استفتاء لتجديد «البيعة» لصدام في عيد ميلاده اليوم

بغداد تعلن عن قرب صدور رواية جديدة «لكاتبها» الرئيس العراقي

TT

تبدأ اليوم في مدينة تكريت، بمحافظة صلاح الدين العراقية، الاحتفالات المركزية بالذكرى 65 لميلاد الرئيس صدام حسين، وتستمر حتى مطلع الشهر المقبل لتدخل ضمنها الاحتفالات بيوم العمال العالمي.

وتشارك في هذه الاحتفالات التي انطلقت بشكل متصاعد منذ بداية الشهر وفود وفرق فنية وفعاليات من مختلف المحافظات والمدن العراقية. وفي الوقت نفسه وزعت تنظيمات حزب البعث على السكان في محلات سكنهم واعمالهم استمارات مرقمة تدعوهم فيها وعوائلهم، للحضور في اماكن محددة، وتقديم هذه الاستمارات تعبيرا عن «تجديد البيعة» للرئيس صدام حسين، وبما يعد ـ حسب الاستمارة ـ «تعبيرا صادقا عن اصالة الشعب العراقي والتفافه حول قيادته، وخطوة مؤمنة باتجاه تهشيم حصار الظالمين».

ومن المقرر ان تكون المواقع المحددة لتسليم استمارات (البيعة) اماكن للاحتفال في مختلف مدن ومناطق العراق وجدير بالذكر ان لجنة مركزية للاحتفالات بذكرى ميلاد الرئيس صدام حسين تشكلت في مطلع السنة، واعدت برامج موسعة، يأتي من بينها الاستفتاء على (تجديد البيعة)، في الوقت الذي اعلن فيه نائب امين سر حزب البعث (عزة ابراهيم) ان الحزب اصبح الان يحتضن 1،5 مليون شخص.. ومن المقرر ان تستقبل مدينة تكريت اكثر من هذا العدد، حيث تم تجنيد معظم وسائط النقل العامة (الحافلات) الاهلية والحكومية، في المحافظات والمدن، لهذا الغرض.

وحولت قناة «تلفزيون الشباب» العراقية التي يملكها عدي صدام حسين اسمها الى «تلفزيون الميلاد» لتقديم البرامج التي تناسب الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس العراقي صدام حسين في حين قدمت محطات التلفزيون الاغاني والاناشيد.

وكان الاتحاد الوطني لطلبة العراق قد دشن الاحتفالات باقامة حفل ساهر الخميس الماضي لمناسبة زواج 163 شابا وشابة ضمن برنامج شمل 464 شابا وشابة في العديد من المحافظات العراقية. ويتحمل الاتحاد الذي يرأسه عدي صدام حسين تكاليف الزواج وتنظيم الحفل والاقامة في الفندق لمدة يومين.

ويشمل برنامج الاحتفالات عدة مشاريع من بينها تدشين جامع جديد يتسع لثلاثة الاف مصل ووضع الحجر الاساس لجامع اخر في بغداد.

وبين المشاريع الجديدة اقامة نصب جديد يتوسطه تمثال كبير للرئيس صدام حسين، فيما دشن قبل يومين نصب اخر باسم «نصب اللقاء».

ووسط العاصمة العراقية بغداد ارتفع ملصق كبير يقول «لا تستفز الافعى قبل ان تبيت النية والقدرة على قطع رأسها»، ففضلا عن التماثيل والصور اصبح حضور الرئيس العراقي صدام حسين في العراق اوسع من اي وقت مضى بفضل «وصاياه» الـ58 الى الشعب.

وسرعان ما تحولت هذه «الوصايا»، التي اصدرها الرئيس العراقي في الثامن من اغسطس (آب) 2000 لمناسبة الذكرى الـ12 «لانتصار» العراق في حربه مع ايران، الى «نهج» ينصح المسؤولون العراقيون وعامة الشعب باتباعه. فقد كتبت على ملصقات رفعت على ابرز تقاطع الطرق في بغداد وتقوم وسائل الاعلام الرسمية بتلاوتها قبل اي نشرة اخبارية.

وكل يوم تقوم الصحف الرسمية بنشر احدى هذه الوصايا على صفحاتها الاولى.

وكتبت صحيفة «العراق» امس «اذا رأيت ان غضبك قد يفضي الى قرار تندم عليه، تريث، لتتخذ قرارك في ظرف لا يداخله الهوى، فيحرفه عن مقصده، او يسد طريق الرحمة في قلبك اليه».

كما يتم تعليم وصايا الرئيس العراقي في المدارس وتكتب مواضيع حولها في الجامعات وتطبع على اعلى الاوراق المستخدمة في المراسلة الرسمية.

وترجمت الوصايا المستوحاة بحسب الصحف العراقية «من خبرة الرئيس قبل الثورة (في 1968 التي حملت حزب البعث الى الحكم)» الى اللغات الانجليزية والفرنسية والاسبانية في كتيبات نشرتها وزارة الاعلام.

كما دونت هذه الوصايا بحرفيتها بطابع بارز على لوحات كبيرة امام مداخل عدة مبان رسمية في العاصمة العراقية. وارفق باحدى هذه اللوحات تمثال برونزي لصدام حسين وهو يرفع يده.

ومن هذه الوصايا «لا تقرب اليك من يظنك تحتقره»، «لا تستخدم كل قدراتك مبادئا بهجوم في صراع مع عدو، لا تقدّر انك باستخدامك اياها تحصل على نتيجة حاسمة، اذ ان استخدامك اياها من غير ذلك، قد يحول نتائج الصراع عليك، ويكون عدوك غالبك»، و«اجعل عدوك امام عينك، واسبقه، ولا تدعه خلف ظهرك».

واعلنت الصحف العراقية امس على صفحاتها الاولى ان الرواية الجديدة التي يعتقد واسعا ان الرئيس صدام حسين هو كاتبها تحمل اسم «رجال ومدينة».

وقالت الصحف ان الرواية «تفصح بثقة عن شخصية كاتبها، انها سيرة ناطقة لحياة شعب من خلال حياة فارس تعفف منذ نعومة اظفاره عن التورط في اللامبالاة». وتابعت «انها مرآة لما يمر به الشعب والوطن وفصول نضال وجهاد لم تنته حتى هذه اللحظة (...) رؤية رسخها كاتبها باطار حكمة تلو حكمة لتصبح فيما بعد قوانين بناء للشخصية التي لا تهاب المنايا ولا تخشاه بعد ان يحصنها من هواجس التراجع والتخاذل».

وجاء الاعلان عن هذه الرواية في نفس اليوم الذي بدأ فيه تقديم وقائع رواية «زبيبة والملك» على المسرح الوطني بعد ان حولها الشاعر الفلسطيني المقيم في العراق اديب ناصر الى مسرحية شعرية تجسد فصولها ملحمة كفاحية للشعب لتحقيق اهدافه.

وتمثل الرواية الجديدة التي ينتظر ان تصدر قريبا العمل الادبي الثالث للرئيس صدام حسين بعد «زبيبة والملك» الذي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2000 و«القلعة الحصينة» في ديسمبر .2001 وينتظر ان يتم قريبا الاعلان عن عمل ادبي رابع.