مزرعة الرئيس الاميركي جورج بوش التي جرت فيها امس المحادثات المهمة بين ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الاميركي جورج بوش، تقع في بلدة كروفورد على بعد 30 كم غرب مدينة واكو، في الشمال الشرقي من ولاية تكساس، وهي منطقة نائية الى حد ما عن ضجيج المدن وصخبها، حيث اراد المهندس المعماري الذي صمم المزرعة ان تتوفر فيها كل شروط الهدوء والراحة.
مساحة المزرعة 1500 فدان، وفيها منزلان واحد كبير والاخر صغير، وبحيرة صناعية مساحتها 9 فدادين يمارس فيها الرئيس بوش هواية صيد السمك عندما يقضي عطلة الاسبوع في مزرعته، التي يبدو انه يفضلها على البيت الابيض. اذ لا يترك فرصة الا ويستغلها للعودة الى المزرعة التي توفر له الهدوء وفرصة ممارسة الرياضات التي يحبها، واولها صيد السمك.
وتحوي المزرعة تضاريس طبيعية عدة، تجمع بين المرتفعات والسهول والجداول والوديان الصغيرة التي تصب في نهر «ميدل باسك» الذي ينتهي في خليج المكسيك. وبعدما اشترى بوش المزرعة عندما كان حاكما لولاية تكساس، نالت المنطقة التي تقع فيها شهرة واقبالا على الشراء فيها، لكنه ومنذ اصبح رئيسا للولايات المتحدة احتلت المنطقة مركز الصدارة والاهتمام بالنسبة لاسعار العقارات، واخذ الناس يقبلون على شراء الاراضي بالقرب منها. وقالت احدى سماسرة بيع العقارات، انه وفي اليوم الثاني على فوز الرئيس بالرئاسة تلقت العديد من المكالمات الهاتفية التي يطلب فيها الناس شراء قطع ارض بالقرب من المزرعة.
وقال احد خبراء العقارات في المنطقة انه يتوقع ان يحدث لبلدة كروفورد ما حدث لبلدة بلينز في ولاية جورجيا، عندما فاز الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر بالرئاسة عام 76، وقال الخبير العقاري: لكن المستقبل الموعود لبلدة بلينز لم يتحقق لجهة ازدهارها ونموها، بسبب سقوط كارتر في الانتخابات للفوز بالرئاسة مرة ثانية.
وعندما فاز الرئيس بوش بالرئاسة، بعد مخاض عسير دعا الصحافيين الى جولة في مزرعته التي كلفته حوالي مليون دولار، وقال للصحافيين: ان هذا هو المكان الوحيد الذي اقدر على المشي فيه ساعتين دون رقابة او مطاردة الصحافيين او حماية رجال الشرطة السريين. كما انه يجد في مزرعته الفرصة للعمل اليدوي، حيث يقوم بقطع الاشجار وتصميم بعض المناطق حسب ذوقه وقيادة سيارته ذات الدفع الرباعي في مرتفعات المزرعة ووهادها. ويقوم ايضا بزراعة انواع جديدة من الاشجار اضافة الى حوالي 17 نوعا من الاشجار الموجودة في المزرعة.
وقال الرئيس بوش للصحافيين ممازحا ان المزرعة توفر له الجو الهادئ ليفكر بهدوء في هموم ومشاكل بلاده وميزانيتها.
بدأ الرئيس بوش التفكير في شراء المزرعة في شهر اغسطس (آب) عام 1999 عندما كان يخوض معركة الانتخابات للفوز بحاكمية تكساس من جديد، واتم الشراء في نهاية العام 99 في وقت تزامن مع فوزه بحاكمية الولاية.
وقال المهندس المعماري ديفيد هايمن الذي صمم المزرعة انه اصيب بالدهشة عندما اتصل به بوش وابلغه انه يريد منه تصميم المزرعة بعد اتمام شراء الارض، واصبح هايمن اكثر المقربين الى الرئيس وعائلته.
اقرب مدينة الى بلدة كروفورد هي مدينة واكو التي باتت مركزا للصحافيين ورجال الاعمال الذين يقومون بتغطية النشاطات والاجتماعات الرسمية للرئيس بوش وقادة وزعماء الدول الذين يستضيفهم فيها. وتبعد كروفورد عن واكو حوالي نصف ساعة بالسيارة.