تونس: تعديل وزاري يشمل حقيبة الداخلية واستعدادات قبل احتفالات اليهود في جربة غدا

TT

اجرى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي امس تعديلا جزئيا على حكومة الوزير الاول محمد الغنوشي شمل وزارتي الداخلية والشؤون الاجتماعية.

وبموجب هذا التحوير تم اسناد حقيبة وزارة الداخلية الى الهادي مهنى بدلا من عبد الله الكعبي وكان مهنى يشغل قبل هذا التعيين الجديد منصب وزير الشؤون الاجتماعية. ويأتي هذا التحوير الهام في وزارة الداخلية بعد اسبوعين من حادث التفجير الذي وقع في معبد الغريبة اليهودي بجزيرة جربة وأدى الى مقتل 16 شخصاً.

يذكر ان آخر تعديل وزاري كبير في تونس جرى يوم 24 يناير (كانون الثاني) 2001 وتم بموجبه تعيين عبد الله الكعبي وزيرا للداخلية.

من جهة اخرى، تنطلق غدا احتفالات يهود تونس بعيد الغريبة والذي يشاركهم فيه آلاف من اليهود الذين يأتون الى جزيرة جربة سنويا في مثل هذا الوقت لممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية في معبد الغريبة الذي يعد اقدم معبد يهودي في القارة الافريقية حيث يعود تاريخ بنائه الى 586 قبل الميلاد.

وتتزامن احتفالات هذا العام مع حادث التفجير الذي وقع بالقرب من معبد الغريبة يوم الحادي عشر من شهر ابريل (نيسان) الحالي وأدى الى مقتل 16 شخصا من بينهم 11 سائحاً ألمانياً و3 تونسيين وفرنسي وتونسي يحمل الجنسية الفرنسية، بالاضافة الى اصابة عدد آخر بجروح متفاوتة وتهدم السور الخارجي لمعبد الغريبة.

ويشارك في احتفالات هذا العام حوالي الفي يهودي وهو عدد المقيمين من اليهود التونسيين الذين لم يغادروا تونس في اعقاب حربي 1948 و1967 حيث كان يبلغ عددهم قبل عام 1948 مائة الف يهودي، وبالاضافة الى اليهود التونسيين فسوف يشهد هذه الاحتفالات عدد آخر من اليهود من كافة انحاء العالم وكذلك عدد كبير من شبكات التلفزيون الاجنبية التي بدأت تتوافد على تونس لتغطية هذا الحدث.

وطبقا لتصريحات بيريز الطرابلسي المسؤول عن معبد الغريبة فقد بلغ عدد المشاركين في احتفالات الغريبة عام 2000 حوالي 8 آلاف يهودي، وانه يتوقع الا يغيب اليهود عن احتفالات هذا العام.

وقد وصلت الاستعدادات في معبد الغريبة الى ذروتها حيث تم اصلاح الأضرار وتم طلاء سوره الخارجي. وطبقا لمصادر صحافية فقد قامت الحكومة الألمانية بانشاء صندوق تعويض لعائلات الضحايا الألمان الذين قتلوا في حادث معبد الغريبة بجزيرة جربة ويبلغ حجم المرصود 10 ملايين يورو، فيما قررت تونس طبقا لنفس المصادر الصحافية تقديم مبلغ مليون يورو الى هذا الصندوق تضامنا مع كافة اسر ضحايا حادث جربة.

وتفيد المعطيات بأن نزار نوار الذي نفذ حادث التفجير هو من مواليد سنة 1977 وانه كان يعيش وحيدا في جربة بعد سفر عائلته الى فرنسا وانه سافر 1998 الى كوريا، ومنها الى كندا لتعلم فن السياحة وعاد الى تونس في سبتمبر (ايلول) عام 2001 ليفتح مكتبا للاستيراد والتصدير في مدينة جربة.

وتضيف هذه المعطيات ان نوار اشترى الشاحنة التي فجرها بالقرب من معبد الغريبة من احد اليهود القاطنين بجربة ويدعى صهيون والذي كان يستخدمها في نقل اللحوم الى جزارته وقام بادخال اصلاحات عليها وتجهيزها لنقل اسطوانات الغاز.

وحسب بعض الروايات، فان نوار قام يوم حادثة التفجير بالمرور بمعبد الغريبة على متن الشاحنة مرتين ابعد خلال احداهما طلبة بعض المدراس الذين كانوا بالقرب من المعبد ثم قام بعملية التفجير في المرة الثالثة.