التحقيق في مقتل وزير السياحة الأفغاني يدحض فرضية المؤامرة السياسية

TT

توصل المحققون الى ان مقتل وزير أفغاني بمطار كابل في فبراير (شباط) الماضي، لم يكن في إطار التآمر السياسي من أجل زعزعة الحكومة الانتقالية، مثلما عبر البعض عن خشيته في بادئ الأمر، وحسبما افاد مسؤولون كبار في العاصمة الأفغانية.

وخلص التحقيق الى ان وزير السياحة والطيران المدني عبد الرحمن قتل من قبل الحجاج الأفغان الذين تملكهم الغضب بعد ان بقوا في مطار كابل ينتظرون ليومين كاملين في جو بارد، من دون وجود رحلات الى الاراضي المقدسة.

وفي مقابلة معه اول من امس، قال يار محمد تمكين، الذي اشرف على التحقيق، وهو كذلك نائب وزير العدل الأفغاني، «أستطيع أن اقول لكم بنسبة مائة في المائة إن (الحادثة) كانت بفعل حركة عفوية لعدم وجود اي سبب يجعل القضية سياسية». ويمكن لنتيجة التحقيق هذه أن تطمئن أكثر الحكومة الأفغانية التي تشعر بالقلق لوجود تهديدات تحيط بها من كل جانب.

وكان رئيس الحكومة الأفغانية الانتقالية حميد كرزاي، قد عزا بعد يوم واحد من مقتل الوزير، الحادثة الى وجود مؤامرة من مسؤولين حكوميين كبار تحركهم «دوافع كراهية شخصية» ضد الضحية. ومنذ تلك الحادثة، وقعت حوادث اخرى عززت الاعتقاد بوجود مؤامرة سياسية ضد حكومة كرزاي. ومن تلك الحوادث مثلا محاولة اغتيال وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم في مدينة جلال آباد واستهداف القوات الدولية لإحلال السلام «ايساف» في كابل، اضافة الى اعتقال مؤيدين لزعيم الحرب قلب الدين حمكتيار بتهمة التآمر لزعزعة الاستقرار.

وفيما كشفت التحقيقات، التي دامت شهرين كاملين، عن دوافع قتل الوزير، فانها تركت غامضة اتهامات كرزاي للمسؤولين الكبار الذين تحدث عنهم، وبينهم نائب رئيس جهاز الاستخبارات، ومسؤول عسكري كبير، وضباط في وزارة العدل.

وفي اول حوار معهم منذ اعتقالهم في فبراير، قال هؤلاء المسؤولون: انهم كانوا ضحية منافسين لهم داخل الحكومة الانتقالية زودوا كرزاي بمعلومات غير صحيحة.

وقال عبد العليم الذي كان كبير المحققين في الحكومة وقت اعتقاله «لقد كان هناك تنافس بين الاشخاص في ذلك الوقت، وبالتالي فانه ما من شك ان الذين قدموا تقارير خاطئة هم أعداؤنا». ولم يحدد عبد العليم، ولا غيره من المتهمين الذين برأهم التحقيق، أسماء الشخصيات التي يعتقدون انها كانت وراء اعتقالهم. وأكدوا انهم لا يحملون اي كراهية تجاه عبد الرحمن التاجيكي الذي قاتلوا معه ضد السوفيات خلال الثمانينات ثم ضد نظام طالبان السابق.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»