إصابة فلسطيني برصاص إسرائيلي في كنيسة المهد والمحاصرون بانتظار موافقة عرفات على ترحيلهم

التعمري بحث الموضوع مع الرئيس الفلسطيني برام الله بحضور ممثل أوروبي

TT

أصاب القناصة الاسرائيليون أمس فلسطينيا في كنيسة المهد ببيت لحم، فيما ينتظر المسلحون الفلسطينيون المحاصرون في الكنيسة منذ الثاني من ابريل (نيسان) الجاري موافقة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على ترحيلهم إلى الخارج ضمن تسوية مع الإسرائيليين بضمانات دولية.

وقال مصدر عسكري اسرائيلي ان الجنود الاسرائيليين الذين يحاصرون كنيسة المهد اطلقوا الرصاص فأصابوا فلسطينيا داخل الكنيسة أمس. وجاء اطلاق الرصاص على الرجل بينما اجرى المفاوض الفلسطيني صلاح التعمري، وهو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن بيت لحم، مشاورات مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله في اطار السعي لانهاء المواجهة المستمرة منذ 24 يوما عند الكنيسة. فيما تواصل القوات الاسرائيلية محاصرة عرفات داخل مقره في رام الله.

وعقب الاجتماع اكد التعمري، رئيس المفاوضين انه حصل من عرفات على «تعليمات وسأبحثها مع اعضاء الوفد»، دون مزيد من التوضيحات. ورافق التعمري خلال اللقاء الذي استمر ساعتين الدبلوماسي الاوروبي اليستر كوك.

وقال التعمري «طلبنا لقاء جديدا مع الاسرائيليين ونأمل ان يتم بسرعة». واتهم نبيل ابو ردينة، مستشار الرئيس عرفات اسرائيل بعرقلة التوصل الى حل لازمة الكنيسة.

وتطالب اسرائيل التي يحاصر جيشها الكنيسة باستسلام حوالي 200 فلسطيني محاصرين داخلها، كما تخير حوالي 30 شخصا تؤكد انها تلاحقهم ما بين الاستسلام او النفي، الامر الذي يرفضه المفاوضون الفلسطينيون الذين يقترحون في المقابل نقل المحاصرين الذين تلاحقهم اسرائيل الى قطاع غزة.

ويريد الفلسطينيون ان يكون الاتحاد الاوروبي ضامنا لاي اتفاق بشأن كنيسة المهد مع الاسرائيليين.

من جهة أخرى قال أمس شاب فلسطيني كان في وقت سابق داخل كنيسة المهد ان المسلحين داخل الكنيسة على استعداد للذهاب الى المنفى لانهاء المواجهة المستمرة منذ 24 يوما مع القوات الاسرائيلية.

وقال الشاب فؤاد لحام ان كثيرين من المحاصرين داخل الكنيسة اقترحوا استسلام بعض الرجال الثلاثين المطلوبين لدى اسرائيل وترحيلهم ولكن شريطة ان يوافق عرفات على هذه الخطوة كسبيل لانهاء المواجهة. وأضاف لحام (19 عاما) «كانت هناك مناقشات بين الجميع. واقترحوا جميعا ترحيل سبعة او ثمانية حتى يتسنى انقاذ المائتين الآخرين الموجودين بالداخل».

وأكد لحام الذي غادر الكنيسة مع ثمانية فتية آخرين عند اخراج جثتي فلسطينيين قتلتهما القوات الاسرائيلية ان «الرجال المسلحين مستعدون بشرط ان يوافق الرئيس».

وقال لحام ان معظم المسلحين في الكنيسة من رجال الشرطة ولكنه اضاف ان جهاد جعارة وهو عضو في جماعة مسلحة ذات صلة بحركة فتح موجود ايضا داخل الكنيسة ويعاني من اصابة بطلق ناري تحت ركبته. وأوضح لحام «انه داخل الكنيسة. والاسرائيليون يعرفون انه موجود. وطالبوه من خلال مكبر صوت بالخروج ووعدوا بعلاج ساقه».

وقال محمد النجار (17 عاماً) الذي غادر كنيسة المهد في نفس الوقت مع فؤاد لحام ان محافظ بيت لحم محمد المدني والمحامي انطون سلمان يتخذان القرارات داخل الكنيسة ولكن لحام قال ان جعارة ايضا يتمتع ببعض النفوذ.

وقال الشابان انهما غادرا الكنيسة بعد ان عاشا اياما اقتاتا خلالها على الماء والعشب في معظم الاحيان. وأضاف النجار «سأل المحافظ من الذي يريد المغادرة عند اخراج النعشين. وقررت قلة منا الخروج حتى نتمكن من حمل النعشين. فلم نكن نرغب ان يحملهما الاسرائيليون».

وقال ان معظم الفلسطينيين في الكنيسة ومن بينهم نحو 130 رجل شرطة يأملون في اتفاق يتيح لهم حرية الخروج دون عنف.

واضاف «انهم يخشون من ان يعتقلهم الاسرائيليون. ويخشون من اطلاق النار عليهم. فلنا صديق اطلقت عليه النار واصيب عندما كان يجمع بعض الخضروات من الحديقة. القينا له حبلا لمحاولة انقاذه ولكن الاسرائيليين اخذوه بعيدا».

وقال النجار ان الكنيسة لحقت بها بعض الاضرار من جراء اطلاق النار، بما في ذلك تمثال للسيدة العذراء مريم، كما التهمت النار غرفتين.