الخارجية الأميركية تقرر تأجيل مؤتمر لخبراء في شؤون العراق بسبب معارضة الكونغرس وإصراره على دور للمؤتمر الوطني العراقي

TT

واشنطن ـ رويترز: أجلت وزارة الخارجية الاميركية عقد مؤتمر لخبراء في شؤون العراق لدراسة مستقبل البلاد بعد الرئيس صدام حسين وذلك بسبب معارضة في الكونغرس لسياسة الوزارة ازاء العراق. وقال مسؤول بوزارة الخارجية انه بدلا من المؤتمر ستستضيف الخارجية الاميركية مجموعات عمل لخبراء عراقيين لاجراء محادثات بشأن موضوعات مثل تنشيط الاقتصاد العراقي واصلاح جهازي الصحة والتعليم. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه «قررنا تأجيل المؤتمر. ونعد مجموعات عمل من الخبراء العراقيين... وسيكون هذا هو المؤتمر». وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد طلبت من الكونغرس اعتماد خمسة ملايين دولار لمعهد الشرق الاوسط، وهو مؤسسة غير حكومية مقرها واشنطن لتنظيم مؤتمر كبير يعقد الشهر المقبل في مكان لم يحدد في اوروبا، لكن مسؤولين قالوا ان أعضاء لم يحددوا أسماءهم في الكونغرس استخدموا سلطتهم في تجميد الاموال لان المؤتمر في ما يبدو سيفضي الى تهميش المؤتمر الوطني العراقي، أكبر حركة معارضة عراقية. وطلب السناتور جيسي هيلمز الجمهوري المحافظ عن نورث كارولاينا من وزارة الخارجية اعطاء المؤتمر الوطني العراقي جميع الاموال المخصصة لمساعدة المعارضة العراقية. وقالت مصادر قريبة من المعارضة العراقية ان مؤيدي المؤتمر الوطني العراقي ساعدوا على احباط خطط وزارة الخارجية الاميركية من خلال نشر تصريحات تنتقد سياسة الرئيس جورج بوش نسبت الى رئيس معهد الشرق الاوسط ومساعد وزير الخارجية الاميركي الاسبق ادوارد ووكر. وبعد ان قال بوش في يناير (كانون الثاني) الماضي ان ايران والعراق وكوريا الشمالية تشكل «محورا للشر»، قال ووكر «لدينا أشياء متباينة تماما هنا. وعندما تصفها بأنها محور واحد فهذا أمر سخيف».

ويمثل قرار تأجيل المؤتمر نجاحا تكتيكيا للمؤتمر الوطني العراقي الذي يؤيد عقد مؤتمر خاص به يضم ضباطا سابقين بالجيش العراقي يخططون للاطاحة بالحكومة العراقية. والادارة الاميركية منقسمة بشدة بشأن قيمة المؤتمر الوطني العراقي. ويرى البعض انه يفتقر للكفاءة ولا قيمة له، فيما يرى آخرون أنه عنصر أساسي في التخطيط لتحقيق هدف الادارة الاميركية المعلن وهو التخلص من صدام حسين. وقال المسؤول بالخارجية الاميركية ان معهد الشرق الاوسط جمع مجموعة صغيرة من العراقيين في التاسع والعاشر من الشهر الحالي لبحث المؤتمر المؤجل لكن المعهد سيكون له على أفضل تقدير دور هامشي في المستقبل. وامتنع مسؤولون في معهد الشرق الاوسط عن مناقشة المؤتمر لكن مصدرا قريبا من المعهد قال «لم يحدد له موعد على الاطلاق وما زال رهن التطوير».

وقال مصدر قريب من المعارضة العراقية ان تأجيل المؤتمر يعكس الصعود الذي قد يكون مؤقتا للمسؤولين الاميركيين الذين لا يثقون باسلوب وزارة الخارجية ازاء العراق ويؤيدون الاستراتيجية العسكرية الاقوى التي يدعو اليها المؤتمر الوطني العراقي منذ فترة طويلة. ويقول المؤتمر الوطني العراقي انه يمكنه القيام بالدور الذي لعبه التحالف الشمالي في افغانستان عام 2001 عندما مكنت حملة القصف الجوي الاميركي التحالف من اطاحة حركة طالبان وابعادها عن السلطة، لكن قوات المؤتمر الوطني العراقي على الارض في الشمال تتألف من مقاتلين أكراد غير راغبين في مهاجمة القوات الحكومية العراقية من دون ضمانات اميركية مؤكدة. والاكراد متشككون في تصميم الولايات المتحدة التي خذلتهم ثلاث مرات على الاقل خلال الاعوام الثلاثين الماضية مما ادى الى تعرضهم لانتقام عراقي كبير. وقال مصدر قريب من المؤتمر الوطني العراقي انه واثق من ان مؤتمر ضباط الجيش سيعقد رغم انه تأخر عدة اسابيع عن الموعد الاصلي. وكان المؤتمر الوطني العراقي يأمل في الاصل انعقاده اوائل الشهر الحالي، لكن محللين قالوا ان الادارة جمدت خططها للاطاحة بصدام بسبب انشغالها بالصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين.