ماهر: زيارة الأمير عبد الله لواشنطن أوضحت للأميركيين ما كانوا يجهلونه بأن العرب يريدون سلاما عادلا وشاملا

TT

أكد احمد ماهر وزير الخارجية المصري ان موقف الاسرائيليين ضعيف للغاية ازاء أي تحقيق يجرى في مذابح جنين. وقال ان المماطلة الاسرائيلية والمواقف المتناقضة بشأن موضوع ارسال لجنة تقصي الحقائق التي شكلتها الأمم المتحدة، تؤكد ان اسرائيل تدرك ان اللجنة سوف تكتشف ما ارتكبته من جرائم. واوضح ماهر في تصريحات للصحافيين في مقر وزارة الخارجية المصرية امس، ان الرفض الاسرائيلي بالتوجه الى مائدة المفاوضات يشير الى ان اسرائيل «تدرك ان الامر سيقودها الى الالتزام بالشرعية الدولية».

واشار ماهر في هذا الصدد الى مطالبة المسؤولين الاسرائيليين بعدم محاكمة أي شخصية اسرائيلية تدان نتيجة تقرير اللجنة، بما يعني انهم يعلمون ان هناك اشخاصا يستحقون المحاكمة لارتكابهم جرائم. واوضح ان درجة الاسفاف الاسرائيلي وصلت الى حد ان المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الاسرائيلية يدعي ان الاسرائيليين الذين قتلوا في جنين (عددهم 23) كانوا يدافعون عن المدنيين الفلسطينيين ضد الارهابيين الفلسطينيين. وقال ان الامور وصلت الى مرحلة من الاستخفاف بعقول الناس «لانه لا يوجد أحد يمكن ان يقتنع بما يقولون». واشار الى ادعاء المتحدث الرسمي الذي قال ان الفلسطينيين يستخرجون الجثث المدفونة لوضعها في مقابر جماعية لاتهام اسرائيل بذلك. مشيرا الى ان ذلك هو «منتهى الاستخفاف». واكد ماهر ان موقف الاسرائيليين ضعيف جدا وهم يشعرون بما ارتكبوا من جرائم في جنين ويحاولون التغطية على ذلك بتعطيل اللجنة، وهذا التعطيل يكشفهم ويفضح موقفهم.

وردا على سؤال حول تقييمه لما اسفرت عنه محادثات ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز مع الرئيس الأميركي جورج بوش، قال ماهر «اننا نطالب بدور أميركي منصف وقوي، واننا عندما نستمع الى كلام أميركي يتفق مع هذا التوجه نقدره معربين عن ان يتلو ذلك تحرك، وعندما نستمع الى كلام لا يتفق مع هذه التوجهات الايجابية التي نطالب بها نبدي عدم قبولنا لهذه المواقف». واضاف «اعتقد ان زيارة الأمير عبد الله لواشنطن لا بد ان تكون قد اوضحت للأميركيين امورا ربما كانوا يجهلونها، وهي ان العرب يريدون سلاما عادلا وشاملا ومنصفا». واكد ان «هناك اتصالات مصرية ـ سعودية ستتم للتعرف على نتائج مباحثات ولي العهد السعودي في واشنطن».

وردا على سؤال حول تعقيبه على النقاط الثماني التي طرحها ولي العهد السعودي خلال مباحثاته مع الرئيس بوش قال ماهر انه لم يطلع على أي نقاط ولم يبلغ رسميا بأي نقاط، ولكن ما اطلع عليه في الصحف يتفق مع الموقف العربي الذي يطالب بوقف العنف ووقف الاستيطان وانهاء الاحتلال ووضع المرجعيات لأي مفاوضات، وهو ما يعبر عن مواقف عربية معروفة.

وحول الاجتماع الرباعي المنتظر عقده في واشنطن بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، قال ماهر «انهم قرروا عقد هذا الاجتماع الرباعي الثاني بعد اجتماع مدريد حيث اتخذوا موقفا طيبا، واتصور انهم عندما يجتمعون مرة اخرى سيكون الاجتماع لتطوير هذا الموقف وربما اتخاذ الاجراءات المناسبة لترجمة هذا الموقف الى أفعال». وحول زيارة خافيير سولانا المنسق الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبي المرتقبة للقاهرة، قال ماهر ان المبعوث الأوروبي دائم التحرك بدول المنطقة ومن الطبيعي ان يزور مصر.