«الشرق الأوسط» تنشر الرسالة الجزائرية الرافضة لمشروع القرار الأميركي لحل نزاع الصحراء الغربية

الملك محمد السادس التقى أنان وبحث معه مبادرته ايفاد قوات دولية إلى الشرق الأوسط

TT

اجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس امس مباحثات على انفراد مع كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة، تلتها مأدبة غداء اقامها أنان في منزله على شرف ملك المغرب.

وقالت مصادر مقربة من الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك ان مباحثات الملك محمد السادس مع أنان تناولت الأوضاع في الشرق الأوسط، ومبادرة الأمين العام لايفاد القوات الدولية الى المنطقة، وكذلك فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام.

وأضافت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» ان المباحثات تناولت ايضاً موضوع الارهاب ودور المجموعة الدولية في محاربته وفق قرارات منظمة الأمم المتحدة.

وامتنعت المصادر عن تأكيد او نفي ما اذا كان العاهل المغربي والأمين العام للأمم المتحدة قد تباحثا في موضوع النزاع في الصحراء الغربية، الذي سيعرض من جديد على مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري. وكان العاهل المغربي أكد بقوة في لقاءاته مع الرئيس الأميركي جورج بوش، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع وكولن باول وزير الخارجية على الموقف المغربي المتشبث بوحدته الترابية، مما يعني ان المغرب لا ولن يقبل، مهما كانت الظروف بخيار التقسيم الذي عرضته الجزائر. وبنفس «الحدة والوضوح» تحدث العاهل المغربي الى الأمين العام للأمم المتحدة.

وكانت البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة قد وزعت في 23 الجاري مشروع توصية تتبنى فيه الاتفاق الاطار (حكم ذاتي في اطار السيادة المغربية)، مع ادخال تعديلات عليه كان جيمس بيكر المبعوث الشخصي للأمين العام الى الصحراء الغربية، قد وعد بها مجلس الأمن في حالة مصادقة المجلس على هذا الخيار.

وفي السياق نفسه، رفضت الجزائر في رسالة بعث بها السفير عبد الله باعلي مندوبها الدائم في الأمم المتحدة الى سيرجي لافروف رئيس مجلس الأمن، وسفير روسيا لدى الأمم المتحدة، مشرع التوصية الأميركية.

وجاء في الرسالة التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، والمؤرخة بتاريخ 24 ابريل الجاري ما يلي:

1 ـ ان التناول الوارد في مشروع التوصية التي طرحتها بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة على مجموعة اصدقاء ملف الصحراء الغربية مرفوض وغير مقبول على الاطلاق للأسباب التالية:

ـ المشروع يتجاهل عن قصد نظرة الغالبية الساحقة المعبر عنها في مناقشات مجلس الأمن لدعم مخطط التسوية، والخيار الأول الوارد في تقرير الأمين العام يوم 19 فبراير (شباط) الماضي، بالاضافة الى ذلك فان المشروع يزعم عن خطأ ان مخطط التسوية غير قابل للتطبيق.

ـ يتجاهل المشروع عن قصد الاهتمام الذي عبرت عنه عدة بعثات ازاء الاختيار الثالث (خيار تقسيم الصحراء) الوارد في نفس التقرير.

ـ يتجه المشروع بطريقة مغرضة لتزكية الاختيار الثاني (الاتفاق الاطار ـ حكم ذاتي تحت السيادة المغربية) الذي دعمته أقلية من أعضاء مجلس الأمن.

ـ يتجاهل المشروع عن تعمد المواقف والخيارات التي طرحتها الجزائر وجبهة البوليساريو، خاصة رفضهما القوي والمطلق للخيار الثاني الوارد في تقرير الأمين العام.

2 ـ ان مشرع التوصية تم تحريره في غموض تام، دون استشارة الأعضاء الآخرين لمجلس الأمن، ومع الأطراف، في وقت كانت المحادثات فيه قد انتهت دون التوصل الى اجماع ما حول خيار من الخيارات الأربعة الواردة في تقرير الأمين العام.

3 ـ ان مشروع التوصية الذي تم تبليغه في ساعة متأخرة يعتبر نصا مهما يشتمل على عناصر تقوم حول تباين في وجهات النظر التي لا يمكنها بطبيعة الحال ان تحشد دعم كافة اعضاء مجلس الأمن بل وحتى غالبية أعضاء المجلس.

4 ـ ان الجزائر تلح على ضرورة الحفاظ على وحدة مجلس الأمن وتناغمه وترفض ان يفرض المجلس أي حل على الأطراف.

5 ـ يبدو واضحاً ان هناك حاجة لأعضاء مجلس الأمن ليتابعوا بنشاط المحادثات حول الخيارات الأربعة بهدف التوصل الى قرار يحظى بالاجماع.

6 ـ اعتباراً لكل ما سبق فان موقف الجزائر، هو ان مجلس الأمن يجب ان تتحدد مهمته في المصادقة على مشروع توصية تمدد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) الى 31 يوليو (تموز) 2002 لتعطي الفرصة للمجلس لمتابعة واستكمال مناقشاته للخيارات الأربعة، وان الجزائر منفتحة فيما يتعلق بمدة تمديد مهمة «مينورسو».

واعتبر المراقبون في نيويورك الرسالة الجزائرية بمثابة مواجهة جديدة فتحت بين الجزائر ومجلس الأمن من جهة، وبينها وبين الولايات المتحدة من جهة ثانية، ومع جيمس بيكر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة.

وكان العاهل المغربي استقبل مساء الثلاثاء الماضي في واشنطن وفدا من المنظمات المسلمة والعربية الاميركية بينهم نهاد عوض مدير مجلس العلاقات الاسلامية الأميركية (كير). وحسب «كير» فان عوض استعرض مع العاهل المغربي المستجدات على الساحة المسلمة الأميركية، كما شكره على دور المغرب حكومة وشعبا في مساندة القضية الفلسطينية، وخاصة على المسيرة المليونية التي نظمها المغرب مساندة للشعب الفلسطيني. وقد اقترح عوض على العاهل المغربي خلال اللقاء أن يقوم المغرب برعاية ملتقى لحوار الحضارات يشارك فيه عدد من القيادات الفكرية والسياسية الأميركية وقادة مسلمون أميركيون وقيادات فكرية وسياسية مسلمة عربية، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر بين قادة الفكر والسياسة الاميركيين ونظرائهم في العالمين العربي والإسلامي. الى ذلك اقترحت روسيا تعديلاً على مشروع القرار الأميركي هو عبارة عن مزيج من «الاتفاق الاطار» الذي يقضي بمنح حكم ذاتي لسكان الصحراء ضمن السيادة المغربية ومن مقترح تقسيم الصحراء. وقد نص الاقتراح الروسي في مشروع القرار الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه على ان «المجلس يدعو الأمين العام من خلال مبعوثه الخاص جيمس بيكر ان يقدم الى الطرفين (الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو) نسخة معدلة من «الاتفاق الاطار» وتفاصيل عن اقتراح امكانية تقسيم الأراضي». ويدعو مشروع القرار ايضاً الى عقد جولتين من المحادثات المباشرة بين الطرفين.