المعارضة السودانية تنتقد وجود قوات أوغندية في الجنوب وتعتبره «منافيا للتقاليد العسكرية وتفريطا في السيادة»

TT

استنكرت المعارضة السودانية قرار الحكومة السودانية السماح بوجود قوات اوغندية في الجنوب، مشيرة الى انه يعد منافيا للتقاليد العسكرية، وتفريطا في السيادة السودانية على ارضها. وانتقد الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس تجمع المعارضة السودانية وأحد قادة الجيش السوداني السابقين، الاسباب التي اعلنتها الحكومة السودانية في رفضها (الاولي) لقرار تمديد الاتفاق السوداني الاوغندي الذي يسمح للقوات الاوغندية ملاحقة معارضيها من قوت جيش الرب داخل الاراضي السودانية، بسبب تصويتها ضد السودان في لجنة حقوق الانسان بجنيف مؤخرا. وقال «كان الاولى ان تقول الحكومة انها راجعت نفسها وعلقت الاتفاق لعدم تماشيه مع التقاليد العسكرية وكونه يعني التفريط في السيادة السودانية على ارضها». واضاف «كان الاجدى ان تقوم القوات السودانية بمهمة طرد قوات جيش الرب بنفسها».

وكشفت مصادر سودانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، ان دخول القوات الاوغندية للاراضي السودانية جاء في المرة الاولى من دون تنسيق مع الحكومة السودانية، وان الخرطوم ظنت في بادئ الامر ان دخول القوات الاوغندية جاء بعد تلقي ضوء اخضر من الولايات المتحدة، وانها جاءت لتساعد قوات الجيش الشعبي التي يقودها العقيد جون قرنق. وقال المصدر ان الحكومة السودانية اضطرت للتعامل مع الامر الواقع باعلان وجود تنسيق مع الجيش الاوغندي، مؤكدا ان القوات الاوغندية لن تخرج من جنوب السودان الا بعد اكمال مهمتها الثانية وهي مساعدة قوات قرنق.

وقال سعيد لـ«الشرق الأوسط» ان «اعلان الحكومة السماح لقوات دولة اخرى بالتصرف في الاراضي السودانية ينتقص من مكانة قواتنا المسلحة السودانية الباسلة التي عرفت على مدى التاريخ بحرصها وجدارتها على حماية الاراضي السودانية». واضاف ان «الحكومة اذا ارادت بالفعل ان تنأى بنفسها عن الدخول في صراعات وحريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها بالفعل فالاجدى ان تقوم قواتها هي بهذا الدور بدلا من السماح لقوات غير سودانية للقيام بذلك». مشيرا الى ان هذه المناطق مأهولة بالسكان وقد يتعرضون للخطر أو الاصابة في معارك ليسوا هم طرفا فيها أو جزء منها، خاصة ان هؤلاء غير معنيين بحماية السكان السودانيين، ونحن كعسكريين نعرف نتائج الحرب على السكان والمدنيين.

وحول الموقف الاوغندي من التصويت ضد السودان في اجتماعات لجنة حقوق الانسان، قال سعيد ان «مواقف الدول تقوم على حسابات متغيرة وتحكمها ظروف معينة ومتحركة، وربما تكون أوغندا قد رأت ما يفرض عليها ان تقف مثل هذا الموقف ولكن في النهاية لكل دولة قرارها ومواقفها والتي لا يمكن ان تحكمها دولة اخرى».

ومن جانبه اعلن فاروق أبو عيسى مساعد رئيس تجمع المعارضة السودانية للشؤون القانونية والدستورية استغرابه للضجة التي تثيرها الحكومة السودانية تجاه موقف أوغندا، وقال أبو عيسى ان الحكومة هي التي فشلت في الاستفادة من الجو المعادي لاميركا والغرب في هذه المرحلة بسبب الاوضاع الراهنة في الاراضي الفلسطينية وموقفها المساند لاسرائيل، كما استفادت دول اخرى من اوضاع حقوق الانسان بها شبيهة بالاوضاع في السودان وعلى رأسها ايران. وقال أبو عيسى ان هناك دولا كانت اللجنة تصدر القرارات بادانتها باربعين صوتا واكثر ولم يتجاوز هذه المرة الـ26 أو الـ27 صوتا مثل العراق التي صدر القرار بشأنها هذه المرة بـ28 صوتا فقط.