الأمم المتحدة توافق مجددا على الطلب الإسرائيلي بتأخير إرسال لجنة التحقيق الدولية

TT

تراجع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان للمرة الثانية استجابة لطلب اسرائيل في عدم ارسال لجنة تقصي الحقائق في اليوم الذي حدده، بعدما وافق على تأجيل وصول اللجنة التي يرأسها رئيس فنلندا السابق مارتي اهتساري مساء هذا اليوم بتوقيت اسرائيل بدلا من امس.

واوضح انان ان وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس طلب منه في مكالمة هاتفية تأجيل وصول اللجنة ليوم واحد حتى تتمكن الحكومة الاسرائيلية من الوصول الى قرار بالموافقة على استقبال اللجنة.

وذكر الفريد ايكهارد الناطق الرسمي باسم الامين العام ان اسرائيل «اعلمت الامم المتحدة بان الحكومة الاسرائيلية ستتخذ القرار الرسمي حول المسألة صباح الاحد»، فضلا عن ان السبت هو يوم العطلة في اسرائيل. واضاف «بسبب هذه الظروف وافق الامين العام على هذا الطلب».

وكشفت مصادر في مجلس الامن ان السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة يهودا لانكري أبلغ الامم المتحدة بان مجلس الوزراء الاسرائيلي وافق بصورة غير رسمية على استقبال اللجنة وقال «ان القرار الرسمي سيتخذ بعد يوم الاحد».

وشدد مجلس الامن على ضرورة ان تتقيد حكومة اسرائيل بموعد وصول اللجنة وقال سيرجي لافروف سفير روسيا الذي يرأس مجلس الامن للشهر الحالي «نتوقع ان يحترم الموعد المحدد».

وذكر مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» رفض الكشف عن اسمه ان وزيري الدفاع والخارجية الاسرائيليين اكدا مرة ثانية عبر مكالمة هاتفية مع السفير الاسرائىلي لانكري عن استعدادهما لاستقبال وفد لجنة تقصي الحقائق.

وكان الوزيران قد قدما تعهدا للأمين العام يوم الجمعة الماضي باستقبال اي فريق لتقصي الحقائق واكدا على ان اسرائيل ليس لديها ما تخفيه في احداث مخيم جنين. وسجلت اسرائيل اعتراضها بعد وقت قصير من تشكيل وفد تقصي الحقائق الذي شكله أنان.

وطالبت حكومة اسرائيل من الامم المتحدة مراجعة تشكيلة الفريق والمهمة التي يقوم بها وشددت على ان يضم الفريق المزيد من الخبراء العسكريين ومن خبراء مكافحة الارهاب.

واعترفت الامم المتحدة ان البيان الذي صدر عن مكتب رئيس الوزراء ارييل شارون يوم الجمعة المنصرم كان مفاجئا حين طلب المزيد من التوضيحات حول مهمة فريق لجنة تقصي الحقائق وحول تشكيلة الفريق.

وكشف مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن وكيل الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية كيرن بندغرايس الذي احاط مجلس الامن اكثر من ثلاث مرات عن سر المحادثات مع الفريق الاسرائيلي قد اكد لاعضاء مجلس الامن بانه ليس هناك اي تفاوض حول تشكيلة فريق لجنة تقصي الحقائق.

وقال المصدر «ان بندغرايس الذي يرأس وفد الامانة العامة قد اكد على ان المحادثات مع الفريق الاسرائيلي الذي يضم خبراء قانونيين من وزارتي الدفاع والخارجية لم تكن تفاوضا وانما سعت الى تقديم بعض التوضيح عن تركيبة وفد تقصي الحقائق وعن مهمته».

وذكر مصدر دبلوماسي غربي رفيع المستوى ان اسرائيل التي أرادت تأخير وصول فريق تقصي الحقائق الى المنطقة الى اطول فترة ممكنة تريد ان تضمن ان لا تستخدم الوقائع التي قد يصل اليها الفريق لتقديم بعض جنرالات اسرائيل الى المحاكم الدولية كمجرمي حرب كما حدث في البوسنة والهرسك وكوسوفو ورواندا. وقال نفس المصدر الذي رفض ذكر اسمه «ان استمرار اسرائيل برفض التعاون مع فريق لجنة تقصي الحقائق سيلحق المزيد من الاضرار بها».

وعلمت «الشرق الأوسط» ان انان ورئيس لجنة تقصي الحقائق مارتي اهتساري قد طلبا من مجلس الامن ومن المجموعة العربية التريث وعدم الضغط في تقديم مشروع قرارها للتصويت الذي يدعو الى رفع الحصار الفوري عن مقر الرئيس عرفات في مدينة رام الله وعن كنيسة المهد في مدينة بيت لحم. واتفقت المجموعة العربية مع اعضاء مجلس الامن على عقد اجتماع طارئ مساء اليوم في حالة طلب اسرائيل مجددا تأخير وصول فريق الامم المتحدة..