تحذير جديد من هجمات إرهابية في أميركا بناء على معلومات من «أبو زبيدة» وسط شكوك حول الدوافع وراء «تعاون» قيادي «القاعدة» مع المحققين

TT

طلب مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي «اف بي آي» من فروعه في انحاء الولايات المتحدة التحسب لهجمات ارهابية محتملة من عناصر تنظيم «القاعدة» قد تستهدف محلات السوبرماركت ومجمعات التسوق ومؤسسات مصرفية. واللافت في التحذير الجديد انه لم يكن عاما وعزت متحدثة باسم المكتب ذلك الى ان المعلومات بشأن هذه الهجمات لم تكن مفصلة حتى يصدر المكتب تحذرا عاما مثلما فعل في مناسبات اخرى منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي ولكن ورد ان قيادي القاعدة «ابو زبيدة» الذي تحتجزه القوات الاميركية كان مصدر هذه المعلومات. وقالت المتحدثة باسم «اف بي آي» مساء اول من امس «علمنا ان «القاعدة» ربما تعتزم شن هجمات على اهداف مدنية مثل المراكز التجارية والمتاجر الكبرى والمصارف»، مضيفة ان المكتب نقل تلك المعلومات الى فروعه الثلاثاء الماضي. وتابعت المتحدثة ان «افي بي آي» رأى ان المعلومات تستحق ان تكون السلطات المحلية على علم بها الا انها لم تتضمن سوى تفاصيل محدودة لدرجة لا تكفي لاصدار تحذير واسع النطاق لجميع اجهزة تطبيق القانون او للرأي العام. وقالت «ليس لدينا اي شيء محدد. لا توقيت ولا تاريخ ولا طريقة الهجوم». وتابعت «لم يكن الامر يتطلب ابلاغ الرأي العام او اعلان حالة التأهب القصوى بين اجهزة تطبيق القانون... فقط تم ابلاغ المعلومات الى مكاتبنا الاقليمية كي تكون على علم بها مع وحدات مكافحة الارهاب عبر الولايات المتحدة».

واشارت المتحدثة الى ان المعلومات تكشفت من خلال التحقيقات التي يجريها «اف بي آي». واوضحت ان تلك المعلومات مستمدة من نفس مركز المعلومات التي تكشفت الجمعة الماضي عندما اصدرت الحكومة الاميركية تحذيرا بشأن احتمال تعرض المصارف في الولايات الشمالية الشرقية لهجمات ارهابية. وقال المسؤولون ان المعلومات استخلصت في جانب منها من التحقيقات مع «ابو زبيدة» ابرز مسؤولي تنظيم «القاعدة» الذي اعتقلته القوات الباكستانية في شمال غرب باكستان اواخر الشهر الماضي وسلمته للقوات الاميركية. وثمة تساؤلات في هذا السياق حول السبب الذي يدفع «ابو زبيدة»، الذي كان حتى قبل اعتقاله مستعدا للموت في سبيل قضيته، الى تقديم معلومات للاميركيين وكذلك حول الدوافع وراء تسريب الاجهزة الاميركية للمعلومات التي يقدمها قيادي القاعدة لهم في حين كانت في السابق تحيط تحقيقاتها بالسرية المطلقة. تقول مصادر مقربة من التحقيقات ان الاجابات تكمن في صراع سيكولوجي وتكتيكي يدور بين المحققين وبين «ابو زبيدة». وتضيف المصادر ان ما يجري هو مجهود متعدد المستويات يتجاوز ما يدور بين قيادي «القاعدة» ومستجوبيه الى العناصر الارهابية الطليقة والى الدول التي تحارب فيها اميركا الارهاب. ويقر المسؤولون الاميركيون بأن «ابو زبيدة» يقدم لهم معلومات كاذبة وبطريقة تتركهم عاجزين عن التوصل الى الحقيقة لكنهم يقرون ايضا بأنه لا خيار لهم سوى أخذ ما يقوله بمأخذ الجد والتصرف على ضوء ذلك. وقال مسؤول في ادارة الرئيس جورج بوش «عندما تتعامل مع شخص يعرف كل خبايا القاعدة عليك ان تصغي اليه جيدا». واضاف «هل بامكاننا ان نثق فيه؟ الجواب هو: لا. وهل يمكن ان نتجاهل ما يقوله؟ الجواب: بالتأكيد لا». ويخشى المسؤولون من ان يكون «ابو زبيدة» يحاول اثارة حالة من الفوضى والارتباك والفزع في صفوف الاجهزة الامنية الاميركية والاميركيين بشكل عام وقال مسؤول «بامكانك اثارة حالة من الفزع والرعب بدون ان تقوم بأي عمل». وحسب المتحدثة باسم «اف بي آي» فان التحذير الجديد مثله مثل تحذير الجمعة الماضي لا يغير من مستوى التهديدات التي تتحسب لها السلطات الاميركية من اللون الاصفر في المقياس الملون لتصنيف حدة التهديدات الارهابية. ويجيء اللون الاصفر في منتصف المؤشر ويدل على مخاطر هجوم «يعتد بها» ويليه اللون البرتقالي الذي يمكن ان تضطر السلطات عنده لاصدار اوامر للقوات المسلحة بدعم وكالات تطبيق القانون. واشد المستويات خطرا هو اللون الاحمر الذي يحذر من «خطر داهم» من هجوم ارهابي محتمل.

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»