الشعبية وحماس تهاجمان قبول عرفات بإشراف حراس أميركيين وبريطانيين

TT

هاجم فصيلان فلسطينيان معارضان رئيسيان بشدة قرار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبول الاقتراح الاميركي بحبس عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذين قتلوا وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي تحت اشراف حراس بريطانيين واميركيين.

ووصف اسماعيل ابو شنب عضو قيادة حركة حماس في قطاع غزة القرار بانه «حصار جديد لا يشمل الرئيس عرفات فقط، بل يشمل جميع ابناء الشعب الفلسطيني». وقال ابو شنب في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان قبول المقترح الاميركي يعني موافقة السلطة على تجريم المقاومة الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني المشروع ضد الاحتلال على اعتبار انه جريمة يتوجب العقاب عليها. وشدد ابو شنب على ان موافقة عرفات على الاقتراح الاميركي (هو بالاصل اقتراح بريطاني) لا يخدم بحال من الاحوال مشروع التحرر الوطني الفلسطيني الذي يناضل الشعب الفلسطيني من اجل انجازه. ووصف قرار عرفات بانه سابقة خطيرة جدا.

وقال جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ان قرار السلطة قبول الاقتراح الاميركي يأتي ضمن مسلسل الخطايا التي بدأتها السلطة الفلسطينية باعتقال عناصر الجبهة الشعبية الذين قاموا بقتل زئيفي. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال المجدلاوي ان هذا ليس الاسلوب الامثل للتعامل مع «هؤلاء الابطال الذين رفعوا هامات الامة والشعب عاليا عندما قتلوا زئيفي رمز الاجرام والتطرف الصهيوني لكي يبلغوا الصهاينة رسالة مهمة مفادها ان دماء قياداتهم ليست اقدس من دماء قياداتنا».

وانتقد المجدلاوي بشدة قبول السلطة بسجانين بريطانيين واميركيين على عناصر الجبهة في سجون السلطة، واصفا اياه بـ«خطوة يقصد منها اشهاد العالم على ان السلطة ترى في مقاومة المحتلين الصهاينة جريمة». واشار المجدلاوي «الى انه في الوقت الذي يرفض فيه اطفال مخيم جنين تلقي الحليب الاميركي على اعتبار ان اسرائيل تقتل الفلسطينيين بالسلاح الاميركي فان قبول السلطة بالسجانين الاميركيين يبرز البون الشاسع بين نبض الشارع الفلسطيني وبين ما اقدمت عليه السلطة».

وحول مطالبة الرئيس الاميركي جورج بوش الرئيس عرفات بالبدء في ضرب المقاومة الفلسطينية، على اعتبار انها شكل من اشكال الارهاب، قال المجدلاوي انه بعد ان قبلت السلطة باستقدام سجانين اميركيين وبريطانيين فان هذا يعني ان هناك استعداداً من قبل السلطة للاستجابة لجملة من الابتزازات ستقدم عليها اميركا واسرائيل.

وحذر ابو شنب السلطة من مغبة مواصلة الاستجابة لمطالب الاميركيين والاسرائيليين على اعتبار ان هذا يمكن ان يضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية. واعتبر كل من ابو شنب والمجدلاوي قبول السلطة بالاقتراح الاميركي بانه مس خطير بالسيادة الوطنية للشعب الفلسطيني وضربة للكرامة الوطنية لكل الفلسطينيين. ورأى الاثنان في قيام قوات الاحتلال باجتياح مدينة الخليل وارتكاب مجزرة فيها بانه دليل اخر على توجه ادارة بوش على مواصلة توفير غطاء دولي للمجازر التي يرتكبها شارون ضد الشعب الفلسطيني.