العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين وتداعيات 11 سبتمبر تهيمن على الجلسة الافتتاحية لـ «الاليسكو»

TT

هيمنت تداعيات احداث 11 سبتمبر (أيلول) من السنة الماضية بالولايات المتحدة والعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني، على معظم كلمات الافتتاح للدورة 75 للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التي تحتضن اعمالها الرباط في الفترة ما بين 27 من الشهر الجاري ومطلع شهر مايو (ايار) المقبل والتي افتتحها نجيب الزروالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المغربي ورئيس المؤتمر العام للمنظمة، وبحضور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام لمنظمة الايسيسكو وممثلي الدول العربية في المنظمة والسفراء العرب المعتمدين لدى المغرب.

وقال نجيب الزوالي ان مأساة 11 سبتمبر ادخلت الانسانية في مسار حضاري لا يعرف احد مداه وخلطت المفاهيم والقيم وتلاشت الحدود الفاصلة بين ما هو خير وما هو شر، وبين ما هو ارهاب وما هو نضال وطني، وهذا سيؤدي الى شيوع فكر عدمي يحكمه منطق الجاهلية عوضا عن حكمة العقل ومثل الاخلاق. ودعا الدول العربية الى وضع الفكر العربي وممارسته على محك النقد والتقييم بغية اقصاء كل ما لا علاقة له بروح الحضارة العربية الاسلامية، وقبول الاختلاف والحوار. من جهته قال المنجي بوسنينة المدير العام لمنظمة الاليسكو ان احداث سبتمبر رافقتها اجواء ملبدة وحملات اعلامية مغرضة استهدفت العقيدة الاسلامية والهوية والثقافة العربية، والتشكيك المدروس والمعتمد في نمط وعيش وتراث وتقاليد المواطن العربي.

وحول ما يجري اليوم في فلسطين قال عبد العزيز بن عثمان التويجري في كلمته امام الجلسة الافتتاحية، ان للعدوان الاسرائيلي وجهين: الأول ما يجري من قتل وتدمير في الاراضي المحتلة، والثاني وهو الوجه الخفي والمتمثل اساسا في العمل على زعزعة الاستقرار في العالم العربي والاسلامي، وتمزيقه واثارة الفتن فيه، وتفقيره واخضاعه لهيمنة القوة العظمى التي تتربع اليوم على قمة هرم السلطة والنفوذ في العالم.

وندد بوسنينة بالتخريب الهمجي للمدن التاريخية والمعالم والبنى التحتية الثقافية والتربوية والعلمية في الاراضي المحتلة، ودعا وزراء التربية العرب للتحرك السريع نحو تقديم المساعدة للطلبة الفلسطينيين. ودعت كلمات المتحدثين في الجلسة الافتتاحية الدول العربية والاسلامية الى امتلاك عناصر القوة، وترشيد الابداع العلمي والتكنولوجي العربي، وتصحيح صورة العربي لدى الآخر وترتيب العلاقة معه، وابتداع صيغ جديدة لتحقيق التواصل مع المجتمع الانساني على جميع المستويات والاصعدة.

وستناقش الدورة الحالية لمنظمة الاليسكو عددا من المشاريع والتصديق على محاضر اجتماع الدورة الماضية، ومن المواضيع التي سيتم بحثها: التراث الثقافي في مدينة القدس، والآثار النفسية على الاطفال والتلاميذ الفلسطينيين، انشاء جهاز للبحوث الاثرية والتاريخية في عمان والاردن، ورؤية مقترحة من المنظمة لمواجهة تحديات ما بعد 11 من سبتمبر الماضي، وآليات اختيار العاملين القياديين بالمنظمة، واسس ومعايير توزيع اماكن عقد انشطة المنظمة بالدول الاعضاء، وتوثيق وتطوير علاقة المنظمة بالمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في البلدان العربية.