الإعلام الروسي هو الجيش الروسي الذي لم يسمح إلى الآن بدخول الصحافيين إلى الشيشان فالإعلام الروسي ينقل بالنسبة للشيشان ما يمليه عليه الجيش الروسي فقط». وافاد ان «بقية القادة ولله الحمد بخير وعافية وهم يعملون ليل نهار في ترتيب العمليات ضد القوات الروسية وخصوصاً مع اقتراب فصل الصيف». ومن جهته قال الكولونيل عمر سيجابوف الذي شغل منصب نائب رئيس الحرس الجمهوري لدى الرئيس اصلان مسخادوف في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط» انه يعتقد ان اخبار قتل خطاب مسألة لا تتعدى حرب الشائعات في الشيشان، ورفض التعليق على عدد «المقاتلين العرب» في الشيشان. وقال المتحدث باسم الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف ان حجج الطرف الروسي التي تستند خصوصا الى غياب اي اتصال هاتفي لخطاب «هي مجرد اختلاق». وشكك رئيس الادارة الشيشانية الموالية للروس احمد قادروف من جهته بالتأكيدات الروسية، وقال انه سيصدق مقتل خطاب عندما يرى جثته بنفسه كما اوردت «انترفاكس». وقد اعلنت القوات الروسية مرارا انها اصابت القائد خطاب قبل ان يتم نفي الامر. وفي منتصف ابريل (نيسان) اكد مسؤول في اجهزة الامن شارك في العملية لوكالة «انترفاكس» طالبا عدم ذكر اسمه ان مقتل خطاب «مرجح كثيرا» اذ ان قائد «المقاتلين الاجانب» انقطعت اخباره منذ شهرين في حين ان مقاتليه مشتتون تماما. وعلى الصعيد الميداني، اكدت القوات الفيدرالية امس انها قتلت ستة انفصاليين بينهم ثلاثة مرتزقة من العرب خلال عملية في غرب الشيشان على الحدود مع انغوشيا. وافادت وكالات الانباء الروسية ان جنديين روسيين ومدنيين شيشانيين اثنين قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة.