باكستان تنفي رسميا مشاركة قوات أميركية في عمليات عسكرية على أراضيها

TT

نفت باكستان رسميا امس مشاركة قوات اميركية او مستشارين عسكريين اميركيين في عمليات يقوم بها الجيش الباكستاني للبحث عن مقاتلين من طالبان و«القاعدة» في مناطق قبلية حساسة داخل الاراضي الباكستانية. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية: «انه امر غير صحيح.. فمثل هذا التطور لم يحصل».

يذكر ان مصدرا عسكريا اميركيا قد اكد، مساء اول من امس، ان وحدات اميركية خاصة تتعاون سرا مع الجيش الباكستاني في مناطق حدودية لافغانستان. لكن المتحدث الباكستاني قال ردا على المصدر الاميركي: «لقد وافقنا على تبادل المعلومات مع السلطات الاميركية لكن ذلك لا يعني ان الوكالات الباكستانية ستعمل تحت اوامر مستشارين اجانب».

وكان المصدر الاميركي قد اشار الى ان «وحدات عسكرية اميركية قامت بفضل استخدام سري لدعم جوي واربعة قواعد باكستانية، بمطاردة مقاتلين من «القاعدة» وطالبان على طول الحدود الباكستانية خلال الاسابيع الاخيرة». واشار ايضا الى ان اسلام اباد طلبت من واشنطن التحفظ بشأن مهمة قواتها الخاصة وعمليات «دلتا» في باكستان.

وتردد في واشنطن ان الادارة الاميركية ابرمت اتفاقا بشأن ارسال «مستشارين» اميركيين الى المناطق القبلية لمرافقة الجنود الباكستانيين، وان الاتفاق جاء اثر العثور على وثائق في مدينة «فيصل اباد» الباكستانية اثناء اعتقال ابو زبيدة احد قادة «القاعدة» في عملية اميركية ـ باكستانية في الشهر الماضي.

وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها خلال العملية ان «القاعدة» وطالبان تسعيان لجمع عناصرهما في الجبال القريبة من الحدود الافغانية ـ الباكستانية، حسب مسؤولين باكستانيين طلبوا عدم كشف هويتهم. وقالت مصادر اميركية ان عمليات التفتيش المشتركة في هذه المنطقة تشير الى احتمال شن عملية عسكرية جديدة لازالة آخر جيوب المقاومة لطالبان و«القاعدة».

واضافت :«ان القادة الباكستانيين يخشون حصول ردود فعل معادية للحضور الاميركي في هذه المنطقة، حيث تنشط القبائل بشكل اجمالي خارج سيطرة الحكومة المركزية».

واوضحت ان الاتفاق المبرم لا يستجيب سوى لقسم من المقترحات الاميركية للقيام بعمليات عسكرية مشتركة، لكن اسلام اباد نفت ان تكون قد تسلمت مثل هذه المقترحات.

وقال مسؤولون عسكريون اميركيون رفضوا الكشف عن هويتهم ان القوات الاميركية الخاصة المتمركزة في الجانب الافغاني من الحدود تعرضت لهجمات متكررة خلال الشهر الماضي واصيب بعض الجنود بجروح الا انه لم يسقط اي قتلى. واضافوا ان القوات الخاصة تعمل الآن في مجموعات صغيرة ضد جيوب مقاتلي «القاعدة» الذين يعملون في خلايا سرية او اندسوا وسط السكان المحليين. واشاروا الى ان القوات الاميركية تشارك حاليا في عمليات للقضاء على خصومها وتنفذ عمليات في الاقاليم الافغانية جنوب كابل وفي المناطق القبلية المتاخمة في باكستان، لكن المتحدث الباكستاني الجنرال رشيد قريشي قال :«اعتقد ان ثمة خلطا في هذا الشأن.. ما سمعته في وقت سابق هو ان الشيء الوحيد الذي ربما يحدث هو قناة اتصال.. لا اعتقد ان اي قوات خاصة او فرقة كوماندوس تعمل داخل باكستان».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»