يقوم الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة مفاجئة وسريعة للجماهيرية الليبية اليوم تستغرق عدة ساعات يجري خلالها محادثات مع الزعيم الليبي معمر القذافي وذلك في اطار الاتصالات التي تقوم بها مصر مع القيادات العربية والدولية لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب والمدن الفلسطينية وتخريب وتدمير البنية الأساسية للمدن الفلسطينية. ومن المتوقع ان يطرح مبارك نتائج اتصالاته الأوروبية والاميركية للحد من العمليات العسكرية الاسرائيلية منذ احتلال الاراضي الفلسطينية وذلك في اطار ما أعلنه الرئيس المصري أول من امس بضرورة توحيد الصف العربي مع الجهود المحبة للسلام لمواجهة قوى العدوان التي تجاوزت كافة الحدود.
ويتزامن اللقاء المصري الليبي مع محادثات مكوكية للمبعوثين الأوروبيين خافيير سولانا المنسق الأعلى للشؤون الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي وميجيل موراتينوس بين رام الله وتل أبيب. وكان الزعيمان العربيان مبارك والقذافي قد ناقشا خلال اتصال تليفوني جرى مؤخرا الأوضاع على الساحة العربية والتطورات الخاصة لقضية الشرق الاوسط. يذكر ان آخر زيارة قام بها الرئيس حسني مبارك لليبيا تمت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.
من جهة اخرى دخلت رومانيا أمس على خط الدول التي تسعى لتهدئة منطقة الشرق الاوسط، وقدمت افكارا جديدة تضمنتها رسالة من الرئيس الروماني ايون اليسكو الى الرئيس المصري حسني مبارك سلمها وزير الخارجية الروماني ميرشا جوانا. ومن المقرر ان تنقل رومانيا أفكارها بشأن الشرق الاوسط الى اسرائيل والاردن بما يعيد للأذهان دور الرئيس الروماني السابق تشاوسيسكو مع الرئيس المصري الراحل انور السادات واسرائيل. وقال وزير الخارجية الروماني ميرشا للصحافيين ان بلاده مهتمة بلعب دور إيجابي في الوضع الصعب بالأراضي الفلسطينية والشرق الاوسط.
وأضاف وزير الخارجية الروماني ميرشا جوانا عقب لقائه الرئيس مبارك أمس في القاهرة بحضور وزير خارجية مصر احمد ماهر والقائم بأعمال السفارة الرومانية بالقاهرة بوجدان ويجا انه أعرب للرئيس مبارك عن اهتمام روماني بتعزيز العلاقات مع مصر خاصة السياسية والاقتصادية واشار الى ان بوخارست تعد الترتيبات اللازمة لزيارة الرئيس الروماني للقاهرة في اكتوبر(تشرين الاول) المقبل ردا على الزيارة التي قام بها الرئيس مبارك الى رومانيا في العام الماضي. وقال انه استمع لعرض الرئيس مبارك حول الوضع الحالي في الشرق الاوسط، وقال ان مبارك عبر عن اعتقاده القوي بضرورة انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي الفلسطينية واستئناف الحوار السلمي في اسرع وقت ممكن.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك مبادرة رومانية تتعلق بالاوضاع الحالية في الاراضي الفلسطينية وكيفية التعامل مع الجانب الاسرائيلي الذي لا يلتزم بتنفيذ الاتفاقيات، قال وزير خارجية رومانيا «لا اعتقد اننا بحاجة الى مبادرات فهناك الكثير ونحن نتحدث عن مبادرات وخطط سلام وتقارير ومؤتمرات اقليمية ولقاءات رباعية، ولكن ما نحتاج اليه الان من شأنه اعادة حد ادنى من الثقة الآن، وبدون ذلك فسيكون من العسير جدا على طرف دولي احراز تقدم بشأن استئناف المفاوضات».
وقال الوزير الروماني ان بوخارست سوف تعمل على التنسيق بين ترشيد المبادرات والخطط المطروحة حاليا وتقييم ماله جدوى من هذه المبادرات وتقديم نصيحة رومانيا حول الوضع في كنيسة المهد في بيت لحم لاسرائيل. وأكد ضرورة التركيز حاليا على الامن «الانساني» في جهود تسوية الوضع سواء للفلسطينيين الذين يتعرضون لضغط هائل من قبل القوات الاسرائيلية وللاسرائيليين ايضا بالاضافة الى الامن الاجتماعي مشيرا الى حجم الدمار الذي وقع في المدن والقرى الفلسطينية خاصة ان رومانيا تقدم مساعدات مالية الى الفلسطينيين في اطار مؤتمر الدول المانحة.