سقوط 3 صواريخ قرب مطار كابل قبل وصول وزير الدفاع الأميركي

TT

كابل ـ بشكك ـ وكالات الانباء: وصل وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد امس إلى أفغانستان وسط مزيد من التدهور الأمني الذي تشهده العاصمة الأفغانية كابل. اذ قالت مصادر أمنية في المدينة ان ثلاثة صواريخ أطلقت صوب مطار كابل الدولي قبل ثلاث ساعات فقط من وصول رامسفيلد، لكنها لم تسفر عن وقوع إصابات. وقالت مصادر في قوة المساعدة الأمنية الدولية إن الصواريخ قد سقطت بالقرب من قاعدتها شرق مطار كابل. ووصل الوزير الأميركي إلى قاعدة باغرام الجوية شمال كابل وكان في استقباله قائد القوات المتحالفة الجنرال فرانك هيجنبيك، والبريجادير روجر لين قائد القوة البريطانية في أفغانستان. ويقول المراقبون إن الهجوم الأخير بالصواريخ يشير إلى أن الوضع الأمني في أفغانستان لا يزال خارج السيطرة، وإن الأميركيين وحلفاءهم يخشون بصورة رئيسية من تزايد أنشطة تنظيم القاعدة وأعضاء طالبان خلال الشهور المقبلة عقب ذوبان الجليد في المناطق الأفغانية. وقال رامسفيلد في بداية زيارته التي تستغرق أربعة أيام: «أعتقد أنه مع قدوم الربيع وتحسن حالة الطقس سيسعى المقاتلون لتكثيف اتصالاتهم ومهاجمة السلطة المؤقتة وقوات الولايات المتحدة وقوات التحالف». وتواصل القوات الأميركية والبريطانية والأفغانية عمليات مطاردة فلول قوات القاعدة وطالبان في المناطق الجبلية الوعرة داخل أفغانستان، وجمعت تلك القوات أسلحة ووثائق ومتعلقات أخرى تركها مقاتلو طالبان والقاعدة أثناء هروبهم. وتقول واشنطن ان الكثير من قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان يختبئون في مناطق جبلية وعرة، شمال غرب باكستان، وأن بإمكانهم دخول أفغانستان والخروج منها عبر أجزاء من الحدود كان من المستحيل السيطرة عليها بسبب طبيعة تضاريسها. وقال رامسفيلد امس: «ان 12 الفا من افراد القوات الاميركية والغربية الاخرى سيطاردون أي مقاتلين للقاعدة وطالبان». واضاف رامسفيلد الذي وصل الى افغانستان وسط اجراءات امنية مشددة لاجراء محادثات مع رئيس الحكومة المؤقتة حامد كرزاي ومسؤولين افغان اخرين: «ان استعادة قدر معقول من الامن هدف مهم لقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة».

لكنه حذر من ان «القوات الاميركية والغربية الاخرى تحتاج الى الانتهاء من مهمة القضاء على الارهاب في انحاء العالم بسرعة قبل ان يضع متطرفون ايديهم على اسلحة دمار شامل، ولن تكون هناك قوات حفظ سلام اميركية في افغانستان رغم ضغوط من منظمات الاغاثة الدولية».

واجتمع رامسفيلد خلال فترة قصيرة من وصوله مع بعض الجنود الاميركيين البالغ عددهم سبعة آلاف والجنود الغربيين البالغ عددهم خمسة آلاف في افغانستان، كثيرون منهم متمركزون في قاعدة باغرام الجوية بالقرب من كابل.

وتجنب رامسفيلد الحديث عن «خطة مارشال» افغانستان مثل التي طبقت لاعادة بناء اوروبا بعد الحرب العالمية الثاني. لكنه قال ان استعادة الامن في البلاد مسألة مهمة. واضاف: «الهدف بالنسبة لنا جميعا هو الا نبقى هنا. .والذين هنا وهم الشعب الافغاني سيتمكنون من ادارة شؤونهم في بيئة آمنة وتولي امور شعبهم».

وتعهد رامسفيلد بمواصلة الدعم العسكري الاميركي لقوة امن دولية من جنود حفظ السلام، لكنه وعد بعدم ارسال قوات اميركية رغم ضغوط من منظمات اغاثة دولية ومظمات لحقوق الانسان. واكد انه من الضروري التحرك نحو «بيئة امنة بدرجة معقولة» في افغانستان لضمان توطين النازحين الافغان ولان يبدأ اقتصاد هذا البلد الفقير في الانتعاش.

وفي بشكك أشاد عسكر اكاييف رئيس قرغيزستان بالولايات المتحدة لقيامها بانشاء ما وصفه بجدار الامن حول افغانستان بعد محادثات مع رامسفيلد صباح امس. واضاف: «على مدى العقد الماضي كانت افغانستان المصدر الرئيسي للارهاب الدولي والتطرف الديني وتجارة المخدرات العالمية والجريمة المنظمة في هذه المنطقة».

وقبل توجهه الى افغانستان وجه رامسفيلد الشكر الى قرغيزستان لانها اقامت قاعدة عسكرية رئيسية هناك لنحو الفي جندي اميركي والدول المتحالفة التي قامت بتوجيه ضربات جوية الى مقاتلي القاعدة وطالبان.

كما اشاد رامسفيلد بقرغيزستان بسبب ما اسماه «تأييدها التلقائي للحرب العالمية ضد الارهاب» بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي على الولايات المتحدة.

وأشاد كل من رامسفيلد واكاييف بالتعاون العسكري والاقتصادي والفني المتنامي بين الولايات المتحدة وهذه الجمهورية الصغيرة في وسط آسيا الواقعة شمال شرق افغانستان. واشار الاثنان الى ان قرغيزستان التي تقل ميزانية الدفاع فيها عن 15 مليون دولار قد سمحت للقوات الغربية بانشاء قاعدة رئيسية في مطار ماناس الدولي بالقرب من بشكك. وقال رامسفيلد: «القاعدة في ماناس كانت مفيدة للغاية وساعدت جهود التحالف».

ونصف القوات التي يبلغ قوامها 1900 فرد يتمركزون في القاعدة من الاميركيين. كما تتمركز هناك ايضا قوات من استراليا والدنمارك وفرنسا وهولندا والنرويج وكوريا الجنوبية واسبانيا، بالاضافة الى ست طائرات اميركية من طراز «اف ـ ايه 18» وست طائرات مقاتلة فرنسية من طراز ميراج، بالاضافة الى طائرات نقل عسكرية وطائرات للتزويد بالوقود.